من هو اليتيم، لقد أوصانا ديننا الإسلام برعاية اليتيم، وذكر لفظ اليتيم في القرأن الكريم، بأكثر من آية كريمة، هذا ليؤكد الله سبحانه وتعالى لنا على أهمية الإحسان لليتيم، وأهمية هذا العمل الصالح، والذي تقدسه جميع الشرائع السماوية، وتقدره أيضا جميع المجتمعات على مر الأزمنة، وفي مقالنا هذا سوف نقدم تفصيلا لنبين فيه من هو اليتيم، وأهم النصوص القرآنية التي تحثنا على الإحسان لليتيم ،وبعض الأحاديث النبوية الشريفة

من هو اليتيم

اليتم لغة: هو الفقد والإعياء والإبطاء، وأصل الكلمة تدل على الوحدة، والإنفراد، واليتيم هو: من مات والده، وهو طفل صغير لم يبلغ الحلم، أي بمعنى قبل أن يصل لسن البلوغ، ويظل يحمل هذا اللقب حتى يبلغ الحلم، وذلك حيث ثبت عن علي كرم الله وجهه أنه قال :«لا يُتْمَ بعد احتلام.» وكلمة اليتيم تختلف عن كلمة اللطيم، حيث يطلق لفظ اللطيم، على الذي فقد كلا والديه، وكل لطيم يعتبر يتيم إن كان ذلك قبل البلوغ، وليس كل يتيم لطيما لأن اليتيم فقط يطلق عن من مات عنه أبوه قبل البلوغ واللطيم من مات أمه وأبيه

كيف إهتم الإسلام باليتيم (القرآن الكريم)

لقد قام الإسلام بالاعتناء في الأيتام، وكان مهتم على ضرورة رعايتهم وحفظهم، وعمل على تأديبهم وتعليمهم ، وطريقة الدفاع عنهم بشكل اخلاقي، والحفاظ على حقوقهم، والإحسان إليهم، إذ إن اليتيم يحتاج للعطف والحنان مما حوله أكثر من غيره، وبما أن القرآن الكريم هو المرجع الأول والأساسي لكل الأمور الحياتية، وهنا نجد أنه قد تم ذكر لفظ اليتيم في القرآن الكريم بالكثير من المواضع والآيات الكريمة، وذلك للدلالة على الحرص الشديد على حقوقهم، ورعايتهم، وهنا سوف نبين البعض من هذه المواضع التي ذكرت في القرآن الكريم ومنها:

  • قول الله تعالى: (وَلا تَقرَبوا مالَ اليَتيمِ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ حَتّى يَبلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوفُوا الكَيلَ وَالميزانَ بِالقِسطِ لا نُكَلِّفُ نَفسًا إِلّا وُسعَها وَإِذا قُلتُم فَاعدِلوا وَلَو كانَ ذا قُربى وَبِعَهدِ اللَّـهِ أَوفوا ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَذَكَّرون)، وقَوْله: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) وهنا في هاتين الآيتين دليل قطعي على حفظ مال اليتيم وعدم إستغلاله أو ومحاربة أي شخص قد يقترب لماله
  • قال تعالى :(وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ حَسِيبًا)، وقَوْله -تعالى-: (وَلا تَقرَبوا مالَ اليَتيمِ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ حَتّى يَبلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوفوا بِالعَهدِ إِنَّ العَهدَ كانَ مَسئولًا) هذه الآيات تدل عى جواز الوصاية على مال اليتيم، والتصرف بهذا المال بما يحقق من مصلحة له ولأهله، حتى يبلغ اسن الرُشد
  • قوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) وقَوْله: (كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ)، وقَوْله أيضا: (فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ)، هذه الآيات الكريمة تدل على تجنب الأذى له أو مضايقته سواء بالقول أو الفعل، وأن يعطف عليه، ويراعي مشاعره
  • قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) هذه الآية تدل على الحث على اليتيم، ونصحه، وإرشاده، وتربيته على القيم والأخلاق
  • وهذه الآيات تبين حقوق الأيتام في الأموال وتخصيص المال لهم وجاء ذلك في قوله تعالى: (وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ)، وقَوْله: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ)، وقَوْله أيضاً: (مَّا أَفَاءَ اللَّـهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
  • قال تعالى في كتابه الكريم: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ*فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ*وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)، وقال أيضا سبحانه وتعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)، وفي هذه الآيات الكريمة دلالة  على حفظ حقوق اليتيم من الضياع، ومن أي نقصان

السنة النبوية والإهتمام باليتيم

لم يقتصر الإهتمام بهم على القرآن الكريم فحسب وإنما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أيضا ببعض الأحاديث التي تؤكد أيضا ضرورة العناية والإهتمام بهم ورعايتهم ومنها كالتالي:

  • عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله : «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى»
  • عن أبي هريرة عن النبي  قال: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم لا يفطر»
  • عن أبو هريرة قال: «أنَّ رجلًا شكَا إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قَسْوَةَ قلبِهِ فقال : إنْ أَحْبَبْتَ أنْ يلينَ قلبُكَ فَامْسَحْ رَأْسَ اليَتِيمِ، وأَطْعِمِ المَسَاكينَ.»
  • عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله «هذا المال خضرة حلوة ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه اليتيم والمسكين وابن السبيل»
  • عن أبو هريرة قال: «أنَّ رجلًا شكَا إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قَسْوَةَ قلبِهِ فقال : إنْ أَحْبَبْتَ أنْ يلينَ قلبُكَ فَامْسَحْ رَأْسَ اليَتِيمِ، وأَطْعِمِ المَسَاكينَ.»

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا والذي كان بعنوان من هو اليتيم، وذكرنا الآيات الكريمة التي تبين أهمية الإهتمام، والحفاظ على حقوقهم، وذكرنا أيضا بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل أيضا على كفالة الأيتام، وكيفة الإهتام بهم