ما هو الحج المبرور, ان تفسير الحج المبرور هو الإحسان إلى الناس ومعاملتهم بالمعروف وحسن الخلق ، ففي صحيح مسلم أن النبي (ﷺ) سئل عن البر فقال: “حُسنُ الخُلُقِ”، وهذا الأمر يحتاج إليه الحاج كثيرًا، فينبغي له أن يتحلى به ويجاهد نفسه في تحقيقه، فيعامل الناس بالمعروف ويحسن إليهم بالقول والفعل، وما سمي السفر سفرًا إلا لأن يسفر عن أخلاق الرجال.

شروط الحج المبرور

وحتي يصبح الحج مبرورًا يجب أن يخلص الإنسان حجه لوجه الله؛ لأن تعالى حينما فرض الحج على الناس، أشار إلى أن هذه الفريضة له وحده، فقال: ( وللهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، ومَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ (آل عمران: 97). ولذلك على من يريد أن يجعل حجَّه مبرورًا أن يخرج إليه بنية الطاعة والتقرب الى الله، لا بنية أمر آخر من أمور الدنيا أو شهوة من الشهوات ، وهذا هو الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ” ما من خارج يخرج من بيته، إلا ببابه رايتان، راية بيد ملك، وراية بيد شيطان، فإن خرج لما يحب الله عز وجل، اتبعه الملك برايته، فلم يزل تحت راية الملك، حتى يرجع إلى بيته؛ وإن خرج لما يسخط الله اتبعه الشيطان برايته، فلم يزل تحت راية الشيطان “.

الحج المبرور.. أسرار وفضائل

ان  أهل السلف شهدوا موسم الحج ومدحوا اهميه هذه الشعيرة ومكانتها عند الله تعالى ودورها في نفس المسلم، فكيف تجلت معاني الحج ومواطن البِر في أقوالهم وأفعالهم؟

  • اثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “العُمرةُ إلى العُمرةِ كفَّارةٌ لِما بينَهُما والحجُّ المبرورُ ليسَ لَهُ جزاءٌ إلَّا الجنَّةُ”. وللسلف رحمهم الله في المراد بالحج المبرور أقوال كثيرة، وكانت أفعالهم وأحوالهم في الحج تطبيقًا لهذه المعاني الفاضلة، والصفات الشريفة.
  • تفسيرات الحج المبرور فعل الطاعات كلها والإتيان بأعمال البر، وقد فسر الله تعالى البر بذلك في قوله: ﴿وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا  وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ  أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا  وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: 177].

حج مبرور وذنب مغفور وسعي مشكور

ان عبارة حج مبرور وذنب مغفور وسعي مشكور، من العبارات التي تقال دائمًا لمن يؤدون فريضه الحج،و هو الذهاب لبيت الله الحرام، وهو من أركان الإسلام الخمس لمن استطاع سبيلًا، أي الذي يستطيع الذهاب لعمل حج أو عمرة. ويكون الذهاب إلى الحج بغرض الدعاء والتقرب الى الله لمغفرة الذنوب التي يفعلها الكثير من الناس، ويتم تعريف الإحرام أو الذهاب إلى الحج بأنه التجرد من المحيط والمخيط.

إن هذه الجملة تقال للحجاج عندما يعودون من الحج، فعندما يستقبلهم الناس يقولون حج مبرور، ومن الواجب أن يرد الحاج بطريقة لطيفة على الدعاء، وهذا من خلال العبارات التالية: العقبى لكم إن شاء الله وبارك الله لكم في اعماركم. اسأل الله أن يرزقكم بمثل تلك التي رزقت أنا بها. إن شاء الله تعالى يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال. غفر الله لنا ولكم كل الذنوب إن شاء الله. تقبل الله منا ومنكم السعي ورزقنا وإياكم الصالحات.

وفي نهاية هذا المقال نكون قد تعرفنا على ماهية الحج المبرور وشروطه واسراره وفضائله ومعناه موضحة بالأيات والاحاديث النبوية من خلال موقع الجنينة.