شعر عن البحر نزار قباني،حيث انها الشعر يثير القلوب و من منا لا يحب البحر، فليس غريبا على الشاعر الكبير نزار قباني أن ينطق بكلمات في حبه ، فالبحر مزيج من السحر والغموض والمشاعر الثائرة ،حيث تولد أمواج البحر أفكارًا مدفونة في النفس والضمير ، وينعكس زرقة السماء على وجه الماء ، يشع بنور وصفاء متناغم مع الروح والضمير ، حيث يعتبر نزار قباني من الشعراء المعروفين الذين تتناغم كلماتهم وتترك أثرًا كبيرًا على الضمير.

من هو الشاعر نزار قباني؟

كان الشاعر والناشر دبلوماسيًا سوريًا وسفيرًا إلى سوريا في لندن بين 1952 و 1955 و يجمع أسلوبه بين البساطة والأناقة في استكشاف موضوعات الحب والشبق و الحركة النسائية والدين والقومية العربية ،و أقام دار نشر لأعماله في بيروت باسم “منشورات نزار قباني” ،وهو من أكثر الشعراء المعاصرين تقديراً في جامعة الدول العربية و كان مسلما سنيا وكان ابنه يدعى عمر ،و من أقواله ان الحب فى العالم العربي سجين و أنا اريد تحريرة، اريد تحرير الحس و الجسد العربي بشعري، ان العلاقة بين الرجل و المرأة فى مجتمعنا غير سليمة”.

شعر عن البحر نزار قباني

و فيما يلي نتناول شعر من أشعار نزار قباني عن البحر :

في مرفأ عينيك الأزرق….أمطار من ضوء مسموع

وشموس دائخة وقلوع ….ترسم رحلتها للمطلق

في مرفأ عينيك الأزرق….شباك بحري مفتوح

وطيور في الأبعاد تلوح….تبحث عن جزر لم تخلق

في مرفأ عينيك الأزرق….يتساقط ثلج في تموز

ومراكب حبلى بالفيروز….أغرقت الدنيا ولم تغرق

في مرفأ عينيك الأزرق….وأعود كعصفور مرهق

في مرفأ عينيك الأزرق….أحلم بالبحر وبالإبحار

وأصيد ملايين الأقمار….وعقود اللؤلؤ والزنبق

في مرفأ عينيك الأزرق….تتكلم في الليل الأحجار

في الحُبِّ البحري

مواقفي منك، كمواقف البحر..
وذاكرتي مائيةٌ كذاكرته..
لا هو يعرف أسماء مرافئه..
ولا أنا أتذكر أسماء زائراتي
كل سمكة تدخل إلى مياهي الإقليمية، تذوب..
كل امرأةٍ تستحم بدمي، تذوب…
كل نهدٍ، يسقط كالليرة الذهبيه..
على رمال جسدي.. يذوب..
فلتكن لك حكمة السفن الفينيقيه
وواقعية المرافئ التي لا تتزوج أحدا…

اقرأ أيضاً : سورة الحج مكية أم مدنية ؟

حياة الشاعر نزار قبّاني

إن نزار قباني من مواليد حي (منارة الشحم) ، في واحد من أحياء مدينة دمشق القديمة ، في 21 آذار 1923 م في منزل عتيق تفوح منه رائحة الياسمين ، ويتمتع بالحب والاستقرار ، نشأ وترعرع في رعاية والده الذي كان قائدا وطنيا ووجهاء الوطن ، وفي حضن أمه وتحت رعايتها ،وصُنّف بين إخوته الثاني بين أربعة أولاد وبنت ، وقد ورث الشعر عن عم والده أبو خليل القباني الشاعر المشهور والمؤلف والملحن ورائد المسرح العربي في القرن التاسع عشر ، والذي كان من احد أفراد أسرة قباني.

خصائص شعر الشاعر نزار قبّاني

اهتم الشاعر نزار قباني بلغته الشعرية اهتماما كبيرا ،و من الأمور التي كانت تشغل باله عندما بدأ الكتابة هي اللغة التي يكتب بها،و لقد اختار لغة تشكل أرضية وسط بين لغة البلاغة المتقنة ولغة اللغة الشفوية اليومية على الألسنة ،و جاء بلغة بسيطة وناعمة تحاكي لغة الشارع العربي ، وتستمد مفرداتها من الحياة اليومية ،و تميزت كلماته ببعدها عن التعقيد والغرابة ، حيث لم تكن بحاجة إلى تفسير لفهم ما تعنيه ،و مزج نزار في شعره ثلاث استخدامات لغوية وهي:

  • استخدام اللغة الفصحى المكتوبة.
  • استخدام اللغة المحكية مثل: شتاء ، ويشيل، حلو ، وعبارات مثل:من زمان زمان، والنقاط على الحروف، وغيرها.
  • الاستخدام العامي ، مثل: الأزاميل ، والنظرة ، ومنقوشة الزعتر ، والكورنيش.

بداية الشاعر نزار قبّاني في الشعر

بدأ نزار حياته بالاعتناء بأمور فنية غير الشعر كالرسم والموسيقى ،ثم التف إلى الشعر الذي وجد نفسه فيه فبدأ في رسم قصائده بالقلم وكذلك لوحاته الملونة ،الا انه في عمر الرابعة عشرة شعر برغبة في الموسيقى ، ولكن سرعان ما تلاشت هذه الرغبة كما تلاشت رغبته في الرسم ، فالتفت إلى الشعر الذي وجد نفسه فيه ، فبدأ في رسم قصائده بالقلم وهو يرسم لوحاته ملونة ، وكتب قصيدته الأولى عام 1939 م وهو لا يزال في المدرسة في سن السادسة عشرة ، وكان ذلك في رحلة مدرسية على متن سفينة متجهة إلى إيطاليا ، حيث كتب قصيدته (قالت السمراء) ، وهو عنوان مجموعته الشعرية الأولى التي نشرت عام 1944.

الى هنا نصل لختام مقالنا الذي تتطرقنا فيه الى شعر عن البحر نزار قباني، كما تعرفنا فيه الى من هو الشاعر نزار قباني و حياة الشاعر نزار قبّاني و تناولنا أيضاً خصائص شعر الشاعر نزار قبّاني و بداية الشاعر نزار قبّاني في الشعر.