اول من يشفع للناس يوم القيامه ،قال الله تعالى في الآية رقم 22 من سورة الزمر ” قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ” ، فالشفاعة هي وساطة وطلب من غيره للنفع ، ويوم القيامة هي ملك لله وحده ، فيقول البخاري عن الشفاعة:(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال حين يسمع النداء : اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلّت له شفاعتي يوم القيامة) ،نتعرف من خلال المقال على أول شفيع لنا يوم القيامة ، بالإضافة إلى إجابة مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالشفاعة يوم القيامة ، وهي: من هم الشفعاء يوم القيامة ، ما معنى الشفاعة في القرآن الكريم؟ ما هي شفاعة أهل السنة ، وفي النهاية نجيب على السؤال: ما هي شروط الشفاعة.

اول من يشفع للناس يوم القيامة

بما أن هناك من يكون أول من يشفع للناس يوم القيامة ، فإننا نستنتج أنه سيكون يوم القيامة جماعة من الشفعاء ، فنجيب على جميع الأسئلة التي طرحناها في بداية هذا المقال من خلال ما يلي.

لعلنا نجيب في البداية على سؤال من أول من يشفع للناس يوم القيامة ، وهو نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، نستنتج هذا الجواب مما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه ، حيث قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا” ، ومن أبرز الدلالات على الشفاعة يوم القيامة من قوله تعالى في الآية رقم 22 من سورة الزمر: “قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ “.

من هم الشفعاء يوم القيامة

ذكرنا في الفقرة السابقة أن أول شفيع للمسلمين يوم القيامة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعلنا نتناول من خلال الآتي إجابة سؤال من هم الشفعاء للناس يوم القيامة.

  • من هو أول الشفعاء للمسلمين يوم القيامة: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما ورد في صحيح البخاري: (ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ وما تَأَخَّرَ).
  • وما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: (قِيلَ يا رَسولَ اللَّهِ مَن أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتِكَ يَومَ القِيَامَةِ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لقَدْ ظَنَنْتُ يا أبَا هُرَيْرَةَ أنْ لا يَسْأَلُنِي عن هذا الحَديثِ أحَدٌ أوَّلُ مِنْكَ لِما رَأَيْتُ مِن حِرْصِكَ علَى الحَديثِ أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ، مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِن قَلْبِهِ، أوْ نَفْسِهِ).
  • ثاني الشفعاء للناس يوم القيامة: هم الأنبياء عليهم السلام غير محمد صلى الله عليه وسلم، نستدل على ذلك من قول رول الله صلى الله عليه وسلم: ( فيَقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: شَفَعَتِ المَلائِكَةُ، وشَفَعَ النَّبِيُّونَ، وشَفَعَ المُؤْمِنُونَ، ولَمْ يَبْقَ إلَّا أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فيُخْرِجُ مِنْها قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ قدْ عادُوا حُمَمًا).
  • ثالث الشفعاء للناس يوم القيامة: هم الملائكة، وهذا ما نجده في الآية رقم 5 من سورة الشورى، فقول الله عز وجل: “وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ”.
  • رابع الشفعاء للناس يوم القيامة: هم الشهداء، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثمَّ يُقالُ: ادعُوا الشُّهداءَ، فيَشفَعونَ لمَن أرادُوا، قال: فإذا فعَلَتِ الشهداءُ ذلك، قال: يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: أنا أرحَمُ الراحمينَ).
  • خامس الشفعاء للناس يوم القيامة: هم عباد الله الصالحين، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيْ ربَّنا، عبادٌ من عبادِكَ كانوا معنا في الدُّنيا، يُصلُّونَ صلاتَنا، ويُزكُّونَ زَكاتَنا، ويصومونَ صيامَنا، ويَحُجُّونَ حَجَّنا).
  •  سادس الشفعاء للناس يوم القيامة: هو القرآن الكريم، فالقرآن شفيع لأصحابه يوم القيامة،  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعلَّموا القرآنَ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شافعًا لأصحابِه وعليكم بالزَّهْراوَيْنِ: البقرةِ وآلِ عِمرانَ فإنَّهما تأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامتانِ أو كأنَّهما غَيَايَتانِ أو فِرْقانِ مِن طيرٍ تُحاجَّانِ عن أصحابِهما).
  • ولعلك تعلم أيضا عزيزي القارئ أن قراءة سورة الملك يوميا قبل النوم تحجب عذاب القبر، وتكون شفيعة لتاليها يوم القيامة.

ما هي الشفاعة في القرآن الكريم

الشفاعة كما ذكرنا هي وساطة وطلب من غيره للنفع ، ويوم القيامة هي لله وحده ، إذ ظهرت الشفاعة في أكثر من موضع في القرآن الكريم.

  • جاءت لفظة الشفاعة في القرآن الكريم في قوله تبارك وتعالى في الآية رقم 22 من سورة الزمر: “قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ “.
  • كما جاءت أيضا في الآية رقم  28 من سورة الأنبياء في قوله تعالى: “يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ”.
  • وظهرت أيضا لفظة الشفاعة في القرآن الكريم في الآية رقم 53 من سورة الأعراف، في قوله تعالى: “فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ”.
  • ومن دلالات الشفاعة يوم القيامة في القرآن الكريم، قوله تعالى في الآية رقم 18 من سورة غافر: “ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع”.

 

مع هذه السّطور نكون قد وصلنا بكم إلى نهاية الموضوع الذي تحدّثنا فيه عن واحدة من المواضيع المهمّة حيث كان بعنوان اول من يشفع للناس يوم القيامة حيث تناولنا أيضا إجابة سؤال من هم الشفعاء للناس يوم القيامة ، والعديد من المعلومات الهامة حول هذا الموضوع.