ليس رمضان شهراً للصوم نهاراً والإفطار مساء والنوم ليلاً ، إنما هو مناسبة روحية عظيمة للاجتهاد في العبادات والإكثار من الطاعات للفوز بكثيرِ الأجر وعظيمِ الحسنات. فقد كان الرسول صل الله عليه وسلم يجتهد في رمضان أكثر مما يجتهد في غيره فيصوم النهار ويقوم الليل ، ويتلو القرآن الكريم و يتدارسه على يد جبريل عليه السلام ، و قد سن لأمته في رمضان سنة حميدة و عظيمة، لها جلالها في قلوب المسلمين، ولها أجرها عند رب العالمين ، وهذه السنة هي صلاة التراويح التي بدونها لا تكتمل أجواء رمضان الروحية ، ولا ترتاح النفوس المتعطشة للنفحات الربانية.

فضل صلاة التراويح في رمضان

لقد قرن الرسول صلى الله عليه وسلم بين الصيام و القيام ، و شكر على الذين يقومون الليل في رمضان أي الذين يصلون العشاء و يتبعونه بالتراويح أو يزيدون ، و وعدهم بأحسن الثواب وأعظم الجزاء ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قـال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان من قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.

وفي ذلك إشارة واضحة إلى الثواب العظيم الذي أعده الله للمسلم الذي يتجاهل تعب الصوم وجهده وإكراهات الحياة وتكاليفها، فيقف بعد صلاة العشاء بين يدي الله عز وجل لأداء التراويح، ويقوم في جوف الليل والناس نيام، فيصلي للحي الذي لا ينام ما تيسر من ركعات، ترفعه إلى درجة العابدين الخاشعين القانتين، وتجعله من الذين يغفر الله لهم ما تقدم من ذنبهم ، فطوبى و هنيئاً لمن صلى التراويح و استمر عليها، وهنيئاً لمن قام الليل واجتهد فيه.

تعريف صلاة التراويح

اصطلاحاً فالتراويح هي الصلاة التي تؤدى في رمضان بعد صلاة العشاء إلى قبيل الفجر وتسمى أيضا صلاة القيام ، أما التراويح لغة جمع ترويحة ، و هي الاستراحة الواحدة بعد جهد و تعب ، و سميت التراويح بهذا الاسم لأن المصلين يستريحون خلال أداءها بعد كل ركعتين ، و صلاة التراويح ترقى بروح المؤمن إلى عوالم الطهر و نفحاتها ، و تحلق بها في ملكوت الله و عظمته ، فتطمئن النفس ، يصفو الذهن ، و يرتاح القلب بالصلة مع الله و القرب منه.

مشروعية صلاة التراويح

كان صل الله عليه و سلم يصليها في المسجد مع الجماعة ، لكنه ما لبث أن ترك الاجتماع عليها خشية تحولها إلى فرض يشق به على أمته كما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري.

حيث أنه أجمع أهل العلم على أن صلاة التراويح سنة مؤكدة تقام في شهر رمضان بعد صلاة العشاء إلى قبيل الفجر ، و هي عبادة عظيمة و منسك مهم من مناسك الإسلام ، و قد حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه ورغب فيها بطريقة ضمنية ، حيث ورد عنه في الحديث المتفق على صحته: “من قام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.

 

و بهذا نصل إلى ختام المقال الذي كان بعنوان فضل صلاة التراويح في رمضان ، كما ذكرنا لكم أيضاً مشروعية صلاة التراويح ، و قمنا بتعريف صلاة التراويح .