قصة اصحاب الفيل ، إن المتعمق في القرآن الكريم يري بأن الله سبحانه وتعالي قد ذكر الكثير من القصص القرآنية التي حدثت مع الأنبياء وقد ذكر القرآن بعض التفاصيل الخاصة بهذه القصص، وتم تناقلها بعد ذلك من السنة النبوية الشريفة ومن هذه القصص قصة أصحاب الفيل، وإن الله سبحانه وتعالي قد أنزل سورة في القرآن الكريم اسمها سورة الفيل.

قصة اصحاب الفيل:

وقعت القصة في العام الذي ولد فيه الرسول صلّ الله عليه وسلم فقد روى قيس بن مخرمة فقال: (ولدتُ أنا ورسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ عامَ الفيلِ)، وذكرت القصة في القرآن الكريم حيث حيث ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم قصة أصحاب الفيل في قوله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ* أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ* وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ* تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ* فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ) صدق الله العظيم،
وقد أهلك الله أبرهة الأشرم الحبشي وكل الفيلة وجميع الجنود الذين كانوا معه، وعندما هم أبرهة هو وجنوده بهدم الكعبة الشريفة أرسل الله طيور ترميهم بحجارة من سجيل.

اقرأ أيضاً: قصة أهل الكهف

السبب في حدوث واقعة الفيل:

أن جد النجاشي عندما كان والياً في اليمن، وكان اسمه أبرهة الأشرم قام ببناء كنيسة كبيرة وقد أسماها القليس وكان قد وضعها لمّا تمّ لأبرهةَ حكم الحبشة فقام ببناء الكنيسةً العظيمةً التي لم يُرَ لها مثل في وقتها؛ وقد كان رجلًا نصرانيًّا وقد استعمَلَ في بناءها رخامًا وأحجارًا وأمتعةً كان قد أخذها من قصر بلقيس، وجعلَ فيها صُلبانًا وأصنام مصنوعةً من ذهب ومن فضّة، وجعلَ منابرها من مادّة اسمها العاج أخذها من أنياب الفِيلَة، ومن خشبِ الآبنوس، وجعلها شديدة الارتفاع والمساحة، وظلّت هذه الكنيسة موجودة حتّى مجيء العصر العبّاسيّ، وكان أبرهة الحبشي يريد ـن يقوم بتحويل الحج إليها بدل أن يقوم الناس بالحج في مكة المكرمة فقام رجل من أرض كنانة وتغوط فيها ليلاً، أثار ذلك غضب أبرهة الحبشي وتوعد بأن يقوم بهدم الكعبة الشريفة وكان يريد أن يقوم بفتح مكة حتي يربطها مع بلاد اليمن لتصبح جميعها بلاد نصرانية.

أحداث الهجوم علي الكعبة وحماية الله سبحانه وتعالي لها:

جهز أبرهة جيش كبير وبعث لأهل مكة بأنه لم يأتي للقتال بل جاء لكي يهدم الكعبة، وكانوا أهل مكة لا يستطيعون أن يواجهوا ولكن كانوا علي يقين تام بأن الله سيحمي البيت المقدس، توجه أبرهة الحبشة ومعه جنوده الذين كانوا علي فيلة لكي يقوموا بهدم الكعبة المشرفة وعندما حاول أبرهة أن يدخل الحرم أبت الفيلة أن تدخل وكلما حاول الدخول كانت تعود حتي أرسل الله عليهم طيور أتت عليهم كالسحاب وكانت تحمل في أفواهها حجارة صغيرة وبدأت هذه الطيور برمي الحجارة وهي حجارة من سجيل تحرقهم حرقاً.

ومن هنا نخرج بعبرة عظيمة أن للبيت رب يحميه، الله سبحانه وتعالي هو الحامي وهو الذي جل جلاله القادر علي كل شيء.