تعد القبلة وجهة المسلمين التي يتوجهون إليها عند أدائهم الصلاة التي فرضها الله سبحانه وتعالى عليهم ، و كانت أثناء العهد المكي باتجاه المسجد الأقصى في القدس الشريف ، و بعدها انتقلت بأمر من الله جل و علا ، حيث أنزل رسوله جبريل بالوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة باتجاه الكعبة المشرفة .

كيفية معرفة اتجاه القبلة :

حيث تختلف العلامات ، و الدلائل المحددة لاتجاه القبلة ، و من هذه العلامات : الشمس ، و القمر ، و النجوم ، و الرياح ، و تعتبر الرياح أضعف هذه الوسائل في تحديد القبلة ؛ و ذلك لكثرة اختلاف اتجاهها.
حيث يعد القطب “و هو نجم صغير ينضوي تحت مجموعة بنات النعش الصغرى بين مجوعة الفرقدين و الجدي” أقوى العلامات الدالّة على اتجاه القبلة ، و لكل واحدة من دلائل القبلة طريقة خاصّة في تحديد اتّجاه القبلة منها.

تحديد اتجاه القِبلة بالشمس والقمر :

حيث يستطيع المصلي معرفة اتجاه القبلة عن طريق تتبع الشمس ، و القمر ، و مطلع كل منهما  و مغربه ، فالشمس تخرج في أول النهار من جهة المشرق ، و تتابع بالمسير حتى تغيب من جهة المغرب ، و تتابين مطالع الشمس و مغاربها حسب تباين المنازل التي تكون فيها ؛ ففي فصل الشتاء تكون الشمس عند توسطها في قبلة المصلي الذي يصلي في الشام ، أما في فصل الصيف فإن الشمس تكون محاذية للقبلة.
و أما القمر فيكون على شكل هلال في جهة الغرب ، و ذلك في بداية كل شهر قمري ، فيكون الهلال عن يمين المصلي الذي يصلي بالشام ، ثم يسير القمر باتجاه المشرق ، و يبقى في الليلة السابعة عند وقت الغروب في قبلة المصلي الذي يصلي بالشام ، و حتى الذي يكون مائلاً عنها قليلاً ، ثم يصبح القمر في ليلة الرابع عشر بدراً كاملاً من جهة المشرق ، و ذلك قبل غروب الشمس ، حيث يكون القمر في اتجاه قبلة المصلي بالشام في ليلة الحادي و العشرين عند وقت صلاة الفجر ، حيث يظهر القمر في ليلة الثامن والعشرين على شكل هلال عند الفجر من جهة المشرق، ويرتبط اختلاف مطالع القمر باختلاف منازله.

تحديد اتّجاه القبلة بالنجوم:

حيث جعل الله -تعالى- النجوم هداية للناس ، حيث قال الله -تعالى- في سورة النحل: “وَبِالنَّجمِ هُم يَهتَدونَ” فيستدل بها المصلي على اتّجاه القبلة ، و هي من أصح الطرق في الدلالة على القبلة ، و يُعتبر القطب الشمالي أقوى النجوم دلالة على القبلة ؛ وذلك بسبب ثبوته في مكانه ، و سهولة معرفته لأي أحد من الناس ، و الباحث عن القبلة يجعل القطب الشمالي وراء ظهره و يستقبل وسط السماء فتكون تلك قبلته ، و ذلك في جميع البلدان التي لا تنحرف قبلتها .

و أما إن كان البلد الذي يسكنه الراصد منحرفاً عن خط القبلة مع القطب الشمالي إلى جهة المغرب فإنه ينحرف بجهة المشرق بقدر انحراف بلده عن خط القبلة مع القطب الشمالي ، كالذي يعيش في بلاد الشام ، و إذا كان بلد الراصد منحرفاً عن خط القبلة مع القطب الشمالي إلى جهة المشرق فإنه ينحرف إلى اتجاه المغرب بقدر انحراف بلده عن خط القبلة مع القطب الشمالي.

و المصلي من أهل الشام و ما يجاورها يستقبل القبلة بجعل القطب الشمالي خلف أُذنه اليسرى ، بأن يجعل القطب بينها و بين نقرة القفا ، و يجعل أهل العراق ، و من يماثلهم القطب الشمالي خلف الأُذن اليمنى ، بحيث يقع بينها و بين نقرة القفا عند استقبال القبلة لأداء الصلاة.

و أهل مصر و من يجاورهم فيكون استقبالهم للقبلة بجعل القطب الشمالي على العاتق الأيسر ، و يجعل المصلي من أهل اليمن القطب الشمالي أمام جانبه الأيسر حتى يكون مستقبلاً للقبلة و هكذا.

و بهذا نصل إلى ختام المقال الذي طرحنا عبر سطوره السابقة عن كيفية معرفة اتّجاه القبلة و طرق تحديدها ، نتمنى أن ينال إعجابكم و الحصول على اهتمامكم .