ماذا قال ابراهيم عندما القي في النار ،وقد ذكر الله تعالى الأنبياء وقصصهم في القرآن الكريم لنستفيد منهم واخذ العبرة  ومن أعظم هذه القصص قصة سيدنا إبراهيم – عليه السلام – الذي كان قدوة للمؤمن الصبور ، إذ كان صبورًا على أذى قومه ، وتحمل أنواعًا مختلفة من العذاب ،و عبر هذا المقال سنتعرف ما قاله إبراهيم عندما أُلقي في النار ، وما قصته.

نبذة عن سيدنا ابراهيم عليه السلام

سيدنا إبراهيم عليه السلام هو إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام ، ولد في بابل وقيل في الأهواز وقيل ولد بدمشق وقيل بحران وذلك في وقت النمرود الحاكم المستبد ، واختار الله تعالى إبراهيم – عليه السلام – بنبوة ، فأرسله ليهدي قومه ويخرجهم من الظلمة إلى النور، ويأمرهم بالتخلي عن عبادة الأصنام والعبادة الله وحده لا شريك له.

ماذا قال ابراهيم عندما القي في النار

وقد عُرف سيدنا إبراهيم عليه السلام ، بدعوته إلى قومه بلطف ووداعة ، رغم معارضتهم لدعوته بالإنكار والكفر، واتسم بسلامة قلبه ، وصدق نبوته ، وإخلاصه وصبره ، فقد كان واثقًا من أن الله تعالى سينقذه من مكائد قومه ، كما في قوله تعالى: {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} ، ولما قرر قومه أن يلقوه في النار كما روى عن ابن عباس قال: “كانَ آخِرَ قَوْلِ إبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ: حَسْبِيَ اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ”، وكان آخر ما قاله إبراهيم عليه السلام عند إلقاءه في النار: حسبي الله ونعم الوكيل.

قصة النبي إبراهيم مع قومه

أرسل الخالق عزّ وجلّ نبيه إبراهيم إلى الكفار ، حيث كان يعبد هؤلاء الأصنام التي صنعوها بأيديهم وكانوا يقدمون لهم الذبائح ، و يدعون لهم أن يرفعوا عنهم ظلمهم وغضبهم ، كان والد النبي كافراً وهو الذي صنع الأصنام لقومه ونحتها لهم ،وقول أن النبي دعا أباه في البداية إلى ترك الشرك والإيمان بالخالق الواحد خالق السماوات والأرض الذي لا شريك له ولكن والده كان كافرا ولم يستجب لدعوته كما قال النبي عليه السلام على دعوة قومه للتخلي عن عبادة أصنامهم التي لا تملك لأنفسهم نفعًا أو ضررًا ، فكيف ينفعون الناس و جادل النبي مع قومه بأشياء كثيرة تثبت لهم ذلك بأن عبادتهم باطلة وأن الخالق وحده هو رب السماوات والأرض الذي يستحق العبادة ومن الطرق التي حاول النبي بها إقناع قومهم بالتخلي عن عبادة الأصنام:

أخبرهم النبي أن الخالق لا يختفي ولا يغيب ، فكيف يعبدون كوكبًا أو نجمًا يختفي ثم يعود.
حطم النبي أصنامهم وقال لهم إن كبير الأصنام هو الذي فعل ذلك عندما سألوه ، فقال لهم إن تلك الأصنام لا تقدر على مساعدة نفسها ، فكيف يمكن أن تساعد الإنسان ، كما قال لهم عليهم أن يسألوا المعبود الكبير عن من ضرب الأصنام ، لكنه لم يستطع الإجابة ، وهذا دليل آخر على عجز هؤلاء الوثن.

فلما علم الكفار أنهم لن يتمكنوا من هزيمة النبي ، أشعلوا النار وألقوا عليه بالمجنيق ، لكن الله حفظه وأخرجه من النار بأمان.

كم لبث ابراهيم عليه السلام في النار

بقي إبراهيم عليه السلام في النار أربعين أو خمسين يوماً ،و ورد في قصة إبراهيم عليه السلام في مدة بقائه في النار: ما رواه أبو نعيم في الحلية ، وابن أبي حاتم في تفسيره ، وابن عساكر في تاريخه ،عن المنهال بن عمرو قال:أُخْبِرْتُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا أُلْقِيَ فِي النَّارِ كَانَ فِيهَا -مَا أَدْرِي إِمَّا خَمْسِينَ، وَإِمَّا أَرْبَعِينَ يَوْمًا- قَالَ: مَا كُنْتُ أَيَّامًا وَلَيَالِيَ قَطُّ أَطْيَبَ عَيْشًا مِنِّي إِذْ كُنْتُ فِيهَا، وَوَدِدْتُ أَنَّ عَيْشِي وَحَيَاتِي كُلَّهَا مِثْلَ عَيْشِي إِذْ كُنْتُ فِيهَا، المنهال بن عمرو من التابعين الصغار ، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ، ولا ندري من أخذ هذا ، وربما أخذه من أهل الكتاب ، لا حجة فيه ، ولا دليل قاطع على صحة هذا العدد ، ولا سبيل لتحديد هذه الفترة ، على وجه القطع إلا من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة ، ومنذ ذلك الحين وما ورد فيهم في تحديد هذه المدة ، فالواجب في مثل هذه الحالة التوقف ، وتفويض العلم بذلك إلى الله تعالى ، ونحن على يقين أننا لو كان لنا خير في الدنيا أو استمرينا في معرفة هذه الفترة، كان سيذكرها الله تعالى لنا ، حيث لم يذكره القرآن ولا سنة النبي ، فلا فائدة لنا من معرفته و يقال عن هذا وأمثاله: “علم لا ينفع، وجهل لا يضر”.

الى هنا نصل لنهاية مقالنا الذي وضحنا فيه ما قاله إبراهيم عليه السلام عندما ألقوه قومه بالنار ،كما تتطرقنا الى نبذة عن سيدنا إبراهيم و قصته مع قومه و مدة مكوثه ولبوثه في النار.