مع اقتراب شهر رمضان الفضيل، حيث يصوم فيه المسلمون طوال النهار، يبحث الكثير منهم عن مبطلات الصيام في شهر رمضان، واتفق علماء الفقه والدين على مجموعة المفطرات التي تبطل صيام المسلم في شهر رمضان، والتي سنعرضها لكم في مقالنا لليوم على موقع الجنينة، كما سنعرض لكم بعض المفطرات التي اختلف العلماء في صحة كونها مفطرة أم لا.

تعريف الصوم

هو الامتناع عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من وقت طلوع الفجر وحتى غروب الشمس.

مبطلات الصيام

  • الأكل والشرب عمداً

اتفق علماء الفقه على أن الأكل عمداً أو الشرب عمداً، أو ما يماثلهما في محل الشرب والأكل مثل أخذ إبر عن طريق الوريد هو من مبطلات الصيام، ويوجب صاحبه إمساك ذلك اليوم وقضائه، وليس عليه كفارة ، وذلك لـ قول الله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ).

  • الاستسقاء أو القيء عمداً

ويقصد به محاولة إسترجاع ما في المعدة من طعام وشراب عمداً عن طريق الفم، واتفق أهل العلم أن من يتعمد القيء خلال نهار رمضان ينقض الصيام، ويجب عليه قضاء اليوم، وتجب عليه الكفارة لـ قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَنْ ذرعَهُ القيءُ فليس عليه قضاءٌ، ومنِ استقاء عمدًا فلْيقضِ).

  • الجماع

يعتبر الجماع في نهار شهر رمضان من مبطلات الصيام، وذلك لقوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ)، وذلك بسبب أن الصيام لايكون بالامتناع عن الطعام والشراب فقط بل بالامتناع عن الشهوات أيضاً، وقد أجمع على حمكه الأئمة الأربعة، ويجب عليهم إمساك ذلك اليوم، وكفارته أيضاً، وكفارة الجماع هي إعتاق رقبة مسلم أو صوم شهرين متتاليين أو إطعام ستين مسكين.

  • الحيض والنفاس

يعتبر الحيض والنفاس من مبطلات الصوم لدى النساء، حتى وإن كان ذلك قبل لحظات من غروب الشمس، ويجب على المرأة الحائض وامرأة النفاس قضاء الأيام التي أفطرتها.

  • الردة

وهي أن يرتد الشخص عن دين الإسلام، وهو مايترتب عليه بطلان صيامه، وقد أجمع عليه الأئمة وأهل العلم،  ويجب على المرتد قضاء اليوم إن عاد إلى الإسلام.

مبطلات الصيام التي اختلف عليها العلماء

هناك بعض المسائل التي اختلف العلماء على حكمها، فقال البعض بأنها مبطلة للصيام، وآخرون قالوا بأنها غير مبطلة، وهي:

  • الإغماء

ذهب بعض الأئمة إلى قول أن الإغماء يبطل الصوم إذا كان الشخص مغمى عليه طوال النهار ويجب عليه قضاء ذلك اليوم حتى وإن نوى صيامه، واتفق في هذا الحكم الإمام الشافعي والحنبلي والمالكي وذلك لقوله تعالى: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).

أما في حالة كانت حالة الإغماء خلال النهار واستيقظ الشخص قبل غروب الشمس حتى ولو بفترة قصيرة؛ فعليه إكمال صيام ذلك اليوم ويعد صيامه صحيحاً، وقد اتفق عليه أئمة الشافعية والحنابلة.

  • الحجامة

اختلف في حُكمها أهل العلم، فذهب بعضهم إلى صحة صيام صاحبها مثل الحنفية والمالكية الذين أجازوا صيام صاحبها إذا كانت لاتسبب التعب والضعف لصاحبها، وقال الحنابلة أن الحجامة تفطر الحاجم والمحجوم.

  • بخاخ الربو وبعض الأدوية العلاجية

وذلك بسبب أن بخاخ الربو يحتوي على مواد طبية تصل إلى الجوف والرئتين، وقد أكد بعض العلماء إلى أنها تبطل الصيام، بينما قال الشيخ ابن عثيمين أنه لا تبطل الصيام.

  • دخول شيء إلى الجوف من منفذ مفتوح

مثل قطرة الأذن والأنف، وذهب أغلب علماء الفقه إلى أن من يدخل شيئاً إلى جوفه بقصد، مثل قطرة الأذن والأنف إلى يؤدي فساد صيامه؛ وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (وبالغْ في الاستنشاقِ إلَّا أن تكونَ صائمًا).

  • ابتلاع بقايا الطعام

ذهب فقهاء المالكية والشافية والحنابلة إلى قول بأن بلع بقايا الطعام العالقة بين الأسنان يفطر صاحبها، أما الحنفية فقالوا بأنها لاتفطر.

  • التقبيل

قال الشافعية والحنفية بأنها لا تفطر ولا تعد من مبطلات الصيام، بينما قال المالكية والحنابلة بأنها تفطر، وأجمع جميع الفقهاء على أنها من المفطرات إذا نتج عنها إنزال.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا اليوم والذي تكلمنا فيه عن مبطلات الصيام التي تبطل الصيام، والمبطلات التي اختلف فقهاء الأئمة.