اول من هاجر من المسلمين الى الحبشة، عندما نزل الوحي على نبينا محمد بدء في دعوة الناس إلى التخلي عن عبادة الأصنام وعبادة الله، لكن هناك كثير من أهل قريش بدأوا في مقاتلته ومحاربة كل انسان يدخل الدين الإسلامي، وكل يوم كانوا يرتفعوا قسوة عن اليوم الذي قبله، لذلك أمرهم النبي الله بالذهاب إلى الحبشة، ومن هنا سوف نوضح من خلال موقع الجنينة على من أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة.
أين تقع الحبشة التي هاجر إليها المسلمون
الحبشة في قديم الازمان هي إثيوبيا في الوقت الراهن، وكانت الحبشة أحد الممالك القديمة والمكان الأصلي لما يسمى بالأكسوم، تتميز بلاد إثيوبيا بأن لها تاريخ بين الدول الإفريقية كبير جدا، فقد تم احتلال إثيوبيا لفترة وقتية قصيرة جدا كانت البلاد المحتلة هي إيطاليا، كما أنها تمتلك مساحة كبيرة من القارة الإفريقية، حيث تقع على حدود الجمهورية السودانية.
من أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة؟
في الاسطر القادمة سوف نذكر من اول من هاجر من المسلمين الى الحبشة والمعلومات كالاتي:
- عندما بدأوا الكفار بمعاداة كل من دخل الدين الإسلامي، بدأ المسلمون في البحث عن أرض تكون آمنة لهم بعيدا عن حرب الكفار، لذلك أمرهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالذهاب والهجرة إلى الحبشة، كما أخبرهم أن هناك حاكم عادل ولا يظلم أي شخص، وهناك سوف تكونوا في استقرار من ظلم الكفار.
- فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الحبشة: إن بأرض الحبشة ملكا لا يظلم أحد عنده، فألحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا)صدق النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك بالفعل هناك من هاجر من المسلمين إلى الحبشة.
- وكان أول من هاجر من المؤمنين قاصدين الحبشة يبلغ عددهم 11 رجل و 5 من النساء، وجاء في نص حديث للنبي صلى الله عليه وسلم أن أول من هاجر للحبشة كان ذو النورين عثمان بن عفان وامراته بنت النبي صلى الله عليه وسلم السيدة رقية رضى الله عنها.
- فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم( حماهما إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط صلى الله عليه وسلم)، وقد تبعهم في الهجرة عتبة بن ربيع وامراته سهلة بنت سهيل، ومصعب بن عمير وعبدالرحمن بن عوف وحاطب بن عمرو، وأبو سلمة بن عبد الأسد وزوجته أم سلمة بنت أبي أمية.
- ولا ننسى فقد هاجر الصحابي الزبير بن العوام وعثمان بن مطعون وسهيل بن بيضاء وعامر بن ربيعة وامراته ليلى بنت أبي حثمة، أبي سبرة بن أبي رهم العامري وامراته أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو.
- كانت أيضا هجرة للمرة الثانية وكان المجموع أكبر، كان العدد قد يصل 80 رجل وكان من بينهم جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه، لكن عندما وصل المعلومة لأهل قريش ذهب وفد وعلى قيادتهم عمرو بن العاص وعبدالله بن أبي ربيعة وذلك قبل ايمانهم، ذهبوا إلى النجاشي لكي يستلموا كل المسلمين المهاجرين لكن الملك النجاشي رفض طلبهم وحافظ على حياتهم.
الهجرة إلى الحبشة للأطفال
سوف نذكر في هذه الاسطر كيفية الهجرة الى الحبشة وهي حسب الخطوات التالية:
- في يوم بعد تعرض المسلمين لظلم كبير من أهل مكة، في الليل ذات يوم اجتمعوا المسلمين وجهزوا أمتعتهم للسفر إلى الحبشة، سافروا حتى حضروا إلى بحر القلزم(هو البحر الأحمر) وهو يفصل بين الحجاز والحبشة، اخذوا مركبتان كبيرتان حتى وصلوا إلى الجهة الأخرى من شاطئ الحبشة.
- عندما عمل المشركين بهجرة المسلمين إلى الحبشة خافوا أن يستمر الدين الإسلامي في ارضكم ويكثر عددهم، لذلك سافر مجموعة أهل قريش إلى ملك الحبشة وكان من بينهم عمرو بن العاص، وكانت معهم بعض الهدايا المتخصصة لقساوسة أهل الحبشة وهم الذين يخدمون الكنائس هناك.
