حكم صيام ستة أيام من شوال عند المالكية ، ينتهي شهر رمضان المبارك ولكن لا ينتهي فضل الصيام وثوابه وأجره العظيم، ويعتبر صيام ستة من شوال من أعظم الأمور التي يقوم بها المسلمين بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، أن يتبع شهر رمضان بصيام ست من شوال، وذلك بما جاء عن سنة رسول الله صل الله عليه وسلم.

حكم صيام ستة أيام من شوال عند المالكية:

ويعتبر صيام ست من شوال من الأحكام الشرعية والتي لابد أن يعمل بها المسلمون، حيث أن الكثير من المسلمين اعتادوا علي صيام ست من شوال وذلك بعد صيام شهر رمضان المبارك مباشرة، ويعتبر صيام هذه الأيام من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلمين لربهم، في هذه الأيام المباركة، وقد ورد فضل هذه الأيام في سنة رسول الله صلّ الله عليه وسلم.

اقرأ أيضاً: هل يجب صيام الست من شوال متتابعة او متفرقة

صيام ست من شوال عند المالكية:

يقول المالكية بأن صيام ست من شوال هو سنة، ولكنه ليس بالمطلق فقد قام المالكية بوضع شروط لصيام هذه الأيام وقالوا يأنها مكروهة، وقد أوعزوا ذلك لأن الناس يعتقدون بأنها جزء مرتبط بشهر رمضان المبارك، ويجوز أن يتم صيامها مجزئة أو متتابعة، ويجوز كذلك أن يتم صيام هذه الأيام في أول الشهر أو في وسط الشهر، فصيام هذه الأيام المباركة لا يعتبر مكروهاً ولكن كره المالكية أن يتبع شهر رمضان المبارك صيام الست من شوال مباشرة يوم العيد، وقال بعض علمائهم: “كَرِهَ مَالِكٌ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- ذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ يَلْحَقَ بِرَمَضَانَ مَا لَيْسَ مِنْهُ مِنْ أَهْل الْجَهَالَةِ وَالْجَفَاءِ، وَأَمَّا الرَّجُل فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ فَلاَ يُكْرَهُ لَهُ صِيَامُهَا” والله تعالي أعلي وأعلم.

رأي الحنفية بصيام ست من شوال:

عهد الحنفية لكره صيام ست من شوال وقد قال في ذلك الإمام أبو حنيفة إن صيام هذه الأيام سواء كانت متتابعة أو متفرقة مكروه وقد عهد إلي ذلك، بقولهم “وَالْمُخْتَارُ أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ، لأَنَّ الْكَرَاهَةَ إِنَّمَا كَانَتْ لأَنَّهُ لاَ يُؤْمَنُ مِنْ أَنْ يُعَدَّ ذَلِكَ مِنْ رَمَضَانَ، فَيَكُونَ تَشَبُّهًا بِالنَّصَارَى، وَالآْنَ زَال ذَلِكَ الْمَعْنَى، وَاعْتَبَرَ الْكَاسَانِيُّ مَحَل الْكَرَاهَةِ أَنْ يَصُومَ يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَصُومَ بَعْدَهُ خَمْسَةَ أَيَّامٍ، فَأَمَّا إِذَا أَفْطَرَ يَوْمَ الْعِيدِ ثُمَّ صَامَ بَعْدَهُ سِتَّةَ أَيَّامٍ فَلَيْسَ بِمَكْرُوهٍ، بَل هُوَ مُسْتَحَبٌّ وَسُنَّةٌ”.

رأي الشافعية والحنابلة بصيام ست من شوال:

يري الشافعية والحنابلة بأن صيام ست من شوال هو سنة من سنن رسول الله صلّ الله عليه وسلم، وجاء ذلك نقلاً عن فقهاء المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي: “صَرَّحَ الشَّافِعِيَّةُ، وَالْحَنَابِلَةُ: بِأَنَّ صَوْمَ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ -بَعْدَ رَمَضَانَ- يَعْدِل صِيَامَ سَنَةٍ فَرْضًا، وَإِلاَّ فَلاَ يَخْتَصُّ ذَلِكَ بِرَمَضَانَ وَسِتَّةٍ مِنْ شَوَّالٍ، لأَِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشَرَةِ أَمْثَالِهَا” والله تعالي أعلي وأعلم.

وبهذا نكون قد وصلنا معكم لختام مقالنا والذي تناولنا فيه رأي المالكية في صيام الست من شوال، ونحن نعهد لقول رسول الله صلّ الله عليه وسلم: “من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر”.