إنّ حكم قصر الصلاة للذي يريد السفر هو سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما ذكر اكثرية أهل العلم من الفقهاء وهم المذاهب المالكية والشافعية والحنابلة وبه قال أكثر علماء المسلمين المتقدمين رحمهم الله، قال تعالى في سورة النساء: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا}، وفي حديث نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: “صَلَّى رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بمِنًى ركعتينِ، وأبو بكرٍ بَعدَه، وعُمرُ بعدَ أبي بكرٍ، وعثمانُ صدرًا من خِلافتِه، ثم إنَّ عثمانَ صَلَّى بعدُ أربعًا، قال: فكان ابنُ عُمرَ إذا صلَّى مع الإمامِ صلَّى أربعًا، وإذا صلَّاها وَحدَه صلَّى رَكعتينِ” موقع الجنينة يقدم مقالا بعنوان هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام.

هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام

يباح الجمع والقصر في السفر حتى أربعة أيام على قول بعض الفقهاء، أمّا لو نوى المسافر البقاء في البلد التي سافر إليها أكثر من أربعة أيام، فإنّه ينفصل عن حكم المسافر، وتكون أحكام المقيمين باقية في حقه فلا يجوز له أن يجمع الصلاة ولا حتى إن يقصرها، أمّا شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- فقد انفرد بقول عدم الأخذ بأحكام المقيمين ما دام الشخص لا ينوي البقاء في البلد ولو طالت الفترة، كأن ينوي مثلًا السكن في البلد، حتى ينتهي عمله فهنا علّق البقاء بالفترة الزمنية، ولم يعد مقيمًا.

حكم قصر الصلاة للمسافر للعمل

إنّ حكم قصر الصلاة للمسافر من أجل العمل الذي يؤديه كأن يكون عمله سائقًا، وهذا السائق يمشي مسافة السفر، فإنّه يجوز له القصر ما دامت بقائه في البلد التي سافر إليها أقل أربعة أيام، أمّا لو بقي أكثر من أربعة أيام، فإنّ عليه أن يتم الصلاة، والله أعلم بالصواب.

حكم الجمع والقصر للمسافر يوميا

إنّ بعض الامور قد تلزم الإنسان السفر بشكل دوري فترة يستطيع ان فيها القصر والجمع، مثل أن يكون سائقًا على طريق سفر أو أن يكون عاملًا، ويحتاج لعبور مسافة طويلة للوصول إلى عمله أو نحو ذلك، وهنا يبيح الشرع له أن يقصر في الصلاة، ولو كان ذلك بشكل يومي؛ لأنّه قطع المسافة التي يجز فيها قصر الصلاة.

ما حكم صلاة المسافر إذا أقل من عشرة أيام

إنّ الصلاة واجبة لا يجوز للمسلم التاخر عنها ولا تركها، وقد اختلف الفقهاء من أهل السنة والجماعة في الفترة التي تقصر الصلاة فيها، فقال المذهب الحنفي لا يتجاوز خمسة عشر يومًا، وقالت المذاهب المالكية والشافعية لو نوى المسلم الإقامة أربعة أيام في موضع واحد فلا يقصر، وقال الحنابلة لو نوى أكثر من أربعة أيام فلا يقصر بل يتم الصلاة، والله أعلم.

هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين

لا يباح القصر والجمع في السفر لفترة خمسة عشر يومًا، فقد ذكر المذهب الحنفي أنها تقصر فيما دون الخمسة عشر يومًا إلا إن كانت اقامته لقضاء حاجة معينة فهنا يستطيع أن يقصر ولو صارت المدة طويلة، لأن ابن عمر -رضي الله عنه- أقام بأذربيجان مدة ستة أشهر، وكان في هذه المدة يقصر، وروي كذلك عن جماعة من الصحابة مثل ذلك، والله أعلم.

الى هنا انتهى مقالنا اليوم الذي كان بعنوان هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام ولقد ذكرنا فيه كل المعلومات التي تتعلق بهذا الموضوع من كل الجوانب نسأل الله لكم التوفيق والسداد.