- كما أنهم كانوا يحملون هدايا لملك الحبشة النجاشي وهي عبارة عن ملابس من الحرير المبهر وفرس عربي أصيل، كان طلب رجال ارسال قريش كما هو متفق عليه قبل الرحيل الى الحبشة، هو أن يقوم بطرد المسلمين من بلادهم وذلك طلبهم من النجاشي.
- لكنهم تقابلوا مع القساوسة طلبوا منهم أن يساهموا في عدم بقاء المسلمين في الحبشة، وبالفعل ذهب القساوسة إلى ملك الحبشة وذلك ليكلموه أن هناك رجلان جاءوا من مكة أرض الحجاز، وقد تم دخولهم الأرض دون علم أحد ويجب عليك طردهم، كان النجاشي جالس على المقعد وعلى رأسه التاج منتظر دخول سفيران أهل قريش.
- دخل عمرو بن العاص وقال: مولاي الكبير لقد أتى على بلادكم رجال سفهاء، قد دخلوا بلادك في السر، فقد تركوا دين أجدادنا وآبائنا، وقد اتبعوا دينا أخر وقاموا بالاختلاف بين الناس بعضهم البعض.
- قال السفير الثاني عبدالله بن ربيعة: يا مولاي نحن نخاف أن يقوموا بنشر هذا الدين في هذه الأرض لذلك عليك طردهم من ارضك، استمع النجاشي جيدا لسفراء قريش، وكان ذلك بوجود القساوسة فهم قد أخذوا منهم الهدايا بالفعل.
فقالوا للملك:
- يا مولاي الملك قم بطرد هؤلاء المسلمين من بلادنا، وذلك خوف على الدين النصراني، لكن النجاشي كان ملك عادل رد على جميع الموجودين لن أطردهم حتى استمع لهم، ثم أمر الجنود بإحضار المسلمين إليه ليتكلم إليهم، وبالفعل آتى المسلمين مع الجنود.
- فقال لهم الملك من أنتم وما هو هذه الشريعة الإسلامية، ولماذا تركتم دين أجدادكم؟، رد عليه جعفر بن أبي طالب: يا مولاي العظيم قومنا كانوا يعبدوا الأصنام وكنا لانحسن الجوار، كما كان القوي يظلم الضعيف فقد بعث الله لنا رسول منا لنعبد الله الواحد الأحد، ونترك عبادة الاوثان لكن قومنا اعتدوا علينا حتى جئنا إلى ارضكم لنطلب حمايتك.
- لكن عمرو بن العاص تكلم وقال: يا مولاي العظيم أنهم يرفضوا أن يدخلوا الدين النصراني كما أنهم يسيئون للدين النصراني وللمسيح نبيكم، تكلم الملك وقال لهم ماذا تقولوا على عيسى؟، فرد عليه جعفر بن أبي طالب وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم.
- هو عبد الله ورسوله كما أنه روح منه قد ألقاها الله إلى السيدة مريم العذراء فهي والدة عيسى رضى الله عنها، وهذا قد أسعد النجاشي بما اخذه من كلام من المسلمين، وقد قال النجاشي: انصرفوا عيشوا في ارضي كما تشاؤون فلن أسلمكم إلى خصومكم، كما اتجه إلى القساوسة وقال لهم:
- ردوا جميع الهدايا لسفراء قريش فنحن لسنا بحاجة لهذه الجوائز، وأن ما يدعو إليه محمد بن عبدالله فهو الذي قد وعدنا به عيسى، وهذه هي تعاليم دين الله وتعاليم الدين النصراني وهي منبعها إله واحد.
الدروس المستفادة من الهجرة إلى الحبشة
سوف نذكر بعض المعلومات المستفادة من الهجرة الى الحبشة وهي كالاتي:
- ابرز درس في الهجرة إلى الحبشة هو التمسك على إتباع الدين الإسلامي واستمرارهم بالدعوة الإسلامية، وذلك مهما كان هناك اقسام كثيرة من التعذيب والذل على كل ما دخل في الدين الإسلامي.
- فراق بلادك والهجرة إلى بلاد أخرى ليس إلا بسبب التعرض للأقسام العذاب المتنوعة، وعند هجرتهم إلى الحبشة ليس للامان إنما هي استراتيجية معينة لنشر الدين الإسلامي.
- مساعدة النجاشي بجانب المسلمين المهاجرين إلى ارضه، كما أنه قد إليهم جميع سبل الراحة والأمان وهذا دليل على أنه حاكم عادل، وعندما استقر نور الإيمان إلى قلبه فقد دخل للشريعة الإسلامية وذلك قبل وفاته.
الى هنا انتهى مقالنا اليوم الذي كان بعنوان اول من هاجر من المسلمين الى الحبشة ولقد ذكرنا فيه كل المعلومات التي تتعلق بهذا الموضوع من كل الجوانب نسأل الله لكم التوفيق في كل الامور.
