حكم دفع صدقة التطوع للكافر الفقير الصدقة لها أجر عظيم و ثواب عظيم عند الله تعالى ، وقد حث الله تعالى عباده في كثير من الآيات القرآنية وأحاديث شريفة عباده لإعطاء الصدقات لمن يستحقها ، وفي مقالنا التالي على موقع الجنينة سنتحدث عن هل يجوز دفع الصدقة إلى للكافر أم لا تجوز؟

حكم دفع صدقة التطوع للكافر الفقير

يمكن التبرع بالصدقة للكافر ولغير المسلمين إذا لم يكونوا في حالة حرب معنا ، و في حال كان هناك هدنة وأمان ومعاهدة فلا بأس بدفع الصدقة ، قال تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ، وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ، وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} و كما دلّت الآية على جواز الصدقة على الكافر بشرط: أن لا يكون ممن يقاتلوننا في ديننا، ولم يخرجونا من ديارنا؛ لأن في دفعنا الصدقة لهم، فإننا نثعينهم على الحرب مع المسلمين، وهذا من الإثم والعدوان الذي نُهينا عنه، وقد ثبت في الحديث الشريف عن أسماء بنت أبي بكر أن أمها وردت عليها في صلح الحديبية، فسألت أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم- في وصلها، فأمرها بوصلها وهي كافرة، فالمسلم يجوز له أن يتصدّق على الكفار ما دام ليس هناك حرب بينهم، وأما إذا كان بينهم حرب فلا يوصلون بشيء، ولا يتصدّق عليهم.

حكم الصدقة على الميت

كما و يجوز دفع الصدقة عن الميت ، ويصل ثواب وأجر هذه الصدقة إليه، وقد دلّ على جواز الصدقة على الميت عدد من الأحاديث النبوية الشريفة منها: حديث عائشة أم المؤمنون -رضي الله عنها- قالت: (أنَّ رَجُلًا قالَ للنبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: إنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا، وأَظُنُّهَا لو تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهلْ لَهَا أجْرٌ إنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قالَ: نَعَمْ)، وعن عبد الله بن العباس قال: (أنَّ سَعْدَ بنَ عُبَادَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه- تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهو غَائِبٌ عَنْهَا، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أَيَنْفَعُهَا شَيءٌ إنْ تَصَدَّقْتُ به عَنْهَا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فإنِّي أُشْهِدُكَ أنَّ حَائِطِيَ المِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا)، وقد نقل الإجماع على جواز الصدقة على الميت، ووصول ثوابها إليه ومنهم ابن عبد البر، والنووي، وابن تيمية، وابن القيم، فالمسلم لا يمنع من منح ماله لأخيه المسلم بعد موته.

صدقة التطوع على آل البيت

و تجوز دفع صدقة التطوّع للفقراء من آل البيت ، وهذا مذهب الفقهاء والمذاهب الفقهيّة جميعها الحنفيّة والمالكيّة والشافعيّة والحنابلة، ودليل هذا من السنة عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث قال: (عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال للفَضلِ بنِ عبَّاسٍ وعبدِ المطَّلبِ بنِ رَبيعةَ بنِ الحارِثِ -رَضِيَ اللهُ عنهما- حين سألاه الإمرةَ على الزَّكاةِ، وأخْذَ ما يأخُذُ النَّاسُ: إنَّها لا تَحِلُّ لآلِ محمَّدٍ؛ إنَّما هي أوساخُ النَّاسِ) ، و السبب بأنها أوساخ الناس يقضي بتحريم الصدقة الواجبة عليهم لا الصدقة النافلة، لأنها هي التي يَطهر بها من يخرجها، وأما صدقة التطوّع فهي بمثابة التبرّد بالماء، ولا خلاف في إباحة المعروف إلى الهاشميّ، وصدقة التطوّع هي من المعروف إليهم.

 

و نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا عن حكم دفع صدقة التطوع للكافر الفقير ، وقد بينا لكم حكم دفع الصدفة ،و حكم الصدقة على الميت ،وصدقة التطوع على آل البيت.