خطبة آخر جمعة في رمضان مكتوبة 2023 ، ها هو شهر رمضان المبارك يحزم أمتعته ليرحل عنا، فما أقسي الوداع لهذا الشهر العزيز والخفيف علي قلوبنا، ما أصعب أن تنتهي هذه الأيام المباركة ليعود الشوق يدق علي القلوب، ويعود الشوق لهذا الشهر الكريم والفضيل، فهو يزورنا في كل عام مرة واحدة، فاللهم بلغنا قدومه في كل عام من الأعوام.

خطبة آخر جمعة في رمضان مكتوبة 2023:

تقترب الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك من القدوم، والتي تسمي بالجمعة اليتيمة وذلك لأنها آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، وهناك الكثر من الخطب والأدعية التي يقوم بها خطباء الجوامع في هذا اليوم المبارك من شهر رمضان المبارك، وغالباً ما تكون الخطب في هذه الجمعة، هي عن وداع شهر رمضان المبارك.

اقرأ أيضاً: خطبة اخر جمعة في رمضان مكتوبة 2023

خطبة آخر جمعة من شهر رمضان:

بسم الله والحمد لله، والصّلاة والسّلام على سيّدنا رسول الله، الصّادق الوعد الأمين، بلّغ الرّسالة ونصح الأمّة وجاهد في الله حقَّ الجهاد، حتّى أتاه اليقين من ربّه، أمّا بعد، إخواني: إنّ الحمد لله حمدًا يوافي نعمه ويجافي نقمه ويكافئ مزيده، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، السلام عليكم ورحمة الله:

عباد الله، لقد خلق الله السَّموات والأرض، وخلق الأكوان والأزمان، وفضَّل بعضها على بعض، فسبحان الله الذي فضّل شهر رمضان على غيره من الشّهور والأزمان، وجعل فيه مسارات للنّجاة من فِتن الدّنيا، ومن عذاب النّار، شهرًا تطيب به العبادة، وتحلو معه لذّاتها، وتصل به القلوب إلى ربّها، فاحرصوا على تقواه، عباد الله، أوصيكم ونفسي المخطئة بتقوى الله، وأحذّركم وبالَ عصيانه ومُخالفة أمره، فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرةٍ شرًا يره، لإنّ تقوى الله هي الخطوة الأولى التي ينطلق بها الإنسان المُسلم في الوصول إلى ربّه، وهي الخطوة الأولى التي تُعزّز من فرصة النّجاة، فمن اتّقى الله في رمضان فاز واغتنم من خيراته التي ليس لها جزاء سوى المغفرة، والجنّة، ولإنّ العاقل من يتقّي، فما هي هذه الحياة الدّنيا إلّا أيّام معدودة، تتسارع في عزفها، فكما كنّا في الأمس في انتظار شهر رمضان، ها نحن نُطلق الدّموع في وداعه، ضيفًا عزيزًا على الجميع، فهذه الدّنيا قصيرة ولو طالت، وهذه الأعمار لا بدَّ لها إلى فناء، فلا نُهلك أنفسنا في البحث عن دُنيا، لإنّ خير العمل هو ما يبتغي به المُسلم وجه الله تعالى، وفي ختام هذا الشّهر نُبارك للجميع فرحة العيد، الذي نستقبله بما يليق به من الحفاوة والتّقدير، لإنّ عيد الفطر هو الفرحة الأولى التي أعدّها الله تعالى للصائم، ليكون في انتظار حصوله على الفرحة الثانية، فجزاء الصّيام هو أحد الأمور التي تكفّل الله بها لنفسه، فقد رُوي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: ” قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ؛ فإنَّه لي، وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ. والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ. فالحمد لله الحيّ الي لا يموت، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

وختاماً الله بلغنا قدوم شهر رمضان المبارك في كل عام من الأعوام، اللهم بلغنا قدومه ونحن لا فاقدين ولا مفقودين.