خطبة محفلية قصيرة عن بر الوالدين من الخُطب التي يريد في الاطلاع عليها مجموعة كبيرة من النّاس، وخاصّةً الذي يُحاولون عاملين إرضاء ابويهم، ومن قبلهم إرضاء الله-سبحانه وتعالى-؛ فرضا الله من رضا الابوين، وسخطُهما من غضبه، وقد بشّر الله -سبحانه- ورسوله الكريم من يستمر على برّ ابويه، ومراعتهما وهما كِبار؛ كما قاموا بتنشاته وهو طفل، وحذّر أيضًا من العُقوق، وعدم السماع لهما، والإحسان إليهما، وفيما يلي سنتعرّف على خطبة عن برّ الابوين في موقع الجنينة.

خطبة محفلية قصيرة عن بر الوالدين

توجد الكثير من الخُطب التي يُقولُها الخُطباء في اخراج فضل الابوين، ومن اشهر الخُطب خُطبة عن برّ الابوين، وتتمثّل اجزائها في:

الحُمد لله صاحب القوة والجود، ولا أحد سواه خالق يستحق العبادة، أحمدُك ربي على ما أنعمت به علينا ورزقت، وأشهد أن لا إله إلا إله واحد، ولا معبودٌ بحقٍّ أحدا غيره، وأشهد أن محمّدًا رسُول الله، نشهدُ يا أيها النبي قد بلّغت الرّسالة، وأديْت الأمانة، ونصحت المسلمين؛ فكشف الله بك الغُمّة؛ فآته اللهم الوسيلة والفضيلة، والدّرجة الزائدة الرّفيعة، وبعد؛

لقد ذخر كتاب الله بمجموعة كبيرة من الآيات التي تشير على اجر برّ الابوين، ووجوب السماع لهما؛ حتى وإن كانا كفار؛ يُصاحبهما في الدُّنيا بالإحسان، ولكن لا يُطعهما في هذه الوضعية؛ لأن لا طاعة لمخلُوقٍ في معصية الله تعالى، وقد قال الله-سبحانه عز و جل- في ذلك: ”وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ”.

فالله قد أمر بالحب إلى الابوين، ولو علم الإنسان كمّ الجهد والتعب الذي تلقاه الوالدة في حمله وانجابه؛ لأيقن أن ما يُقدّمه لهما لن يوافق تعب طلقةٍ واحدةٍ من طلقات الوِلادة، بل إن رسول الله جعل برّ الوالدين من أحبّ العبادات إلى الله، فقد قال عن سعد بن إياس أبو عمر الشيبانيّ أنه قال حدّثنا صاحب هذا الدّار، وأشار إلى دار عبد الله قال:”سألت رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ : أيُّ العملِ أحبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ فقال : الصلاةُ على وقتِها قال الحجاجُ : لوقتِها قال : ثم أيُّ قال : ثم برُّ الوالدينِ قال : ثم أيُّ قال : ثم الجهادُ في سبيلِ اللهِ ولو استزدْته لزادني”، ومن معنى مفهوم هذا الكلام يتبيّن لنا اجر طاعة الابوين، وفضّل الله -سبحانه عز و جل- برّ الوالدين عن الجهاد في سبيل الله، وهذا إن اشارة فإنه يدُل على كبر هذا الأمر. 

ومن طريق ما سبق يتوجّب علينا جميعًا أن نعي أن للأبوين فضل كبير علينا، ولن يتمكن أي فعلٍ تفعله من شانهما أن يوفيهما امرهما، وأن من أراد العمل والسّداد؛ فليزم قدم ابويه، وأن من فعل لهما ما يزعلهما؛ فهو في حسرةٍ وشدة قويين، ولن يُرزق توفيقًا مهما بلغت قدرته النفسية والنقدية، ومن هُنا نستشفّ إنّ البهجة الأبديّة في الحياة تكمُن في برّ الابوين.

خطبة قصيرة عن بر الوالدين

تكثُر الخُطب السريعة التي تُردّد عن برّ الابوين، ولعلّ من اشهر تلك المقالات تلك الخطبة، وتتمثّل اجزائها في:

الحمدُ لله الذي علّم بالقلم، علّم العبد ما لم يعلم، ووهبه الاستطاعة على الإبانة عن ما يُلاقيه من ظروف، وأشهد أن لا إله إلا الله هو الأوّل؛ فليس قبله شئ، والآخر، فلا أحد بعده، والظّاهر؛ فلا فوقه شئ، والباطن؛ فلا أحدٌ بعده، وأشهد أن رسولنا وحبيبنا محمّد طبّ القُلوب وعلاجها، وعافية الاجسام ودوائها، فضّله ربه -عزّ وجلّ- على جميع الخلق، حتى الأنبياء، وجعله خاتم الأنبياء والمُرسلين، ورسُول ربّ العالمين، وبعد؛

لقد دلت الديانة الإسلاميّة المُسلم الاهتمام على برّ الابوين وقت عمرهما، وحتى بعد مماتهما، وقد توافقت طاعة الله بطاعة الابوين، فمن أراد أن يرضي الله -سبحانه عز و جل- عنه؛ فليُطع والديه، ومما يدُل على ذلك قوله-عزّ وجلّ-:”وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ^ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا، والمتأمّل لهاتين الآيتين يجد فيهما مجموعة كبيرة من النصائح والعبر، وتتمثّل في: إن الله -تبارك عز و جل- قد أمر المسلمين ألا يعبدوا إلا إياه، وأن يطيعوا إلى ابويهم، ومُجرّد أن يُقرن عبادته بطاعتهم؛

فهذا خير علامة على أن طاعتهما ملزمة، ومعصيتها ذنب من الفواحش التي عدّها رسول الله-صلى الله عليه وسلّم- من أكبر الكبائر، ومن السّبع الموبقات التي حذّرت العقيدة الدنينة منها، وفي ذلك يقول النبي :”اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ.”

الى هنا انتهى مقالنا اليوم الذي كان بعنوان خطبة محفلية قصيرة عن بر الوالدين ولقد ذكرنا فيه كل المعلومات التي تتعلق بهذا الموضوع من كل الجوانب موقع الجنينة يتمنى لكم التوفيق في كل الامور.