ما حكم نسبة النعم إلى الله تعالى، إن نعم الله -سبحانه وتعالى- على الإنسان لا تعد ولا تحصى، ولعل من أعظم وأفضلها لهذه النعم هي نعمة الإسلام، الذي من علينا الله على عباده المسلمين التي يدرك من خلالها ما عليه من واجبات تجاه خالقه، فلا طاعة ولا عبادة لغير الله تعالى، فهو الذي يستحق بالعبادة والطاعة، وهو الخالق لعباده من أجل توحيده وإفراده عن غيره من المخلوقات بالعبادة، وسوف نتعرف من خلال على هذا الموضوع ما حُكم نسبة النّعم إلى الله تَعالى، وما حكم نسبة النعم إلى غير الله تعالى، وحكم الانكار نعم الله تعالى وكل هذا سوف نوضحه بالتفصيل عبر مقالنا هذا.

ما حكم نسبة النعم إلى الله تعالى

ينسب الاستحقاق بالعادة لإقرانه، وهذا متعلق ومرتبط بحسن الأخلاق الحميدة والكرم، ولا فضل لإنسان أكثر من نعمة الله تعالى عليه، فهو الذي أعطاه ومن عليه العديد من النعم التي لاتعد ولا تحصى، ما أنعم الله عليه، مهما عبده وشكر الله، فلا نكافيه  ولن يؤجر حق ما وهبه من النعم، بل يجب أن يشكره الله عز وجل ليلا نهارا سرا وعلنا ويثني عليه على تلك النعم كما قال الله سبحانه وتعالى في جلاله في القرآن الكريم:{وأما نعمة ربك فانطق بها}، كما قال {وما لك من بركة فأنت من الله} فيحسب إلى الله، وهذا من حُسن مبادئ المرء وكرمه، ولا فضل للعبد أعطى من فضل الله -سبحانه وتعالى- عليه، فهو الذي أنعم عليه بنعم عديدة، مهما عبد الله وشكره فلن يوافيه لو بقليل من حق ما أعطاه من نعم، فلا بد ومن الواجب علينا من شكر الله تعالى وحمده وشكره باستمرار على هذه النعم، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}،كما قال: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍۢ فَمِنَ ٱللَّهِ} لذلك فإنّ حُكم نسبة النّعم إلى الله تَعالى واجب على كل مسلم عاقل بالغ.

حكم إنكار نعم الله تعالى

إنّ إنكار نعم الله -سبحانه وتعالى- تتمثل في استخدام هذه النعم في معصية الله وعمل المحرمات، فمثلاً نعمة البصر التي أنهمها علينا وهي مهمة كثير في حياتنا للممارسة كافة الأعمال اليومية ويستعملها الإنسان في النظر إلى المحرمات، كما نعمة اللمس يستخدمها الإنسان للسرقة والأشياء المحرمة وخلقها الله لتلبية احتياجاته في الحياة كما عدم نسب النعم إلى الله يدخل في باب إنكارها، فيدخل في العصيان والكفر بمعتقداتهم أنّ هذه النعمة هي ليست من فضل الله تعالى وكرمه عليه، وقد قال الله تعالى في هذا الموضوع: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ}.

ما حكم نسبة النعم إلى غير الله تعالى

إن نسب النعم إلى غير الله تعالى يحتوي على أمرين وهما كالآتي:

  • نسب النعم لغير الله باللسان فقط: وهذا يعتبر في الإسلام كفر أصغر، لحديث زيد بن خالد الجهني: “صَلَّى لَنَا رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- صَلَاةَ الصُّبْحِ بالحُدَيْبِيَةِ علَى إثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَقالَ: هلْ تَدْرُونَ مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: أصْبَحَ مِن عِبَادِي مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ، فأمَّا مَن قالَ: مُطِرْنَا بفَضْلِ اللَّهِ ورَحْمَتِهِ، فَذلكَ مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ بالكَوْكَبِ، وأَمَّا مَن قالَ: بنَوْءِ كَذَا وكَذَا، فَذلكَ كَافِرٌ بي ومُؤْمِنٌ بالكَوْكَبِ.”
  • نسب النعم إلى غير الله مع الكفر بها والإنكار: وهذا يعتبر في الإسلام كفر أكبر، ويخرج صاحبه من دين وملة الإسلام والمقصود كافر.

وفي ختام مقالنا هذا الذي بعنوان ما حكم نسبة النعم إلى الله تعالى، الذي ذكرنا فيه عن أهم المعلومات التي تخص نكران الفضل بجميع النعم لغير الله تعالى وحكمها بالإسلام، ونتمنى من الله ان ينال اعجابكم ولكم منا جزيل الشكر والعرفان.