من هو اليتيم في الاسلام ،لقد اعتنى القرآن الكريم باليتيم وأظهر أهمية العناية به وحفظ حقوقه في أولى الآيات التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)، دلالة نص القرآن الكريم على إنكار سلوك من يسيء إلى اليتيم وينتقص من كرامته، وهذا مرتبط بالدين دلالة على خطورة الأمر ، وله أهمية كبيرة في القرآن الكريم لليتيم أنه ورد في الحديث عن أركان الإيمان ؛ مبينا أهمية اللطف مع اليتيم قال -تعالى-: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ)، ورد اليتيم في القرآن الكريم ثلاثاً وعشرين مرة في مواضع مختلفة ، ومن حقوق اليتيم التي نصت عليها الشريعة:

الإحسان إليه

الرحمة والعطف على اليتيم في الاسلام من الأمور المقررة في جميع الكتب والرسائل السماوية قال -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ…)، والإحسان إلى اليتيم له عدّة مجالاتٍ، من أهمها:

  • تنمية أموال اليتيم وحمايته من الزحف والضياع والهدر والتحذير من استهلاكها ظلماً، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).
  • رعاية اليتيمة والحفاظ على جميع حقوقها وعدم المساس بأي حق من حقوقها المتعلقة بالزواج عند بلوغها سن الزواج.، قال -تعالى-: (وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَامَىٰ بِالْقِسْطِ…).
  • رعاية اليتيم والحفاظ على جميع حقوقها وعدم المساس بأي حق من حقوقها المتعلقة بالزواج عند بلوغها سن الزواج.
  • مراعاة الجوانب الإنسانية لليتيم ، وتربيته في تربية سليمة كريمة ، وتربيته على القيم والأخلاق الفاضلة ، وتعويضه بالقدر الكافي عما فقده من حب وحنان بوفاة والده ، و في ذلك الأجر العظيم ومرافقته للنبي – صلى الله عليه وسلم – في الجنة قال -عليه الصلاة والسلام-: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وأَشارَ بالسَّبَّابَةِ والوُسْطَى، وفَرَّجَ بيْنَهُما شيئًا).
  • الحرص على تعليمه وتربيته وتهذيبه، ولا يتعارض ذلك مع أهمية توجيهه وتعديل سلوكه وردعه عن الانحراف السيّئ إن وقع منه في القول أو العمل.

وتجدر الإشارة إلى أن بعض النفوس قد انحرفت عن الغريزة وجادة في البر فتغلب عليها القسوة والقسوة في التعامل مع اليتيم ، والجشع والجشع في ماله مما يدفعهم إلى الظلم والتعدي على حقه والاعتداء عليه وإهانته وسبه يتيم سلوكهم المشين، قال تعالى-: (كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ).

الاهتمام به اجتماعياً

يحتاج اليتيم إلى تربية جيدة كما يحتاج إلى المأكل والملبس والمسكن وغير ذلك من الحاجات ، وعلى المجتمع المسلم أن يتعاون في تأمين هذه المتطلبات حتى ينشأ اليتيم على نحو سليم ، قال -تعالى-: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ)،فالآيات السابقة تشير إلى أهم أوجه رعاية اليتيم اجتماعياً، وهي:

  • الحرص على تبادل الحب واللطف والحنان مع اليتيم ، حتى يصبح شخصًا صالحًا في المجتمع حتى لا تؤثر حالته عليه في حياته الاجتماعية ، وبالتالي لا يستطيع أن يكبر وحده ، ولا تتسبب الوحدة في سلوكه ليحيدوا عن بقية أفراد المجتمع الصالحين الذين نشأوا في حضور والدهم.
  • إيواء الأيتام بالسكن المناسب ، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء مؤسسات اجتماعية للأيتام على أساس شؤونهم وشؤونهم.

الاهتمام به مالياً

قال -تعالى-: (وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا)، تم ربط الآية السابقة في حفظ أموال الأيتام ، ثم دفعها بعد رشدهم بما قبلها من الآيات في سورة النساء التي تأمر بوجوب تقوى الله -عزّ وجلّ

  • وجوب المحافظة على مال اليتيم وتنميته ، ووجوب إعطائه ماله عند بلوغه سن الرشد.
  • تحريم أكل مال اليتيم ظلماً ، وحظر صرفه أو إضافته إلى أموال أخرى إلا إذا تحقق مصلحة لليتيم من ذلك ، كما يجوز الجمع بين مال اليتيم والأموال الأخرى بقصد التنمية والأموال. حفظها وغيرها من الأغراض ، مع التأكد من توثيقها وشهودها ، مع ملاحظة أن أخذ أموال اليتيم من كبائر الذنوب.

مع هذه السّطور نكون قد وصلنا بكم إلى نهاية الموضوع الذي تحدّثنا فيه عن واحدة من المواضيع المهمّة حيث كان بعنوان من هو اليتيم في الاسلام ، حيث أوضحنا لكم مفهوم اليتيم ، وكذلك حقوق اليتيم التي أمر بها الإسلام وفضيلة كفالة اليتيم ، والفرق بين مفهوم الكفالة واليتيم مفهوم التبني.