هل ثبت تاريخ الإسراء والمعراج ، لقد شرف الله رسولنا الحبيب بالكثير من المعجزات التي أيدت رسالته وأكدت علي أن هذا الرسول الذي بعثه الله لنا ليكون رسول حق وخير ويكون أسوة حسنة ليهدينا لطريق الهداية فأيده الله بالعديد من المعجزات ومن هذه المعجزات كانت الإسراء والمعراج .

هل ثبت تاريخ الإسراء والمعراج

والبعض يري أن ليلة السابع عشر هي تعتبر ليلة الإسراء والمعراج ويقومون بالاحتفال في هذا اليوم وهو أمر لا أساس له من الصحة فليلة الإسراء والمعراج لم تُعرف وكان لله حكمة في ذلك الأمر .
وعلي خلاف ذلك ليلة الإسراء والمعراج هي حقيقة وحق فالله سبحانه وتعالي أسري برسولنا الحبيب إلي المسجد الأقصي ثم عرج به إلي السماوات تصديقاً لقول الله عز وجل (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى [الإسراء:1]
وهذا أمر لا ريبة فيه ولا شك به ولكن الليلة التي وقع فيها هذا الأمر ليست معروفة وغير مؤكدة، وكل ما يتم قوله حول أن ليلة السابع والعشرين هي ليلة الإسراء والمعراج هو فقط من باب التأويل والتخمين والاجتهاد وليس له أي دليل من الصحة.
وحتي وإن كان وقت هذه الليلة معلوماً ومعروفاً فلا يجوز لنا نحييها باحتفالات لأن هذا الأمر بدعة ولو كان هذا الأمر واجب أو فرض لوجدنا هذا مذكوراً في سنة نبينا الحبيب أو صحابته أو خلفاؤه ولكن لم يسبق أن احتفل أحداً بها لا في حياة رسولنا الكريم ولا حتي بعد مماته.

ما سبب رحلة الإسراء والمعراج؟

يتساءل البعض لماذا أتت رحلة الإسراء والمعراج للرسول في هذا الوقت التي كانت به رغم عدم معرفتنا الدقيقة لهذا الوقت ولكن قد كانت ليلة الإسراء والمعراج للرسول الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام  كالبلسم الشافي الذي أتي في توقيته المناسب ليداوي الجراح التي ألمت برسولنا الحبيب وأطاحت من عزيمته وصبره فكانت بمثابة الضماد لجروحه بعد كل ما عاناه وبعد كل ما لقيه من عذاب وعناء ومشقة من محاربة أهل الكفر له وبعد تألمه الكبير والعظيم لفراق وفقدان زوجته أمنا وأم المسلمين السيدة خديجة ووفاة عمه أبي طالب،هذا الذي كان بمثابة أقسي ألم فأراد الله أن يثبت قلبه وأن يربط علي روحه وأن يثبته علي دين الحق وأن يخفف عنه ألم الفراق ووجعه، فأتت هذه الرحلة التي لا يتصورها عقل بشري لتتحدي حدود الزمان والمكان وليعيشها رسولناً الحبيب عليه صلوات الله وسلامه جسداً وروحاً.

الخلاصة لجميع التأويلات والأقاويل عن تاريخ الإسراء والمعراج:

لم يثبت أبداً تحديد السنة أو حتي الشهر الذي أسري فيه بنبينا الحبيب صلّ الله عليه وسلم
الحاصل مما تقدَّم هو أنه لم يثبت شيء في تعيين السنة والشهر الذي أُسريَ فيه بالنبي فلا يجوز التأويل والابتداع ما لم يكن شيئاً مثبتاً.