سنن وآداب عيد الأضحى لغير الحاج، من الأمور الّتي يجب على المسلم أن يكون بدراي فيها، وهذا لاقتراب موعد عيد الأضحى المبارك، ومن أراد اتباع سنّة نبيّه الكريم بالذّبح والتّضحية بهذا العيد المبارك، فعليه أن يتعلّم آدابها وسننها، وما يستحبّ فعله بعيد الأضحى المبارك، وهذه السّنن لها بها حكمٌ بالغةٌ وهامة، من واجب الإنسان المسلم التّعرّف بها، واهتم موقع الجنينة في معرفة سنن وآداب عيد الأضحى لغير الحاج.
عيد الأضحى
قبل الشروع بالحديث عن سنن عيد الأضحى ، يجدر بنا الحديث عن عيد الأضحى، فهو إحدى العيدين الّذين شرّعهما الله تعالى للمسلمين أثناء العام الواحد، فالعيد الأول هو عيد الفطر الذي يلي شهر رمضان المبارك، وعيد الأضحى الّي يكون باليوم العاشر من شهر ذي الحجّة من العام الهجريّة، كما ينتهي العيد باليوم الثالث عشر من ي الحجّة، ويطلق بالشريعة الإسلاميّة على أوّل أيّام عيد الأضحى يوم النّحر، بينما اليوم الثّاني والثّالث والرّابع، فتسمّى في أيّام التّشريق، وقد ذكر عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالحديث عن شرعيّة عيديّ المسلمين، إذ قال النّبي: “كان لَكُمْ يَوْمانِ تَلْعَبُونَ فيهِما ، وقد أَبْدَلَكُمُ اللهُ بِهما خيرًا مِنْهُما : يومَ الفِطْرِ ، و يومَ الأَضْحَى”.
ويحتفل المسلمون كلهم في هذا العيد، وقبيل أوّل يومٍ من عيد الأضحى، ينهي حجّاج بيت الله الحرام آخر مناسك الحجّ وهذا في الوقوف بعرفة، وتكون به ذبح الأضحيات وتوزيعها على أهل البيت والحيّ والفقراء، كما يفعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه الكرام، وبهذا العيد الكثير من السّنن والأمور الّتي أوصى في فعلها الرسول وحببّ المسلمين بهذا، بها الأجر والخير الكثير، والله أعلم.
سنن وآداب عيد الأضحى لغير الحاج
الله سبحانه وتعالى منّ على المسلمين، في أن جعل لهم العيدين ليفرحوا، ويدخل السّرور بقلوبهم، وجعلهما لهم ليشكروه على نعمه العظيمة والكثير، وقد سنّ نبي الله -صلى الله عليه وسلّم- للعيد الكثير من السّنن والآداب المختلفة، يستحبّ للمسلم عملها واتّباعها بالعيدين، ونذكر هذه السّنن تباعاً، كما جعل الإسلام سنن وآداب لعيد الأضحى لغير الحاج وهي:
- صلاة العيد
كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يداوم على أدائها، ويصليها في المسلمين، وقد تعددت آراء الفقهاء بحكمها، منهم من رأى أنها سنة مؤكدة، ومنهم من رأى أنها واجبة، ومنهم من رأى أنها فرض كفاية، هي فرصة لاجتماع المسلمين وترفيههم وتوادهم متزينين مظهرين السعادة والفرح، ووقت أدائها يبتدئ عند ارتفاع الشمس قدر رمح ويمتد لابتداء الزوال.
- الغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب
كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يرتدي أجمل ثيابه وكان له حلة يرتديها بالعيدين والجمعة، وقد كان -عليه الصلاة والسلام- يأمر أصحابه بالعيدين أن يرتدوا أفضل ما يجدون وأن تطيبوا في أجود ما يجدون وأن يضحوا في أثمن ما يجدون، كما ذكر هذا الحسن بن علي -رضي الله عنهما-.
- عدم الأكل قبل الخروج إلى صلاة عيد الأضحى
إذ يسن تأخير الأكل بعيد الأضحى حتى يعود من المصلى فيأكل من أضحيته إن كان له أضحية، أما بعيد الفطر فهو على العكس؛ فيسن الأكل قبل الذهاب للصلاة لأنه عيد فطر.
- الخروج إلى المصلى لأداء صلاة العيد
ويكون بساحة خارج المسجد يجتمع به الناس، ويسن أن تخرج أيضا النساء سواء كانت بكراً أو شابة أو متزوجة أو عجوزاً وحتى الحائض، ويسن اصطحاب الأطفال، ويجوز أن تؤدى بالمسجد.
ولكن أداء الصلاة بالمصلى خارج المسجد محبذ أكثر، ان لم يكن يوجد عذر كمطر وغيره، وقد كان هذا هديه -صلى الله عليه وسلم- ولم يذكر أنه صلى العيد في مسجده إلا مرة لعذر المطر، ويُستحب تغيير طريق الذهاب عند الخروج من المصلى.
- التكبير
يسن التكبير بالمنازل والأسواق والمساجد والطرق عند الذهاب للصلاة جهرا، لأن تبدأ صلاة العيد؛ لما بهذا من إظهار شعائر الإسلام، وتذكير الغير في التكبير، ووقته بعيد الأضحى من صحيح يوم عرفة لعصر أيام التشريق.
وهي اليوم الحادي عشر، واليوم الثاني عشر، واليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وتسن بعد صلوات هذه الأيام،ومن صيغ التكبير ما ذكر عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: (اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ وللهِ الحَمدُ).
- ذبح الأضحية
الأضحية هي ما يذبح من الإبل والغنم والبقر يوم النحر وأيام التشريق تقربا لله -سبحانه وتعالى-، وقد ذكر بفضلها قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ما عَمِلَ آدَمِيٌّ من عملٍ يومَ النَّحْرِ، أَحَبَّ إلَى اللهِ من إهراقِ الدَّمِ إنها لَتَأْتِي يومَ القيامةِ بقُرُونِها، وأشعارِها، وأظلافِها، وإنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ من اللهِ بمَكانٍ، قبلَ أن يقعَ على الأرضِ، فَطِيبُوا بها نَفْسًا)، وهي سنة مؤكدة ويكره تركها مع القدرة عليها.
اقرأ أيضا: دعاء قضاء الحاجة مكتوب كامل.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا “سنن وآداب عيد الأضحى لغير الحاج”، حيث تعرفنا على سنن وآداب عيد الأضحى لغير الحاج، وفي النهاية نأمل أن يكون مقالنا قد نال إعجابكم.
