معنى استوى في قوله تعالى ثم استوى على العرش ,  سنسرد في مقالنا هذا المعنى التفصيلي للأية التي ذكرت في سوره طه مع ذكر الأدلة .

معنى استوى في قوله تعالى ثم استوى على العرش

قال الله تعالى في سورة طه في الآية الخامسة “الرحمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى”

وهي من السور المكية التي نزلت في مكة المكرمة ماعدا الآيتان رقم 130 و 131 فقد نزلتا في المدينة المنورة .

معنى استوى في قوله تعالى ثم استوى على العرش  :

أي ارتفع فوق العرش وعلا فوقه سبحانه وتعالى فأهل السنة والجماعة وهم أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم بإحسان

يقولون في صفات الله تعالى: إن الواجب إثباتها وإمرارها كما جاءت بدون تأويل

مما يعني: إثباتها لله والإيمان بها وأنها حق، ولكن لا نؤولها، ولا نقول: إنها بكيفية كذا وكيفية كذا

ودلالة ذلك :   عندما سئل مالك بن أنس إمام دار الهجرة في زمانه، وأحد الأئمة الأربعة

حيث سئل رحمة الله عليه عن قوله جل وعلا: “الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى”

كيف استوى؟ فأطرق طويلاً ثم قال رحمه الله: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، فالواجب على أهل العلم والإيمان، وعلى جميع المسلمين أن يؤمنوا بأسماء الله وصفاته التي جاءت في القرآن العظيم أو السنة الصحيحة، وأن يمروها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل

 

وأما العرش فنقول:

إن الله تعالى عال على عرشه ومستو على عرشه، فالاستواء أخص من مطلق العلو، ولهذا كان استواء الله تعالى على عرشه من صفاته الفعلية المتعلقة بمشيئته بخلاف علوه فإنه من صفاته الذاتية التي لا ينفك عنها.

وقد صرح بمثل ما قلنا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله تعالى في شرح حديث النزول ص 522 مج 5 مجموع الفتاوي جمع ابن قاسم: “فإن قيل: فإذا كان إنما استوى على العرش بعد أن خلق السماوات والأرض في ستة أيام فقبل ذلك لم يكن على العرش؟ قيل: الاستواء علو خاص فكل مستو على شيء عال عليه، وليس كل عال على شيء مستوياً عليه .

ولهذا لا يقال: لكل ما كان عالياً على غيره: إنه مستو عليه واستوى عليه، ولكن كل ما قيل فيه: استوى على غيره فإنه عال عليه”. أ.هـ. المقصود منه وتمامه فيه.

بل يؤمنون بأنها صفات الله وأنها أسماؤه وأنها حق، وأن معانيها حق يليق بالله جل وعلا، معانيها تليق بالله لا يشابه خلقه في شيء من صفاته سبحانه وتعالى.
ومعنى الاستواء:

هو العلو والارتفاع فوق العرش، وهو معلوم من حيث اللغة العربية، ولكن كيفيته مجهولة، ما نعلم كيف استوى

ويمكن القوله بإنه استوى على عرشه وارتفع فوق عرشه يليق بجلاله  ارتفاعاً عظمته لا يشابه الخلق في صفاتهم، لا في الاستواء ولا في غيره

ودليل ذلك في قوله تعالى:

“لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ”

ولقوله تعالى أيضًا:

“فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ”،

وقوله سبحانه:

“وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ”

بل يؤمنون بأنها صفات الله وأنها أسماؤه وأنها حق، وأن معانيها حق يليق بالله جل وعلا، معانيها تليق بالله لا يشابه خلقه في شيء من صفاته سبحانه وتعالى.

  • فهو جل جلاله في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله لا شبيه له، ولا سمي له، ولا كفء له، ولا ند له سبحانه وتعالى.
  • هذا هو الواجب على أهل الإسلام أن يؤمنوا بهذه الصفاتو  الغضب والوجه والسمع والبصر،  واليد والقدم، والغضب والوجه،والغضب والوجه،  والأصابع وغير هذا من صفاته سبحانه وتعالى
  • فكلها يجب إثباتها لله على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل لصفات الله، ولا تكييف لها، ولا تمثيل لها ولا زيادة ولا نقصان
  • بل يقال: إنها حق، وإنها ثابتة لله على الوجه اللائق به، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته جل وعلا
  • لأنه سبحانه وتعالى لا مثيل له، لا في ذاته، ولا في صفاته.

 

وها نحن قد توصلنا إلى نهاية مقالنا وتبين لكم بأن الاستواء على العرش علو خاص على العرش مختص به لأن العلو العام ثابت لله عز وجل قبل خلق السماوات والأرض , ونسأل الله أن ينفع بي وبكم ووفقكم الله .