حكم طواف القدوم للمفرد، حيث لا بدّ للحاج أن يأتي في هذا الطواف، ولكن قد يتأخر عنه بعض الشيء فما رأي الشريعة الإسلامية في ذلك، هو ما سيتم الحديث عنه في موقع مقالاتي والإضاءة على معنى طواف القدوم في الشريعة الإسلامية، وما حكم طواف القدوم بالنسبة للمرأة الحائض ونحوه من الأحكام.

طواف القدوم

طواف القدوم هو الطواف الذي يؤتى فيه حين الدخول لمكة المكرمة، وينتهي الطواف عند الوقوف في عرفة وهو ما عليه مذهب جمهور أهل العلم من الفقهاء من أصحاب المالكية والحنفية والشافعية وهو رأي عند الحنابلة، و ذكرت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- مشروعية طواف الإفاضة في قولها: “نَّ أوَّلَ شيءٍ بدأ به حين قَدِمَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنَّه توضَّأَ ثمَّ طاف”.

حُكم طواف القدوم  للمفرد 

حُكم طواف القدوم في العمرة

اختصت العمرة في أركان لا تصح العمرة من غيرها، والطواف ركن من هذه الأركان، ومن نوى الإحرام في عمرةٍ ووصل للمسجد الحرام فعليه أن يبدأ في طواف ركن العمرة، ثم يسعى ويحلق أو يقصّر، وإن حكم طواف القدوم بهذا كحكم من دخل للمسجد فوجد الصلاة قائمة فإنه يصلي مع الجماعة ولا يُطالب في سنة تحيّة المسجد، وطواف القدوم سنّة فيدخل بطواف ركن العمرة، ويمكن المعتمر أن يتعبد في تكرار الطواف بعد أن يؤدي مناسك العمرة بالكامل.

حُكم طواف القدوم في الحج 

جمهور الفقهاء من الشافعية والحنابلة والحنفية أن طواف القدوم سُنَّة لكل من أتي من خارج مكة المكرمة، لأنه يعد مثل تحية للمسجد الحرام، يستحب البدء فيه من غير تأخير، ورأى الشافعية أن طواف القدوم سُنَّة لكل من دخل مكة أن كان محرماً أم غير محرم، واستدلوا فيما ذكر عن النبى -صلى الله عليه وسلم- بحديث جابر -رضي الله عنه- بصفة حجة النبي فقال: (حتَّى إذَا أَتَيْنَا البَيْتَ معهُ، اسْتَلَمَ الرُّكْنَ فَرَمَلَ ثَلَاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا)، ولقد روي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (أنَّ أَوَّلَ شيءٍ بَدَأَ به – حِينَ قَدِمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ – أنَّهُ تَوَضَّأَ، ثُمَّ طَافَ)، بينمّا المالكية راوء أنّ طواف القدوم من واجبات فريضة الحج، ومن يتركه تعد حجته ناقصة، ويُجبرهذا النقص في ذبح الهدي، واستدلّوا في أن الرسول -عليه السلام- كان يقول بحجة كلما فرغ من أداء شعيرة من شعائر الحج: (لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه)، فإنّ أوّل أمر فعله الرسول -عليه السلام- أنّه طاف بالبيت.

هل يجوز تأخير طواف القدوم للمفرد

نعم، يجوز تأخير طواف القدوم للمفرد لما قبل الوقوف في عرفة، حيث طواف القدوم به سعة، حيث إنّ وقت طواف القدوم هو من وقت دخول مكة المكرمة لحين الوقوف في عرفة، وهو سنة بالشريعة الإسلامية، وإذا وقف المسلم بعرفة فيسقط عنه طواف القدوم، وقد أتي بالموسوعة الفقهية أنه: “من قصد عرفة رأسا للوقوف يسقط عنه طواف القدوم؛ لأن محله المسنون قبل وقوفه”، فالله أعلم في الصواب.

طواف القدوم للحائض

طواف القدوم يسقط عن المرأة الحائض أو المرأة النفساء إن دام الدم حتى يوم عرفة، والدليل على هذا ما روته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- بقولها: “خرَجْنا مع رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- لا نذكُرُ إلَّا الحجَّ، حتى جِئْنا سَرِفَ فطَمِثْتُ، فدخل عليَّ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وأنا أبكي، فقال: ما يُبْكيكِ؟ فقلت: واللهِ، لوَدِدْتُ أنِّي لم أكُنْ خَرَجْتُ العامَ، قال: ما لكِ؟ لعلَّكِ نَفِسْتِ؟ قلتُ: نعم، قال: هذا شيءٌ كَتَبَه اللهُ على بناتِ آدَمَ، افعَلِي ما يفعلُ الحاجُّ، غيرَ أنْ لا تطوفي بالبَيتِ حتى تَطْهُرِي. قالت: فلمَّا كان يومُ النَّحْرِ طَهُرْتُ، فأمَرَني رسولُ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فأفَضْتُ”.

اقرأ أيضا: حكم صيام يوم عرفة إذا وافق الجمعة.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا “حكم طواف القدوم للمفرد”، حيث تعرفنا على حكم طواف القدوم للمفرد وأنه اختلف به الفقهاء من الشافعية والحنابلة والحنفية، في النهاية نأمل أن يكون مقالنا قد نال إعجابكم.