انا مع العسر يسرا وعد من الله سبحانه عز و جل إلى كل من هو في مشكلة أو أزمة، أن هذا الأمر سيذهب بإذن الله سبحانه عز و جل وسيحل في موضعه الفرج القريب لذلك سوف نتكلم في هذا الموضوع عن معنى آية فإن مع العسر يسر موقع الجنينة يقدم مقالا كبيرا بعنوان ما معنى كلمة ان مع العسر يسرا.

ما معنى كلمة ان مع العسر يسرا

{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} بشارة كبيرة، أنه كلما وجد عسر ومستحيلة، فإن اليسر يقارنه ويرافقه، حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر، فأخرجه كما قال سبحانه عز و جل: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا”.

ومعنى ”العسر” في انا مع العسر يسرا، يشير على أنه فريد، وتنكير ”اليسر” يشير على استمراره، فلن يغلب عسر يسرين وفي معناه بالألف واللام، المشيرة على الاستغراق والعموم يشير على أن كل عسر -وإن بلغ من الاستحالة ما بلغ- فإنه في آخره التيسير المرافق له.

التفسير الوسيط

فإن قلت ”إن مع” للصحبة، فما تفسير ترافق اليسر للعسر؟ قلت: أراد أن الله سبحانه عز و جل يصيبهم بيسر بعد العسر الذى كانوا فيه بوقت قريب، فقرب اليسر المنتظر حتى جعله كالمقارن للعسر، زيادة فى التسلية، وتعزيز القلوب.

فإن قلت: فما المعنى باليسرين؟ قلت: يجوز أن يراد بهما ما تيسر لهم من النصر فى أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما تيسر لهم فى أيام الراشدين وأن يراد يسر الدنيا ويسر الآخرة فإن قلت: فما تفسير هذا التنكير؟ قلت التفخيم، كأنه قال: إن مع العسر يسرا كبيرا وأي يسر.

تفسير البغوي

انا مع العسر يسرا أي مع القوة التي أنت فيها من جهاد الكفار يسراً ورخاءً بأن ينصرك عليه حتى ينقادوا للحق الذي جئتهم به،” إن مع العسر يسرا” كرره لتحقق الوعد وشدة الرجاء.

وقال الحسن البصري لما نزلت هذه الآية قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:” أبشروا، قد جاءكم اليسر، لن يغلب عسر يسرين”.

قال ابن مسعود رضي الله سبحانه عز و جل عنه: لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر حتى يدخل، إنه لن يهزم عسر يسرين.

قال العلماء: وتفسير قوله:” لن يغلب عسر يسرين” أن الله سبحانه عز و جل كرر العسر بلفظ المعرفة واليسر بصيغة النكرة، ومن عادة العرب إذا ذكرت اسما معلوما، ثم أعادته كان الثاني هو الأول، وإذا ذكرت نكرة ثم رجعته مثله صار اثنين، وإذا رجعته معرفة فالثاني هو الأول، كجديثك: إذا كسبت، درهما أنفقت درهما، فالثاني غير الاخر، وإذا قلت: إذا كسبت درهما فأنفق الدرهم، فالثاني هو الاخر، فالعسر في الآية مستمر بلفظ التعريف، فكان عسرا واحدا، واليسر مكرر بصيغة [ التنكير ]، فكانا يسرين، مثل قال: فإن مع العسر يسرا، إن مع ذلك العسر يسرا آخر.

تفسير ابن كثير

وقوله سبحانه تعالى: ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) أخبر سبحانه وتعالى أن مع العسر يوجد اليسر، ثم تحقق هذا الخبر.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا حميد بن حماد بن خوار أبو الجهم، حدثنا عائذ بن شريح قال: سمعت أنس بن مالك يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا وحياله جحر، فقال:” لو جاء العسر فدخل هذا الجحر لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه”، فأنزل الله سبحانه وتعالى: ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ).

ورواه أبو بكر البزار في كتابه عن محمد بن معمر، عن حميد بن حماد به، وروايته:” لو جاء العسر حتى يدخل هذا الجحر لجاء اليسر حتى يخرجه” ثم رواه: ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) ثم حدث به البزار: لا نعلم حدثه عن أنس إلا عائذ بن شريح.

قلت: وقد قال فيه أبو حاتم الرازي: في روايته ضعف، ولكن حدث به شعبة، عن معاوية بن قرة، عن رجل، عن عبد الله بن مسعود وهو موقوف.

وروى ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، حدثنا أبو قطن، حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال: كانوا يذكرون: لا يغلب عسر واحد يسرين اثنين.

وقال ابن جرير: حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما مسرورا فرحا وهو يضحك، وهو يقول:” لن يغلب عسر يسرين، لن يغلب عسر يسرين، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا” وكذا حدث به من حديث عوف الأعرابي ويونس بن عبيد، عن الحسن مرسلا.

الى هنا انتهى مقالنا اليوم الذي كان بعنوان ما معنى كلمة ان مع العسر يسرا ولقد ذكرنا فيه كل المعلومات التي تتعلق بهذا الموضوع من كل الجوانب موقع الجنينة يتمنى لكم التوفيق في كل الامور.