خطبة جمعة عن وداع رمضان و زكاة الفطر ، هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال المقدم لكم من موقع الجنينة.

خطبة جمعة عن وداع رمضان و زكاة الفطر

الحمد لله المتوحد بالعز والبقاء ، قضى على كل مخلوق بالزوال والفناء فكل نازل راحل وكل مولود ميت ، وكل موجود على وجه البسيطة معدوم ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أهل علينا شهر الصوم يغفر فيه الذنوب ويعظم الأعطيات ثم حكم بانتقاله ورحلته وقد حمل بما حمل من الخيرات والسيئات ذهب شاهد لنا أو علينا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله خير من صلى وصام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا

أما بعد فيا أيها الناس : اتقوا الله واستمسكوا من الدين بالعروة الوثقى واعلموا رحمكم الله أن أجسامكم على النار لا تقوى فطوبى لعبد قدم لنفسه فنجا والخسارة والندامة على من أعرض عن دين ربه فهلك ولا يهلك على الله إلا هالك

أيها المؤمنون هذا شهر رمضان أزف على الرحيل وقوض خيامه مودعا لأهل هذه الأرض حتى العام المقبل ولئن تقضى شهر رمضان بأيامه ولياليه إلا أن رحمة الله واسعة فمن كان محسنا فليحمد الله ومن كان مقصرا فليحسن فإن الأعمال بالخواتيم.

أيها الناس : إن انقضاء شهر رمضان بهذه السرعة آية للمعتبرين ، وليس الأمر فقط في رمضان بل في أيامنا كلها ، فنهاية الأمر تلوح قبل بدايته وإن ذلك من حكم الله  حتى يعلم المسلم أنه راحل ومنتهي كما انتهى ورحل غيره بل وعلى وجه العجلة فهذا شهر رمضان تصرم وانقضى في أسرع وقت ، فبهذا يوقن العبد أن عمره منتهٍ بهذه السرعة وهو لا يشعر فرمضان صورة مصغرة لعمرك الذي تراه طويلا لا نهاية له فيا سعادة من عمره بالطاعة

أيها المسلمون: إن رمضان مدرسة عظيمة يتعلم فيها المسلم كلَ خلق كريم ، و يتجنب كل خلق سيء ذميم ، فيخرج الموفق من هذا لشهر كاملا في الخير ،  فإن من حكم الصيام تحصيل التقوى ( يأيها الذين……..) فمن حصل التقوى من صيامه فليبشر بالخير ومن خرج من هذا الشهر الكريم كما دخل فيه فإنه في عداد المخذولين أعاذنا الله وإياكم من ذلك .

إن من جملة العبادات التي تقرب بها الصالحون إلى ربهم في هذا الشهر الكريم المحافظة على الصلاة جماعة فإننا قد رأينا الكثير على الصلاة جماعة والتبكير إليها ، والمكث في المساجد وقد ظهرت على محياها أنوار الطاعة جاءوا إلى المساجد بعد أن هجروها ما يقارب العام الكامل جاءوا إلى ربهم مخبتين طائعين وقد أطروا أنفسهم على الحق أطرا .

ومن العبادات كذلك  عطف الأغنياء على إخوانهم الفقراء فالموائد ممدودة والصدقات مبذولة والعطف شامل للمسلمين في أنحاء المعمورة كيف لا ؟

وقدوتنا النبي صلى الله عليه وسلم كان أجود من الريح المرسلة فكثير من عباد الله يخرجون من هذا الشهر وقد خلصوا أنفسهم من أدران الشح والبخل ألا  فلا تقبض اليد التي امتدت بالخير في رمضان .

ومن العبادات التي يتخرج بها العبد المؤمن في هذا الشهر العظيم محبة الصوم ومعرفة فضله وأنه يصفي النفوس ويسهل الطاعة ويحط الخطايا ، ومنها كذلك كثرة ذكر الله عز وجل فلا ترى في هذا الشهر إلا داعيا أو ذاكرا ومنها كذلك لزوم المساجد لتلاوة القرآن فلا تكاد تجد مسجدا مغلقا فالناس فيه بين مصل وتال للقرآن وذاكر له تعالى قد هاجرت أفئدتهم إلى ربها ترجوا ثوابه وتخشى عقابه والله غفور رحيم

أيها المؤمنون إن من القبيح من المسلم أن يهجر هذا الطاعات بعد رمضان فالمساجد تهجر من كثير ممن كان يصلي في رمضان والقرآن يهجر حتى  رمضان الآخر وقيام الليل   والصيام   والصدقة كلها تهجر لم كل هذا يا عباد الله أفليس رب رمضان هو رب بقية الشهور أو ليست أعمالك تعرض علي ربك صباح مساء وهو الذي لا تخفى عليه خافية

معاشر الصائمين :لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا قال بعض السلف بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان ولهذا قال أهل العلم إن علامة قبول العمل الصالح اتباعه بالعمل الصالح بعده لأن الحسنة تجلب الحسنة فمن رجع إلى   معاصيه بعد رمضان فحري به أن يكون من المحرومين فإياك يا عبد الله أن تكون منهم

أيها المسلمون إن الحياة كلها عبادة سئل الإمام أحمد متى الراحة ؟ قال عندما تضع قدمك في الجنة ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )

فعلينا جميعا إنسا وجنا أن نواصل الأعمال الصالحة من صلوات وصيام وصدقة وذكر وقراءة للقرآن وسائر القربات ولنبادر بالعمل قبل حلول الأجل ولنغتنم شبابنا وحياتنا وفراغنا وصحتنا وغنانا قبل حصول أضدادها

اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا.

الى هنا نكون قد وصلنا الى نهاية هذا المقال بعنوان خطبة جمعة عن وداع رمضان و زكاة الفطر