شرح حديث من ادرك رمضان و لم يغفر له ، هذا الحديث من أشهر الأحاديث التي انتشرت كثيراً عن شهر رمضان المبارك ، ويتداوله كثير من المسلمين وينقلونه قبل وأثناء الشهر الفضيل ، وذلك لتحفيز من يستمع إليها على الاستعداد بشكل كامل لاستقبال شهر رمضان المبارك ، والاجتهاد فيما يفعلونه من العبادة ، والطاعة في هذا الشهر المبارك من صلاة ، وصيام ، وبر الوالدين ، وإقامة صلة الرحم ، والعديد من أنواع العبادة الأخرى.

شرح حديث من ادرك رمضان و لم يغفر له

وهذا الحديث موضوع و غريب عن السنة النبوية ، حيث لم يرد حديث في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا المتن: (خاب، وخسر من أدرك رمضان ولم يُغفر له”) ، ولكن ما ذكر في هذا المعنى في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلف في متونه ، لاختلاف رواياته ونذكر هذه الروايات.

رواية أبو هريرة

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: “آمين آمين آمين قيل: يا رسول الله إنك حين صعدت المنبر قلت: آمين آمين آمين قال: إن جبريل أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين ومن أدرك أبوية أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين” ،وهذا حديث صحيح.

شرح الحديث

من خلال هذا الحديث يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينبهنا إلى مدى أهمية القيام بالعبادات والطاعة خلال شهر رمضان المبارك بنية صادقة فيه بحيث سوف يقبله الله تعالى ،وأنه من يتخاذل في الاستفادة من الشهر الفضيل وأداء العبادات فإنه شقي ،وينبهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهمية بر الوالدين ، فيسر الله تعالى بمن يرضيه أهله ، ومدى أهمية بر الوالدين عند الله،و هو أنه جعل برهما بعد عبادته ووحدته سبحانه وتعالى في آياته في القرآن الكريم ،و يحثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على الصلاة له خاصة إذا ذكر اسمه في إحدى المجالس ،وقوله صلى الله عليه وسلم “رغم أنف عبد” يدل على مقدار الذل والبؤس الذي سيواجهه العبد نتيجة عدم استغلال شهر رمضان المبارك وعدم بر والديه ، وعدم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر ،و يذكر الحديث مجموعة من الفضائل التي تدخل العبد إلى الجنة ، وتركها يهلك العبد بالتمام.

اقرأ أيضاً : متى يبدأ وقت الصلاة على النبي ليلة الجمعة

شهر رمضان

ومن أعظم بركات الله عز وجل على عباده المخلصين أن يبلغهم شهر رمضان ،وقد فضل الله تعالى هذا الشهر المبارك على سائر الشهور والأيام التي يكون فيها كالشمس بين الكواكب ، وهو شهر جعل الله فيه الصوم ركنًا من أركان الإسلام ، وخصه بفضائل عظيمة ، فهو شهر صيام قيام شهر تنزل فيها الرحمة ويغفر الذنوب والمعاصي وتكثر الأجر والحسنات وتفتح أبواب الجنة ويغلق أبواب النار ويخلص الله عباده من نار جهنم فيه ، وهو شهر نزل فيه القرآن الكريم  وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه رضي الله عنهم بمجيئه لما فيه من خير كثير ، وفضائل عظيمة وبركات ، حيث كان يقول لهم: (أتاكم شهرُ رمضان، شهرٌ مبارَكٌ، فرض اللهُ عليكم صيامَه، تفتحُ فيه أبوابُ الجنَّة، وتُغلَق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ (تُشَدُّ الأغلالُ والسَّلاسِلُ) فيه مَرَدَةُ الشياطين (رُؤساءُ الشَّياطين)، وفيه ليلةٌ (ليلة القدر) هي خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِم).

فضل شهر رمضان في السنة النبوية

وقد وردت أحاديث نبوية كثيرة صحيحة تبين فضل شهر رمضان وما فيه من خير ورحمة وفضائل وبركات ، حيث يفرح المسلم به يستبشر به ، ويستقبله ويستعد له ، والعمل فيه وعبادته حتى يسود عليه الخير والنعمة ، فمن أدرك شهر رمضان ودخله بنيّة صادقة وأتباع صحيح خرج بتقوى متزايدة وشهادة الاستقامة ، وكان من الفائزين والناجين السعداء في الدنيا والآخرة ،ومن جهة أخرى خسر كل من أدرك شهر رمضان وأصر على الذنوب والمعاصي ، ولم يجتهد فيه في عبادة الله ، ولم يجتهد ويسارع في العبادات والحسنات وانتهى الشهر ولم يغفر.

الى هنا نصل لختام مقالنا الذي تتطرقنا فيه شرح حديث من ادرك رمضان و لم يغفر له ، وذكرنا كذلك ما هو  شهر رمضان و فضل شهر رمضان في السنة النبوية.