لماذا استهزاء قوم نوح به عندما شرع في بناء السفينة؟،ورد في القرآن الكريم عددًا كبيرًا من قصص الأنبياء التي تحمل في ثناياهم دروسًا وعبر مستفادة، وكانت قصة سيدنا نوح من أعظم القصص حيث أرسله الله تعالى إلى قوم يعبدون الأصنام وهو دعاهم لعبادة الله تعالى لمدة 950 سنة ، فهو الحفيد التاسع لسيدنا آدم عليه السلام ، وهو من أولى العزم الخمسة ، لكن قومه كانوا متغطرسين، و لم يؤمنوا بالله إلا قلة منهم فهددهم الله بالطوفان لكنهم أصروا على كفرهم، حيث سخر شعب نوح من السفينة ،فلماذا سخر قوم نوح عندما بدا في بناء السفينة.

سفينة سيدنا نوح

هي سفينة بناها نبي الله نوح عليه السلام حفاظا على أهله وجميع الكائنات الحية من الطوفان ، كما أمره الله تعالى أن يحمل في سفينته جميع أنواع الحيوانات ذكورا وإناثا وكذلك أن يحمل اهل بيته إلا الذين كفروا بالله ولم يؤمنوا به مثل ابنه وزوجته ، وكذلك كل من آمن بالله حمل معه في تلك السفينة حتى يهلك الله بقية المفسدين من قومه الذين كفروا به ، وأنكروا رسالة الطوفان العظيم.

لماذا استهزاء قوم نوح به عندما شرع في بناء السفينة؟

وكان قوم نوح من الذين كفروا بالله تعالى ولم يؤمنوا به رغم سنين طويلة دعا فيها نوح قومه ،قال الله في كتابه العزيز: “وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَتَذَرُن وَدا وَلاَسُوَاعا وَلاَيَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً”،بما أن السفينة هي الوسيلة الوحيدة التي ينجو بها المؤمنون من الغرق ، مع العلم أن ابن سيدنا نوح كان من الكافرين ، ودعاه للصعود إلى السفينة، لكنه رفض وقال إنه سيصعد إلى جبل ينقذه من العقاب وإذن الله ، فتبتلع الأرض مائها ، وقلعت السماء ، ووصل الفلك إلى المكان الذي أراده الله أن يصل إليه.

أين توجد سفينة نوح عليه السلام؟

أشار الله – تعالى – في سورة هود إلى المكان الذي رست عليه سفينة نوح – عليه السلام – ؛ إنه جبل الجودي المذكور في القرآن ، حيث قال الله تعالى: وَقيلَ يا أَرضُ ابلَعي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقلِعي وَغيضَ الماءُ وَقُضِيَ الأَمرُ وَاستَوَت عَلَى الجودِيِّ وَقيلَ بُعدًا لِلقَومِ الظّالِمينَ)،وهو جبل في العراق يقع جنوب شرق دجلة ،ويقال في بلاد الشام ، وقيل في الهند ، ونبي الله نوح – عليه السلام- قد بنى عليه مسجدا يزوره الناس حتى الوقت الحالي.

اقرأ أيضاً : تاريخ وفاة الرسول هجري وميلادي 2023

العِبَر المُستفادة من قصّة سيّدنا نوح

تستخلص قصة نوح عليه السلام دروساً ومواعظ كثيرة منها ما يلي:

  • اتفاق الأنبياء والمرسلين على الدعوة إلى مبدأ الإيمان الأساسي وهو وحدانية الله تعالى ونبذ الشرك.
  • ضرورة استنفاد كل الوسائل في الدعوة إلى دين الله ، حيث استخدم نبي الله نوح – عليه السلام – أساليب مختلفة في دعوة قومه على أمل جذب قلوبهم إلى الإيمان ، ومنها: الدعوة إلى الله سرًا وعلانية ، ليل نهار ، واستخدام أسلوب التشجيع عند التذكير بالثواب العاجل والآجل لمن يؤمن بالله ، وذكر أنواع هذا الثواب ومنها إرسال المطر ، وزيادة المال والبنين ، كما ذكر استخدام أسلوب الترهيب ؛ وذلك بتذكير الله بعقاب من يعصيه ، مع إثبات البراهين على صدق الدعوة والرسالة.
  • شرح لحقيقة التكريس الكامل لله تعالى مع الأنبياء والمرسلين ، وتتجلى هذه الفضيلة في عبادتهم لله ، وفي دعوتهم لشعوبهم ، وصبرهم على ذلك ، حيث قال تعالى:(وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّه)
  • فضل ذكر الله تعالى ، وحمده ، والاستعانة به في الحركات البشرية وكل تقلباتها ، قال – قال تعالى: (وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا)، وكذلك سؤال الله – وبركة نزول الأماكن عند النزول المساكين -: (وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ)
  • بيان فضل الصب ، حيث  صبر نوح – عليه السلام – في دعوته لما مكث بين قومه ألف سنة دون خمسين سنة.

الى هنا نختم مقالنا الذي تناولنا فيه لماذا استهزاء قوم نوح به عندما شرع في بناء السفينة؟، وتعرفنا الى ما هي سفينة نوح و أين توجد سفينة نوح و ذكرنا كذلك العبر المستفادة من قصة سفينة نوح.