كم مكث اصحاب الكهف في كهفهم وكم عددهم .. قصة أهل الكهف الحقيقية، ومن ضمن الأسئلة الشائعة بين المسلمين ، حيث ذكرت قصة أصحاب الكهف في القرآن الكريم في سورة الكهف ، ويجب على المسلمين الخوض في معاني القرآن الكريم لاستخلاص العبر والدروس التي تفيد المسلم في الدنيا والآخرة، وعبر هذا المقال سنتطرق الى قصة أصحاب الكهف و كم مكثوا وكم عددهم.

من هم أصحاب الكهف

هم فتية من الرومان بعثوا بعد المسيح هربوا بدينهم من ملك ظالم يقتل كل من ترك دينه إلى كهف ، وبين دخولهم وخروجهم وقيامتهم ثلاثمائة وستين سنة ، وذكر عدد من العلماء أن دخولهم إلى الكهف كان بعد المسيح إحدى وستين سنة ، و تنوعت أراء العلماء حول أسمائهم.

كم مكث اصحاب الكهف في كهفهم وكم عددهم

بقي أصحاب الكهف في كهفهم مع أهل الكتاب مدة تقدر بثلاثمائة سنة شمسية ، أما العرب فهي تزيد على تسع سنوات قمرية، قال تعالى: (وَلَبِثوا في كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ سِنينَ وَازدادوا تِسعًا قُلِ اللَّـهُ أَعلَمُ بِما لَبِثوا لَهُ غَيبُ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَبصِر بِهِ وَأَسمِع ما لَهُم مِن دونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يُشرِكُ في حُكمِهِ أَحَدًا)، وبذلك تصبح الفترة ثلاثمائة سنة شمسية ، وثلاثمائة وتسع سنوات قمرية ، و يشار الى أن أهل الكهف كانوا على ديانة النصرانية ، واقترح ابن كثير أنهم كانوا قبل المسيحية ، بدليل أن اليهود كان الحاخامات يحفظون أخبارهم.

قصة أهل الكهف الحقيقية

ذكر الله تعالى قصة أصحاب الكهف في كتابه العزيز ، وكان هناك أناس آمنوا بالله تعالى ، وكان أهلهم يعبدون الأصنام، ولما علم أهلهم أنهم يؤمنون بالله سبحانه وتعالى أرادوا قتلهم فهربوا من المدينة خوفا على دينهم إلى مغارة في جبل للاختباء من عبدة أصنامهم، فدعوا إلى الله وقالوا: ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا: أي اجعل عاقبتنا رشدا ، بأن توفر المصلحة لنا ، مهتدين وليس في حيرة، فألقى الله عليهم سباتًا ثقيلًا عندما دخلوا الكهف ، وأدارهم يمينًا ويسارًا ، أي قلبهم مرة إلى يمينهم ومرة إلى يسارهم حتى لا تؤثر الأرض على أجسادهم فتنكشف جلودهم في الهواء، وكان كلبهم عند باب الكهف يحرسهم ، ولو نظر إليهم أحد لابتعد عنهم وهرب وامتلأ خوفًا ورعبًا ، لأن الله تعالى ألقى عليهم الرهبة والكرامة ، فلا يمكن للمرء أن ينظر إليهم دون خوف.

اقرأ أيضاً : بعد صلح الحديبية دخلت بنو بكر في حلف مع

سبب لجوء الفتية للكهف

ومن أهم الأسباب التي دفعت أصحاب الكهف إلى اللجوء إلى كهفهم أنهم كانوا يوحدون الله – العلي – ولا يُشركون به شيئًا ، بينما كان الحاكم في ذلك (وربطنا عَلى قُلوبِهِم إِذ قاموا فَقالوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ لَن نَدعُوَ مِن دونِهِ إِلـهًا لَقَد قُلنا إِذًا شَطَطًا)، حيث ان الشرك هو افتراء على الله تعالى وظلم للنفس البشرية ، و ما كان للفتية الا الانفصال عن المجتمع المشرك و اللجوء إلى الكهف وناموا فيه مدة طويلة بأمر من الله – تعالى.

سبب نزول سورة الكهف

نزلت سورة الكهف على النبي صلى الله عليه وسلم إجابة لأسئلة الأحبار من اليهود عن أحوال أهل الكهف ، بعد أن أرسل الكفار عقبة بن أبي معيط و النضر بن حارث إلى أحبار اليهود للتعرف على مدى صدق رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فاستجاب لهم الحاخامات اليهود بسؤال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن حالة الفتية، الذي أعدوه كمقياس لصدق رسالته ، ويقال إن نزول السورة تأخر في مدة تراوحت من 3 إلى 15 يومًا حتى نزلت السورة بأكملها ، والتي تصف بالتفصيل حالة الكهف.

دروس وعبر من قصة أصحاب الكهف

هناك العديد من العبر والدروس المستفادة من قصة أصحاب الكهف ، ومنها ما يلي:

  • الدعوة إلى الله تعالى تتطلب صمود الداعي وصبره.
  • والدليل على توحيد الألوهيّة توحيد الله ، لقوله تعالى على ألسنتهم: (فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا).
  • إن الالتجاء إلى غير الله تعالى بالدعاء هو نوع من الشرك بالله، فالمؤمن لا يطلب إلا الله تعالى ، فهو الضار والنافع ، وكل شيء بيده.
  • الثبات على الحق ، حتى لو كان الإنسان وحده على طريق الحق ؛ كما فعل أصحاب الكهف عندما هربوا حفاظا على دينهم.
  • يجب على المؤمنين أن يكونوا أمة واحدة كما فعل أهل الكهف بالدعوة إليها.

الى هنا نختم مقالنا الذي تناولنا فيه كم مكث اصحاب الكهف في كهفهم وكم عددهم .. قصة أهل الكهف الحقيقية، و تعرفنا الى من من هم أصحاب الكهف و سبب لجوء الفتية للكهف و تطرقنا الى سبب نزول سورة الكهف و دروس وعبر من قصة أصحاب الكهف.