من هو اول شهيد بالاسلام، لقد كانت بداية الدعوة الإسلامية بداية صعبة، حملت الكثير من المشقة والتعب للذين دخلوا في الدين الإسلامي وناصروا نبي الله صلى الله عليه وسلم، نجد منهم الكثير ضحى بماله أو تركه لبيته، أو بمكانته بين أهله وقومه، ومنهم أيضا من ضحى بنفسه في سبيل نصرة النبي عليه الصلاة والسلام، والثبات على دين الله عز وجل، وفي مقالنا هذا سوف نتعرف على من هو أول شهيد في الإسلام.

من هو اول شهيد بالاسلام

لقد كان نصيب الشهادة في بداية الدعوة الإسلامية لإمرأة،كانت تحمل كل معاني الشجاعة والثبات على دين الحق، الدين الإسلامي، حيث ضحت بنفسها في سبيل الله وثباتا على دينه، واجهت الكثير من أساليب القسوة والتعذيب على يد كفار قريش، وهذه السيدة هي ( سمية بنت الخياط )، أول شهيدة في التاريخ الإسلامي كله، ولقد كانت سمية بنت الخياط أمة عند أبي حذيفة بن المغيرة، وعندما علم بإسلامها حاول أن يبعدها عن الإسلام وإجبارها على أن تكفر بالله تعالى وبنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنها أبت ورفضت ذلك وبقيت متمسكة بدينها الإسلامي حتى قتلت، وكانت ليست وحدها التي تعرضت للتعذيب الجسدي والإيذاء النفسي، بل تم تعذيب أيضا زوجها ياسر وابنهما عمار بن ياسر، حيث كان ابنها عمار أيضا من السباقين في الإسلام، ولاقى هو وعائلته الكثير من أنواع التعذيب على يد المشركين ودخولهم في دين الله تعالى.

من هم آل ياسر

آل ياسر ويعود الإسم لياسر بن مالك، وتعد أسرته من أعظم الأسر في الإسلام ، حيث تتكون هذه الأسرة من ثلاثة أشخاص، الأب وهو ياسر بن مالك، العنسي، كان مولى لبني مخزوم، وأصله من اليمن، وزوجته هي سمية بنت الخياط والتي كانت امة لأبي حذيفة بن المغيرة من بني مخزوم، وابنهما هو عمار بن ياسر، وكانت هذه الأسرة من موالي بني مخزوم، ومن أوائل الذين أعلنوا إسلامهم في سبيل الله، لذلك كانوا من أوائل مستضعفي مكة الذين عذبهم آل مخزوم وأولهم أبو جهل.

تعذيب المشركين لآل ياسر

لقد تعرض آل ياسر لشتى أنواع العذاب على يد بنو مخزوم، بسبب أنهم إعتنقوا الدين الإسلامي، ولكنهم صبروا على الأذى والحرمان، لأن قلوبهم كانت ممتلئة بالإيمان ونور الله عزوجل، حيث عذب بنو خزامة عمار بن ياسر أشد أنواع العذاب هذا الأمر الذي جعله يكتم إيمانه عن المشركين، فنزلت بذلك آية من الله عز وجل والذي يقصد بها آل ياسر وهي قوله تعالى:  “مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ” وبعدها قام بالهجرة إلى المدينة المنورة بعد أن زاد عذاب المشركين للمسلمين، ولقد شارك عمار بن ياسر في الكثير من الغزوات مع الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن أهم الغزوات التي شارك بها، غزوة أحد وبدر والخندق، وبيعة الرضوان، ولقد استشهد عمار بن ياسر في معركة صفين سنة 37 للهجرة، وتم تعذيب آل ياسر أيضا في منطقة بالأبطح في رمضاء في مدينة مكة المكرمة، وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يدعو لهم بالجنة، وأن يعوض صبرهم خيرا، فكان يقول عليه الصلاة والسلام : “صبرًا آل ياسرٍ، فإنَّ موعدَكم الجنةُ”.

وفاة أول شهيدة بالاسلام

لقد نالت أم عمار بن ياسر ( سمية بنت الخياط ) أول شهادة في الإسلام، وكان ذلك على يد أو جهل الذي طعنها في قلبها لتموت بعد ذلك، حيث كانت إرأة كبيرة في السن فقيرة لكنها كانت متمسكة بالدين الإسلامي، وقبلها مليئ بالإيمان وهو الأمر الذي جعلها صابرة ثابتة على تحمل كل أنواع الأذى التي تعرضت له على يد المشركين.

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا، والذي تعرفنا من خلاله على من هو اول شهيد بالاسلام، ومن هم آل ياسر، وكيف تم تعذيبهم على يد المشركين، وكيف كان صبرهم وثباتهم على دين الله عز وجل.