كيفية استقبال شهر رمضان

كيفيّة استقبال شهر رمضان ، حيث كان رسول الله “صلّى الله عليه وسلّم” يستقبل شهر رمضان بصورةٍ خاصّةٍ ، فلم يكن استقباله كاستقبال باقي الشهور ، بل كانت له مكانةٌ خاصّةٌ عند النبيّ “صلّى الله عليه وسلّم” ، وعند الصحابة “رضي الله عنهم” ، وكان الرسول يُبشّرهم بقدومه ، فقد رُوي عنه “عليه الصلاة والسلام” أنّه كان يقول : (أتاكم شهرُ رمضانَ، شهرٌ مبارَكٌ، فرض اللهُ عليكم صيامَه، تفتحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ) ، و هذا يدلّ على عِظَمة مكانة شهر رمضان المبارك في قلوب الصحابة “رضي الله عنهم” أنّهم كانوا يدعون الله 6 أشهرٍ أن يُبلّغهم رمضان ، ويدعونه 6 أشهرٍ أخرى أن يتقّبل أعمالهم فيه ، وقد كان السَّلَف الصالح “رحمهم الله” يستعدّون لاستقبال شهر رمضان بالدعاء ، والتضرُّع إلى الله “سبحانه وتعالى” ، لا سيّما أنّ شهر رمضان شهرٌ مباركٌ ، وهو شهر القرآن الكريم ، و فَتْح أبواب الجنّة ، وتغلق أبواب النار ، وتصفد الشياطين ، ومن فضائل شهر رمضان العظيم أنّه شهر الصيام ، و الاجتهاد ، و الجهاد ، و الصبر ، و الدعاء ، ولذلك ينبغي على كلّ مسلمٍ الاستعداد لاستقبال الشهر المبارك ، و استغلاله بالطاعات ، و العبادات، و يُمكن بيان بعض الأعمال التي يُستقبَل بها شهر رمضان المبارك ، وذلك على النحو التالي:

إخلاص النيّة لله “سبحانه وتعالى”: 

فيجب  استقبال شهر رمضان بتجديد النيّة ، وعَقْد العزيمة على استغلال الأوقات المُباركة ، وذلك بالتزام الطاعات ، واجتناب المعاصي و السيّئات ، و تطهير القلوب ، و التوبة الصادقة ،حيث أنّ الله “سبحانه وتعالى” يجزي العبد على نيّته ، إذ رُوي عن رسول الله “صلّى الله عليه وسلّم” ، أنّه قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى).

التوبة الصادقة:

حيت أن وجوب التوبة في كلّ وقتٍ وحينٍ ، و من أيّ ذنبٍ يقترفه العبد ، إلّا أنّها تُعَدّ في شهر رمضان المبارك أوجب ،  لإنّه شهر من شهور الخير و الطاعات ، وفي الحقيقة فإنّ المعاصي والذنوب تُعَدّ سبباً لعدم التقرب إلى الطاعات والعبادات ، وقد يُحرَم المرء بسببها لَذّة القُرب من الله ، والالتزام بأوامره، فقد كان يُقال للحسن: “لا نستطيع قيام الليل”، فيقول: “قيّدتك خطاياك”، وكان بعض السَّلف يقولون: “حُرمت قيام الليل سنةً؛ بذنبٍ عملته”، وقال الفضيل بن عيّاض -رحمه الله-: “إذا كنت لا تستطيع قيام الليل، وصيام النهار ،فاعلم أنّك محبوسٌ ،قد قيدتك ذنوبك”، ولذلك ينبغي استقبال شهر رمضان المبارك بتجديد التوبة ، ومراعاة شروطها، وهي: الندم، والعزم على عدم الرجوع إلى الذنب، وإعادة الحقوق إلى أهلها، بالإضافة إلى كثرة الاستغفار، وسؤال الله “سبحانه وتعالى” القبول و المغفرة.

ونصل إلى هنا لنهاية مقالتنا كيفية استقبال شهر رمضان ،وقد وضحنا لكم كيف يمكنك استقبال الشهر الفضيل.