ربت العقيدة الاسلامية المسلمين على السماحة؟ عندما تصدف شخصًا لينًا سهلًا ، يعفو عن جزء من حق نفسه أو  كله ، ليحل خلاف قائم أو مشكلة هو طرف نزاع فيها أو لينهي موضوع طال الحديث فيه أو لميل له قلبًا يدعوه ، أو ليطيب قلب شخص آخر ، وهو لا تجاريه نفسه ليتعدي حق أخيه من قبل ذلك ولا يكن لحوحًا في طلب حقوقه ، فهو الرجل السمح وذلك تعريف السماحة. وسنستشهد في مقالنا هذه على صورها و تعريفها من القرآن الكرم و أحاديث نبوية و أقول للأمة.

وقد ورد عن النبي -صل الله عليه و سلم- أحاديث جمة في السماحة والدعاء للرجل السمح بالرحمة :(رحم الله رجلا سمحا إذا باع و إذا اشترى و إذا اقتضى). رواه البخاري وفي حياتنا اليومية وعلاقتنا تتطلب قدرا كبيرا من السماحة والتألف والتهاون لنمثل قدر الاسلام العظيم.

  • علق ابن حجر العسقلاني على البخاري : السماحة والسهولة متشابهان في المعنى و المعني بالسماحة ترك الالحاح و الجدال ، أما إذا اقتضى : طلب حقه في القضاء في نازلة معينة بسهولة وعدم إجحاف ، و تعني الذي يعطي بسهولة من غير مماطلة و فيه طلب التعامل بالسماحة و ترك الخصومة و  التكريب على الناس و العفو عنهم قدر المستطاع.
  • لعل أكثر المشاحنات و الخلافات تدور في الأمور المالية و الأمور الجدلية و الأحاديث الكلامية و قد ندر أن يسلم من خوضها من لم يلبس لباس الكرم و الخلق وسماحة النفس.

من صور السماحة

تتمثل الساحة في صور جمة سنذكر العديد منها  على سبيل الذكر لا الحصر لها في هذه المقالة فهي أبلغ في نشر الاسلام فالدين مبني على المعاملة وقد رأينا مواقف غير محصورة في دخول الناس إلى الاسلام من تعامل أو موقف أو حديث لين سهل أو سماحة تعامل فالشواهد التاريخية منها غير محصورة فتتمثل في :

  1. عهد الصحابة و الخلفاء الراشدين ممتد من عهده صل الله عليه وسلم في السماحة في معاملة النصاري و أهل الكتاب و الكفار من العون بالمال أو النفس عند وقوعهم في الأسر أو خارج الأسر.
  2. في رد القروض بأحسن منها : فكان النبي صل الله عليه وسلم يرده بأفضل منها وزيادة به و قال صل الله عليه وسلم :أعطه ، فان خيار الناس احسنهم قضاء . وما كان يترك صاحب القرض يغدو إلا و هو راضٍ.
  3. عدم رد الإساءة بالإساءة فهي من السماحة و هي مواقف جمة وكثيرة ومطردة وتتداول في مواقفنا اليومية العادية في حق الجار أو الشريك أو زميل العمل ، حيث حدث ذلك مع سيدنا أبو بكر حين حلف بالله بعدم الإنفاق على بن أثاثة لدخوله في حديث الإفك ، فأنزل الله عو ةجل أمره بالعفو والصفح ، فكفر رضي الله عنه عن يمينه و رجع للإنفاق عليه.

صور تتنافى مع السماحة

كما أسلفنا الذكر في الصور التي تتماشي مع السماحة لكن الأمر لا يخلو من أن يكون له ضد فكما للتسامح صور و فله صور أخر تتنافي معه ، سنذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر لها حتى نتجتب قدر الإمكان الدخول و الوقوع فيها والحفاظ على نبل الاسلام في صوره السمحه في تعاملنا فقد ربت العقيدة الاسلامية المسلمين على السماحة؟ فما هي الصور التي تتنافى معها :

  1. الخصومة و كثرة الخصومة والخوض في الشجار والكلام المتنافي مع الشريعة الاسلامية حيث قال رسول الله صل الله عليه وسلم إن أبغض الرجال إلى الله الالد الخصم.
  2. الجدال الكثير و التعصب للرأي و عدم التنازل عن الرأي في المواقف أو الجدالات التي تتطلب سماحة وتلاين حيث تختفي البركة وتحل النقمة بالامة بكثرة خلافاتها ومشحناتها في الأراء و لا يكم لائقًا بالرجل المعروف بالسماحة خوض كثرة الجدال .
  3. ابعاد الناس عن الوقوع في الحرج و لا يتدخل ويحرج نفسه بالدخول والاستطلاع لما يحدث بين الناس فعليه أن يقدر ظروف اخوانه وعدم احراجهم بالتدخل في شوؤنهم.
  4. وأكثر ما يشتهر به التنافي مع السماحة في الاسلام و التي ربت العقيدة الاسلامية المسلمين على السماحة؟ في الأمور السياسية و الرياضية و التعصب لأراء الحزب أو الفصيل .

صور واجب فيها السماحة

كما أن هنالك مواقف للسماحة و صور يستحب فيها السماحة فهنالك مواقف أخرى تصبح فيها السماحة واجبة كي لا نهدر دمًا أو نهزم فريقًا أو ندمر عامرًا فهذا الذي ربت العقيدة الاسلامية المسلمين على السماحة؟ وحثت المسلمين على التكافل في هذه المواقف منها:

  • في الاجتماعات كما في الصلاة والسفر ففي السماحة في الصلاة فالمثال الأعظم رسول الله صل الله عليه و سلم حينما وجد ريح للثوم في المسجد نهى صحابته الكرام عن المجيء للمسجد و فيه ريح للثوم
  • السماحة مع الزوج أو الزوجة فهي تظهر في التعامل اليومي معها في التهوين و التلطيف و العون لبعضما البعض في مناحي الحياة جميعها من ضغوط الحاية العملية و الأعمال الشاقة في تهوين الزوجة على زوجها عبء العمل و تهوين الزوج لزوجته في الأعمال المنزلية و رعاية الأطفال.
  • وأعظمها السماحة في ساحة الجهاد والحرب : حتى يتم الأجر و الثواب للمجاهد .

وبهذا أرجو  أن نكون قد أتممنا و أحطنا بكل ما ربت العقيدة الاسلامية المسلمين على السماحة؟ و أرجو أن نكون قد أفدنا بما قدمنا و الله تعالى أعلى و أعلم .