اين تذهب ارواح المؤمنين بعد الموت، حيث يعتبر موت الإنسان التي تنتقل روح الإنسان من الدار الدنيا إلى دار البرزخ، فانتهائها بذلك فصلٌ من عيشته ليبدأ فصلٌ جديد، والواقع أنّ عالم البرزخ موضوع غيبيّ لا نستطيع ان نطلع عليه لذلك فيجب من مصدرٍ يتنبأنا عن ذلك العالم، إذ إنّ الغيبيات لا مجال ان ندركها بالعقل أو الرأي، وإنّما يكون أخذكم حكم التوقيف على الكتاب والسنة النبويّة.

اين تذهب ارواح المؤمنين بعد الموت

 ونستطيع تعريف البرزخ لغةً بأنّه الحاجز بين الأمرين، المانع من تعلقهما وامتزاجهما، وأمّا شرعاً فيسمى البرزخ بأنّه مرحلةٌ ما بعد الموت، وهو ما يكون بين الدنيا والآخرة، وباستمرار من موعد الموت إلى البعث.
 وقد ورد حديث وذكر كلمة البرزخ بالمقصود اللغوي في القرآن الكريم، حيث قال تعالى:
 (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ* بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ)، وأمّا في المقصود الشرعيّ فقد حديث الذكر البرزخ في قول الله تعالى: (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ).
  •  ونضيف إلى حديث رسولنا صلّى الله عليه وسلّم:
 (إنَّ القبرَ أوَّلُ منازِلِ الآخرَةِ فإن نجا منهُ فما بعدَه أيسَرُ منهُ وإِن لَم يَنجُ مِنهُ فما بعدَه أشدُّ منهُ).
ولاسيما أنّ عمل الإنسان ان يكون انقطاع عند موته، ولكن قد يكون وصوله إليه بعض الأعمال فتنفعه أو تضرّه، كما ورد ذكر في الحديث الذي يروي عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن حبيبنا رسولنا الكريم الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه تحدث وقال:
 (إنَّ الميتَ ليُعَذَّبُ ببكاءِ أهلِهِ عليهِ ).
  •  ونضيف إلى حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم:
 (إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له).
وبعد أن ثبت تواجد حياة البرزخ يجب من ان تشير إلى حال أرواحهم المؤمنين والكفّار فيها، وحقيقتها أنّ أرواح المؤمنين تسرح في الجنّة ويرى ما فيها من روعةٍ، وكيفية تذوقها ما فيها من ثمارٍ، وكيفية ما يعده الله تعالى لها من الكرامة، كما تحدث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
 (إنَّما نسَمةُ المؤمنِ طائرٌ يُعلَقُ في شجرِ الجنَّةِ، حتَّى يرجعَ إلى جسدِهِ يَومَ يُبعَثُ).

إحساس الميت بعد الموت

يعتبر القبر من أقوى الفتن، وأصعب المواضيع التي قد يتخيلها الإنسان، ولذلك كان الرسول-صلّى الله عليه وسلّم- ان يقول ويستعيذ بالله منه، حيث كان يقول:
(اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِن عذابِ جَهَنَّمَ ومِن عذابِ القبرِ).
ويعمل على امر الصحابة -رضي الله عنهم- بالاستعاذة بالله منه؛ فإنّ القبر شديد العتمة والظلام، فراشه التراب، وله ضمّةٌ لا ينجو منها أي إنسان أحدٌ، ولو نجا منها أحدٌ.
لكان الصحابي الجليل سعد بن معاذ -رضي الله عنه- الذي تم اهتزاز العرش لموته، وشيّعه سبعون ألف ملكٍ، وتم فتح له أبواب السماء، وفي القبر فتنةٌ شديدة واختبار ليس كامتحانات الدنيا.
فبعد أن يُدفن الميت مباشرة يأتيه ملكان، يسألانه ثلاثة أسئلةٍ تعين مصيره، فيقولان: ما ربك، وما دينك، ومن نبيك؟ فإن تم تثبيته من الله عز وجل وأجاب بالفعل، نادى منادٍ من السماء أن عبدي صدق، فافرشوا له من الجنّة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، وألبسوه من الجنة.

إحساس الميت قبل الدفن

والذي يظهر والله أعلم أنّ الأرواح على أشكال كثيرة وعديدة، ولكلٍّ موضع خاصّ متنوع عن مكان الأخرى ؛ فإنّ الكتابات قد جاءت بأنّ منها ما يعتبر في حواصل طير خضر تسرح في الجنّة ، وجاء في بعض نصوصهم بأنّها تعتبر وتكون أسودة عن يمين آدم وعن يساره فيعتبر أصحاب اليمين منهم أصحاب الجنة ، والأسودة عن شماله أصحاب النار فإذا رأى عن يمينه ضحك ، وإذا رأى قبل شماله بكى .

وأنبأ الرسول صلّى الله عليه وسلّم عن إنسان بعد الموت مسجون على باب الجنّة ، فقال : ( رأيت صاحبكم محبوساً على باب الجنّة ) ، وفي الحديث الصّحيح : ( ومنهم من يُحبس في قبره بسبب الدَّين ، ومنهم من حبس في قبره في غلّة غلّها ) ، ومن الأرواح ما تبقى مقرّه عند باب الجنّة ، كما جاء في حديث الصحابي ابن عبّاس : ( الشّهداء على بارق ) ، ما هو بارق ؟ ( قال : نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنّة بكرةً وعشياً ).

في ختام مقالنا هذا الذي بعنوان اين تذهب ارواح المؤمنين بعد الموت، الذي ذكرنا اهم المعلومات الخاصة والمهمة والتي تتعلق بأمور الأرواح بع الموت واهم الأحاديث التي تتحدث عن ذلك، وختاما نتمنى من الله ان ينال اعجابكم ولكم منا جزيل الشكر.