علل جمع الله بين العباده والاستعانه، سورة الفاتحة هي فاتحة كل شيء، وأساسه وبدايته، وحيث تم الجمع بين عبادة الله تعالى والاستعانة به في سورة الفاتحة، وبه يبدأ المسلم صلاته وجميع أعماله، لذا جاءت الاستعانة ولعبادة ، مرتبطتين ببعضهما البعض لكي يطلبهما المسلم من ربه في كل وقت وحين، كان هناك غرض من للجمع بين الاستعانة والعبادة، و من خلال موقع الجنينة سوف نتعرف على علل جمع الله بين العباده والاستعانه.

علل جمع الله بين العباده والاستعانه

والمبرر الرئيسي للجمع بين العبادة والاستعانة، هو: أن المسلم يحتاج إلى عون الله عز وجل و المدد ليتمكن من العبادة والطاعة، العبادة نوع من الكامل اللامتناهي لرب العباد وهي تأتي من قلب مستشعر بعظمة ربه، العبادة هي العبادة لله تعالى وطاعته والخضوع له ولكل أوامره واجتناب كل نواهيه، حيث يكون معتقدًا بقدرته وقوته وسلطته، وأما الاستعانة: هي طلب العون والمدد من رب العالمين، فهذا دليل على عجز المُستعين وعدم قدرته على إنهاء كل مسؤولياته، ويُعينه المُستعان به وهو الله تعالى، فالاستعانة هي: لجوء إلى الله تعالى وفرار إليه وتعلّق به، وهذا هو صُلب العبادة وأساسها، فمتى ما توجّه الإنسان لطلب المدد والعون من غير الله تعالى هنا تغيّر مساره، وأصبح نوع من عبادة الأصنام والأوثان التي كانت منتشرة في الجزيرة العربيّة قديمًا.

لماذا قدم الله العبادة على الاستعانة

في سورة الفاتحة، اختار الله تعالى العبادة على الاستعانة لعدد من الأسباب الأولية، من أهمها:

  • لأن الاستعانة هي وسيلة لعبادة الله، وعبادة الله هي سبب خلق الله تعالى لأجلها الإنسان.
  • كذلك في تقديم العبادة على الاستعانة تناسق مع تقديم اسم “الله تعالى على لفظ “الرب” الذين ذكرا في بداية السورة.
  • لأن العبادة تتعلق بتوحيد الألوهيّة، والاستعانة تتعلّق بتوحيد الربوبيّة.
  • بما أن كل مسلم يعبد الله هو مستعين، فإن العبادة الكاملة والتامة لله سبحانه وتعالى تتضمن القيام بذلك، مما يجعل العبادة أكثر شمولاً من الاستعانة.
  • لأن الاستعانة هو جانب من جوانب العبادة.
  • لأن الله فرض العبادة على عباده، ولأن الاستعانة هو طلب المدد على هذه العبادة.

سورة الفاتحة

على كل مؤمن أن يصلي، ووجهنا الله تعالى أن نقرأ سورة الفاتحة في كل ركعة من صلاتنا، ففي قرائتها الكثير من الفضائل على العباد، وهي أمُّ القرآن، فقد وردنا عن رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم-في حديثه الشريف:”مَن صَلَّى صَلاةً لم يَقرَأْ فيها بأُمِّ القُرآنِ، فهي خِداجٌ غيرُ تَمامٍ، قال: فقُلتُ: يا أبا هُرَيرةَ، إنِّي ربَّما كنتُ مع الإمامِ، قال: فغمَزَ ذِراعي، ثم قال: اقرَأْ بها في نَفْسِكَ؛ فإنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قال اللهُ عزَّ وجلَّ: إنِّي قَسَمتُ الصَّلاةَ بيْني وبيْنَ عبدي نِصفَينِ؛ فنِصفُها له، يقولُ عَبْدي إذا افتتَحَ الصَّلاةَ: “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ”، فيَذكُرُني عَبْدي، ثم يقولُ: “الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”، فأقولُ: حمِدَني عَبْدي، ثم يقولُ: “الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ”، فأقولُ: أثْنى علَيَّ عْبَدي، ثم يقولُ: “مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ”، فأقولُ: مجَّدَني عَبْدي، ثم يقولُ: “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ”، فهذه الآيةُ بيْني وبيْنَ عَبْدي نِصفَينِ، وآخِرُ السُّورةِ لعَبْدي، ولعَبْدي ما سَألَ”، ومن النعم التي ينعم بها الله على المؤمنين الوصية بقراءة سورة الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة، لتكرار ثنائه عزّ وجل وحمده، ودعوته فيها، وطلب الهداية منه، إلى الصراط المستقيم ويبعد عنهم الضلال بإذن الله.

مفهوم العبادة

العبادة من الواجبات التي تقع على كل المسلم في الواقع، بقوله تعالى، (وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ)، وكذلك قوله، (إِنَّ الَّذينَ عِندَ رَبِّكَ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحونَهُ وَلَهُ يَسجُدونَ)، تُعرَّف العبادة بأنها الانصياع لله تعالى، والخضوع عليه والقيام بما يكفل التقرب اليه ونيل رضاه ومحبته، العبادة عند الشيخ المشهور ابن تيمية مصطلح عام لكل ما يحبه الله تعالى، وما يرضى عنه من أقوال وأفعال، سواء ظهرت أو بطنت.

خصائص العبادة

تصف العبادة الصفات التالية:

  • اليسر: لا يعاني المسلمون من أي مشقة، من الدين الإسلامي أو العبادة المرتبطة به، فهو دين بسر و ليس دين عسر، وذلك لقوله تعالى: (مَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، ونتيجة لذلك، تتميز العبادة باليسر والتسامح وليس العسر والتعنت.
  • التوازن: ويؤكد الإسلام على أهمية الموازنة بين جميع العبادات، بما في ذلك الصوم والصلاة والحج، بحيث لا يعلو جزء من العبادة على الآخر، وهي من العبادات الأساسية التي توضح العبد الصادق من المنافق حتى أبسط العبادات ومنها تمني الخير للناس وإسداء النصيحة لهم.
  • الشمولية: أي أنها تتضمن عبادة لفظية كذكر الله تعالى والدعاء باسمه، ونعني بذلك أنها شاملة للعبادات النابعة من القلب كمحبة الله تعالى وتبجيله، كما أنه يتضمن شعائر العبادة، ومنها الصلاة والصدقة والزكاة والصوم والكف عن المعصية وإقامة الحد، واجتناب المعاصي والشرور، وهي بذلك تشمل علاقة العبد بربه وبغيره من الناس والحياة في الدنيا وفي الآخرة.

نصل إلى هنا ختام مقالتنا على موقع الجنينة و نكون وضحنا لكم  علل جمع الله بين العباده والاستعانه، و نكون وضحنا أيضا لماذا قدم الله العبادة على الاستعانة، و سورة الفاتحة، و مفهوم العبادة، و خصائص العبادة.