هل القيمة الخلقية تعد قيمة معيارية، كل سمة في الإنسان لها خصائص تقيسها وتحدد ماهيتها للمراقبين والعلماء و قد يختلف العلماء أو يكون لديهم آراء متشابهة ،حيث أن الفلاسفة والمفكرين يتعارضون حول طبيعة المصدر الذي تنبع منه الأخلاق ، وهذا يؤدي بالتالي إلى اختلافهم حول طبيعة القيمة الأخلاقية ، سواء كانت جانبًا موضوعيًا تمامًا أو لها حقيقة نسبية ، حيث ان هذا ما يتتطرق موضوعنا الاجابة عنه في هذا المقال.

مفهوم القيم الأخلاقية

القيم هي مجموعة من الأحكام العاطفية المنبثقة من العقل ، والتي تقود الإنسان نحو رغباته واتجاهاته ، وهذه القيم مكتسبة من المجتمع المحيط ، ويستوعبها الإنسان وتصبح هي الدافع لسلوكياته وتضرفاته العامة والخاصة ، والقيم الأخلاقية هي نوع من القيم التي تهتم بجوانب الشخصية التي من خلالها يصدر الفرد أحكامًا أخلاقية تتفق مع طبيعة الأعراف والعادات والتقاليد ، و القوانين السائدة في البيئة التي يعيش فيها ، وهذه الأحكام متوافقة مع قناعات الشخص وضميره..

و تُعرَّف القيم الأخلاقية في الإسلام بأنها مجموعة من المبادئ والقواعد التي تنظم السلوك البشري ، وتحدد علاقات الأفراد معًا لتحقيق الغرض من الوجود البشري ، والعمل من أجل الذات ، والأسرة ، والمعتقد ،ومن الأمثلة على القيم الأخلاقية الصدق ، والجدارة بالثقة ، وإحسان الجار ، وتكريم الضيف ، ومساعدة المحتاجين.

هل القيمة الخلقية قيمة معيارية

تشير القيمة كمصطلح إلى مدى أهمية الشيء أو العنصر أو الفعل ، لذلك عندما يطلق على الشيء قيمة أخلاقية ، فهذا يشير إلى أهميته الأخلاقية والفلسفية ، لكن الموضوع نفسه يدور حول جودة تلك القيمة الأخلاقية ، سواء إنه ثابت أو معياري ، لذا فإن الإجابة على هذا السؤال تكون أن: العبارة صحيحة.

اقرأ أيضاً : تعبير يطلق على من لا يهتم بالواقع

مصادر القيم الأخلاقية في الإسلام

يستمد المسلم قيمه الأخلاقية من مصادر متعددة ، و منها:

  • القرآن الكريم: هو كلام الله عز وجل الذي أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو المصدر الأول الذي يستمد منه المسلم قيمه وسلوكياته وتشريعاته في حياته ، ويحتوي على كل ما يحتاجه الإنسان من قوانين ومبادئ تصلح حالته وأخلاقه من الداخل والخارج.
  • السنة النبوية الشريفة: وهو كل ما نقل عن النبي من قول أو فعل أو تقرير، فهو لا يتكلم عن الأهواء ، ولكن كل ما أنزل إليه من عند الله تعالى ، فكل ما يخرج منه هو مصدر قيم أخلاقي. .
  • الإجماع: هو اتفاق أئمة الدين وفقهاءه على حكم شرعي لعصر غير عصر الرسول صلى الله عليه وسلم و يشتركون في القول أو الفعل أو العقيدة ، أو ما في معناها ، ومتى يلتقي هؤلاء الأئمة ؛ و للمسلم أن يأخذ رأيهم ويلتزم به ، ولا يخالفه إذا كان قطعيًا ، ولا يجوز الاجتهاد فيه ؛ لأنه بذلك أصبح حكمًا شرعيًا.
  • القياس: هو ظهور موضوع جديد يحتاج إلى حكم شرعي ، فيقاس بقضية مشابهة لها حكم شرعي من القرآن أو السنة النبوية الشريفة أو إجماع العلماء.

هل الأخلاق ثابتة أم متغيرة

يقترح الفلاسفة والعلماء أن الأخلاق متغيرة ، ومصطلح الأخلاق هنا يشير إلى جميع الصفات والسلوكيات التي يؤديها الشخص ، سواء كانت عادة ، ممارسة ، أو سمة شخصية إيجابية أو سلبية ،و الأخلاق نوعان ؛ الأول هو الغريزة الفطرية ، والثاني هو الذي يتم اكتسابه من خلال الممارسة ، والنتيجة هي أن الأخلاق بصفتها معاملات وسلوكيات متغيرة ، ولكنها مطلقة وثابتة كمبادئ عندما تخضع للدين والعقل.

الى هنا نختم مقالنا الذي تناولنا الاجابة فيه عن هل القيمة الخلقية قيمة معيارية ، كما وضحنا ما مفهوم القيم الاخلاقية عامة و في الدين الإسلامي ، ومصادر القيم الاخلاقية في الاسلام و وضحنا فيما اذا كانت الاخلاق ثابتة أم متغيرة.