كان من كبار القراء رضي الله عنه ، من أصحاب الرسول صلّ الله عليه وسلم الذين كان لهم دور كبير في نشر الدين الإسلامي والدعوة الإسلامية، فهم الذين كانوا بجانب الرسول الحبيب يدافعون عنه ويفدونه بحياتهم، وهؤلاء الصحابة هم من قاموا بنشر كلامه وتعاليمه وهم من قاموا بنقل سننه، وهم من ساعدوا الإسلام علي الاستمرار والوصول إلينا.

كان من كبار القراء رضي الله عنه:

الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود هو من كبار القراء، وهو من الصحابة الأجلاء والذي قاله عنه رسول الله صلّ الله عليه وسلم،” من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه علي قراءة ابن أم عبد” وكان المقصود بهذا الحديث ابن مسعود، فهو صحابي جليل ومقرئ وفقيه وهو من أحد رواة الحديث والسابقين إلي الإسلام، وهو صاحب نعلي النبي صلّ الله عليه وسلم وسواكه وقد كان السادس ممن دخلوا الإسلام، وقد كان من الذين شهدوا الهجرة إلي الحبشة، كما أنه شهد القبلتين وكان أول من جهر بقراءة القرآن الكريم في مكة المكرمة.

من هو الصحابي عبد الله بن مسعود:

هو عبد الله ابن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي حليف بني زهرة، ويكني بأبي عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجر البدري، وكان يلقب بين أصحابه باسم بن أم عبد، ولم يذكر عام ميلاده بشكل دقيق، ولكنه ولد في مكة المكرمة، وقد توفي في عام 620 ميلادي وكان ذلك في المدينة المنورة وقد دفن في البقيع، خاض الكثير من الحروب مع رسول الله صلّ الله عليه وسلم، وذلك من أجل إعلاء كلمة أن لا إله إلا الله فقد شارك في غزوة أحد وغزوة الخندق وغزوة بدر وغزوة خيبر وفتح مكة وغزوة حنين، كان متزوجاً من زينب بنت أبي معاوية عبد الله الثقفية، وأخاه هو عتبة بن أبي مسعود.

علمه وما قدمه للقرآن الكريم:

كان ابن مسعود يلازم رسول الله صلّ الله عليه وسلم ليفسر له الآيات التي تنزل في القرآن الكريم، فقد كان يفسر أسباب النزول وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه:” والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه”، كما وقال عنه الصحابي أبي مسعود الأنصاري” والله ما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم ترك أحدًا أعلم بكتاب الله من عبد الله بن مسعود”، وكان من المعروف عن ابن مسعود صوته الجميل في قراءة القرآن الكريم فقد قال النبي صلّ الله عليه وسلم ” من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل، فليقرأ قراءة ابن أم عبد”، كما قال صلى الله عليه وسلم “اسْتَقْرِئُوا القُرْآنَ مِن أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ، مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ”، وهذا ما يبين فضله وعلمه وخدمته للقرآن الكريم، رضي الله عنه وأرضاه.

مكانة ابن مسعود عند النبي الحبيب:

لقد كان لابن مسعود منزلة خاصة عند رسول الله صلّ الله عليه وسلم فقد قال عنه الرسول” لو كنتُ مَؤَمِّرًا عَلَى أُمَّتي أَحَدًا مَنْ غَيْرِ مشورَةً منهم ، لَأَمَّرْتُ عليهم ابنَ أمِّ عبدٍ”، كما وقال عنه الرسول صلّ الله عليه وسلم: كما قال سيدنا محمد معاتبًا أصدقائه عندما ضحكوا من نحافة ساقيه” ما تضحكون؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أُحد”

إلي هنا نكون قد وصلنا معكم لختام مقالنا عن كبار القراء، ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.