ما هو الكتاب الذي انزل على عيسى، حيث أن عيسى عليه السلام خاتم الأنبياء الذين بعثهم الله إلى بني إسرائيل ، و بشر عليه السلام  قومه بني إسرائيل بقدوم الرسول محمد ، صلى الله عليه وسلم من بعده. ليهدي قومه للإيمان بالله تعالى ، وعبر هذا المقال سنتعرف على الكتب الذي أنزله الله على نبيه عيسى عليه السلام.

تعريف الكتب السماوية

الكتب السماوية هي الكتب التي أنزلها الله عز وجل على رسله الكرام لينقلوا ما فيها إلى شعوبهم و أقوامهم رحمة لعباده -سبحانه- ودليل لهم إلى طريق الهداية و النور في الدنيا والآخرة ، والغرض من هذه الكتب إقامة التوحيد بعبادة الله وحده ، وتوضيح الأمر و النهج الصحيح الذي يجب أن تتبعه البشرية ويرشدها إلى كل ما هو صالح  و خير، و حياة للأرواح ، ونور وهداية في الظلام.

التعريف بعيسى عليه السلام

ولد عيسى – عليه السلام – في أرض الجليل من أرض فلسطين ، ولُقّب – عليه السلام – بالمسيح ، فلقَّى بذلك ؛ لأنه كان يمسح الأرض ، وقيل: لأنه كان يمسح على المصابين بالأمراض فيشفون ، وقيل: لأن المنكر والجهل مسحت عنه ، وقيل: المسح من البركة  ،وكان آخر نبي أرسله الله إلى بني إسرائيل ، ورفعه الله – العلي – إلى السماء بينما أتباعه دعاهم الله تعالى بالحواريين، حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّـهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّـهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّـهِ).

ما هو الكتاب الذي انزل على عيسى

الكتاب الذي نزل على المسيح عيسى هو الإنجيل ، والاعتقاد بأن الله تعالى أنزل كتابًا على نبيه عيسى ، وأن اسم هذا الكتاب هو الإنجيل ، وهو من أسس الإيمان وأركانه التي يجب أن التصديق بها فقال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)، وإن الشك أو الكفر بذلك، ضلال و كفر بالله تعالى، ولكن نعتقد إن الإنجيل الذي في أيدي المسيحيين اليوم مشوه ، وهو يختلف عن الإنجيل الذي نزل على عيسى عليه السلام عندما أرسله الله إلى بني إسرائيل نبيًا ، حتى المسيحيون اليوم لا يدّعون أن الأناجيل نزلت من الله إلى المسيح ، ولا أن المسيح أوصلها إليهم بل إن الناس كتبوها بعد قيام المسيح ونقلوا فيها بعض أقوال المسيح وبعض أعماله ومعجزاته.

اقرأ أيضاً : هل المسيحي يدخل الجنة ام لا

صفات رسول الله عيسى عليه السلام

  • ارتباطه الوثيق بالله تعالى : عيسى عليه السلام رسول أرسله الله سبحانه وتعالى لنشر النور والهداية بين الناس ، ومن هنا كان عليه الصلاة والسلام وثيق الصلة بالله تعالى ، وحيثما ذهب كانت عليه البركات و إن المعجزات الخارقة التي صنعها الله سبحانه وتعالى على يديه هي أكثر من أن تحصى ، حيث قال الله تعالى على لسان عيسى عليه السلام:(قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا*وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا)
  • مولده مُعجزة : تعتبر ولادة رسول الله عيسى عليه السلام ولادة معجزة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية. ولد عليه السلام من غير تزاوج طبيعي بين ذكر وأنثى كما أرسل الله تعالى إلى مريم عليها السلام روحه أي جبريل ، فنفخ بها ، فحملت بهذا الرسول العظيم ، ثم ولدته و قصة ولادته رائعة ، حيث تحتوي على تفاصيل صغيرة من القصص الخالدة في تاريخ البشرية.
  • تكلَّمه في المهد : ما جعله الله عز وجل عيسى عليه السلام متميزًا عن غيره من الأنبياء والناس عمومًا أنه جعله يتكلم وهو لا يزال في المهد ، وجاءت كلامه في سياق دفاعه عن والدته العذراء عندما استنكرها أهلها لقبولها بهم وهي تحمل ابنًا بين ذراعيها ، رغم أنها لم تتزوج ، حيث خلد القرآن الكريم إجابته التي قالها ، وهي إجابة موجزة بليغة تدل على سموه ، ومكانته الرفيعة ،عليه السلام.
  • برّه بوالدته : وهذه الصفة عامة في جميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ، لكن علاقة عيسى عليه السلام بأمه السيدة مريم عليها السلام هي من العلاقات الفريدة والأبدية و كان هذا الرسول الكريم تقيًا باراً لأمه ، وقد أكد القرآن الكريم على هذه الصفة العظيمة التي اتسم بها رسول الله عيسى حيث قال تعالى: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا).

إلى هنا نصل لختام مقالنا الذي تعرفنا فيه إلى الكتاب الذي أنزل على عيسى عليه السلام ، كما تناولنا تعريف الكتب السماوية و التعريف بالنبي عيسى عليه السلام ، وذكرنا أيضاً الصفات التي و ضعها الله في نبيه عيسى.