ما حكم سماع خطبة العيد ،وهذا ما سيتطرق إليه موضوع هذا المقال ، فمن حكمته – سبحانه – أن يجعل العيد فرحًا وأجرًا للصائمين ، وقد شرع لنا في بدايته صلاة العيد وخطبة صلاة العيد ، و قبل الانطلاق في رحلة الزيارات وتبادل التهاني بهذا اليوم السعيد ، وعبر هذا المقال سنوضح بيان حكم سماع خطبة العيد.

ما هي خطبة صلاة العيد

خطبة صلاة العيد سنة بعد صلاة العيد ، وقد رأى علماء من المذاهب الأربعة أنه يلقي خطبتين في العيد ، وتشرع لمن يلقي خطبتين في العيد أن يفصل بينهما بالخلافة بالقياس مع خطبتي الجمعة ، واختلف العلماء في أن تكون خطبة العيد خطبة واحدة أم خطبتين ، قال ابن عثيمين: “هذا ما مشى عليه الفقهاء، من أن خطبة العيد اثنتان، ومن ينظر في السنة المطهرة سيجد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يخطب سوى خطبة واحدة، ولكنه بعد أن أنهى خطبته الأولى، توجّه إلى النساء ووعظهن، فيحتمل أن تكون الخطبة الثانية هي خاصة بالنساء، وأنه أراد أن يخصّهن بخطبة، أو أنها أي الخطبة الثانية كانت بسبب عدم وصول الخطبة إليهن” ،و خلاصة القول: إن موضوع الاجتهاد في خطبة العيد واسع ، ولا يوجد فصل في السنة النبوية الشريفة ، حتى لو ظهر أنها خطبة واحدة ، وعلى الإمام أن يفعل ما يراه مناسباً وأقرب من السنة سواء كانت الخطبة واحدة أو اثنتين جاز.

حكم سماع خطبة العيد

تكون خطبة العيد بعد صلاة العيد ، وهذا دليل على عدم وجوب حضورها ، لأنها تكون في وقت ليخرج منها من أراد الخروج منها ، وهي بخلاف خطبة الجمعة التي تعد واجباً على المصلين ، وخطبة العيد سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم باتفاق المذاهب الأربعة ، والدليل على ذلك من السنة النبوية الشريفة قول جابر بن عبد الله قال: (إنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَامَ فَبَدَأَ بالصَّلَاةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ بَعْدُ، فَلَمَّا فَرَغَ نَبيُّ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَزَلَ، فأتَى النِّسَاءَ، فَذَكَّرَهُنَّ وهو يَتَوَكَّأُ علَى يَدِ بلَالٍ، وبِلَالٌ بَاسِطٌ ثَوْبَهُ يُلْقِي فيه النِّسَاءُ صَدَقَةً. قُلتُ لِعَطَاءٍ: أتَرَى حَقًّا علَى الإمَامِ الآنَ: أنْ يَأْتِيَ النِّسَاءَ فيُذَكِّرَهُنَّ حِينَ يَفْرُغُ؟ قالَ: إنَّ ذلكَ لَحَقٌّ عليهم، وما لهمْ أنْ لا يَفْعَلُوا؟!) ،حيث يوضح لنا هذا الحديث الشريف أن خطبة العيد كانت بعد الصلاة وليس قبلها.

اقرأ أيضاً : متى يبدا التكبير المطلق في عيد الفطر 2023

حكم صلاة العيد

صلاة العيد فرض كفاية عند كثير من العلماء ، ويجوز تركها وعدم حضورها من قبل بعض الأفراد ،لكن حضوره للخطبة ومشاركته مع إخوانه المسلمين في خطبة العيد ، سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يترك إلا لعذر شرعي ، وبعض العلماء قال أن صلاة العيد فرض عين كصلاة الجمعة فلا يجوز لأحد من الأحرار الذين لا يسافرون إليها أن يتخلفوا عنها ، وهذا القول خير وأقرب إلى الحق ، وهو سنة أن تحضر المرأة خطبة العيد ، ولكن مع الحرص على عدم الاختلاط بالرجال ، والاهتمام بالتستر وعدم وضع العطر أو ارتكاب أي ممنوع أو غير ذلك ، وشهدت النساء خطبتي العيد في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ليشهدوا على الدعوة الحسنة وجمع المسلمين.

ما يستحب في خطبة صلاة العيد

و من المستحب للإمام في خطبة العيد أن يعلّم الناس أحكام العيد ، وينذرهم ، وينصحهم بالزكاة ، وأن يستغلوا وقت العيد بما يعود بالنفع على النفس وللآخرين بإعانة المحتاجين ،و صلة الرحم ، وبر الوالدين ، والعفو عن الآخرين ، وغير ذلك من الاعمال الصالحة ، وفي الحديث النبوي الشريف عن عبدالله بن العباس قال: (خَرَجْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ فِطْرٍ أوْ أضْحَى فَصَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أتَى النِّسَاءَ، فَوَعَظَهُنَّ، وذَكَّرَهُنَّ، وأَمَرَهُنَّ بالصَّدَقَةِ) ،و خطبة العيد لا تبدأ بالتكبير ، بل تبدأ بالحمد كغيرها من الخطب ، وقد قال ذلك جماعة من الشافعية والحنابلة وابن تيمية وابن القيم وابن رجب وابن باز ، حيث لم يثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يفتتح خطبة العيد بالتكبير ، لكنها افتتحت بحمد الله و شكره.

الى هنا نصل لختام مقالنا الذي تناولنا فيه بيان حكم سماع خطبة العيد ، كما ذكرنا ما هي خطبة العيد ووضحنا حكم صلاة العيد و من المستحبات التي كان يفعلها النبي في صلاة العيد.