قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا، القول في تأويل قوله تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ.
حيث قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم: قل لهؤلاء العادلين بربهم غيره من الأصنام والأوثان، يا محمد: إن الذي ينجيكم من ظلمات البرّ والبحر ومن كل كرب، ثم تعودون للإشراك به, هو القادر على أن يرسل عليكم عذابًا من فوقكم أو من تحت أرجلكم, لشرككم به، وادّعائكم معه إلهًا آخر غيره، وكفرانكم نعمه، مع إسباغه عليكم آلاءه ومِنَنه.

قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا

 قل -أيها الرسول-: الله عز وجل هو القادر وحده على أن يرسل عليكم عذابًا مِن فوقكم كالرَّجْم أو الطوفان، وما أشبه ذلك، أو من تحت أرجلكم كالزلازل والخسف، أو يخلط أمركم عليكم فتكونوا فرقًا متناحرة يقتل بعضكم بعضًا. انظر –أيها الرسول– كيف نُنوِّع حججنا الواضحات لهؤلاء المشركين لعلهم يفهمون فيعتبروا.

قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من – تفسير السعدي

أي: هو الله تعالى قادر على إرسال العذاب إليكم من كل جهة.
{ مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ }- أي: يخلطكم { شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ }- أي: في الفتنة، وقتل بعضكم بعضا.
فهو قادر على كل هذا، فاحذروا من الإقامة على معاصيه، فيصيبكم من العذاب ما يتلفكم ويمحقكم، ومع هذا فقد أخبر أنه قادر على ذلك.
ولكن من رحمة الله، أن رفع عن هذه الأمة العذاب من فوقهم بالرجم والحصب، وغيره، ومن تحت أرجلهم بالخسف.
ولكن عاقب من عاقب منهم، بأن أذاق البعض منهم بأس بعض، وسلط بعضهم على بعض، عقوبة عاجلة يراها المعتبرون، ويشعر بها العالمون { انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ }- أي: ننوعها، ونأتي بها على أوجه عديدة وكلها تدل على الحق.
{ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ }- أي: يفهمون ما خلقوا من أجله، ويفقهون الحقائق الشرعية، والمطالب الإلهية

تفسير الجلالين : معنى و تأويل الآية 65

(قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم): من السماء كالحجارة والصيحة (أو من تحت أرجلكم) كالخسف (أو يلبسكم) يخلطكم (شيعا) فرقا متنوعة الأهواء (ويذيق بعضكم بأس بعض) بالقتال، قال صلى الله عليه وسلم: لما نزلت (هذا أهون وأيسر) ولما نزل ما قبله:، (أعوذ بوجهك) رواه البخاري وروى مسلم حديث “” سألت ربي ألا يجعل بأس أمتي بينهم فمنعنها “” وفي حديث “” لما نزلت قال أما إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد “” (أنظر كيف نصرف) نبين لهم (الآيات) الدلالات على قدرتنا (لعلهم يفقهون) يعلمون أن ما هم عليه باطل.

وفي ختام مقالنا هذا الذي كان بعنوان قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا، لقد ذكرنا اهم وابرز المعلومات التي تخص هذا الموضوع وتحدثنا أيضا عن تفسير هذه الآية المفصل، نتمنى ان ينال اعجابكم ولكم منا جزيل الشكر.