الصحابي الذي قتل على يد الجن هو ما سيتطرق إليه موضوع هذه المقالة ، ولكن قبل ذلك لا بد من التنبيه إلى أن الصحابة هم من التقى بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان لديهم نصيب يؤمن به ، ونصيب من الموت على دين الإسلام ، وهذا التعريف يشمل: من رآه ، وجلس معه ، وروى عنه ، وقاتل معه ، ومن لم يفعل شيئًا من ذلك ، والله ورسوله أعلم.

الصَّحابة رضي الله عنهم

أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – بآخر رسالة الإسلام لجميع الآيات السماوية والشرائع السماوية ، فكان صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء و الرسل وجاء الأمر الإلهي أن يعهد إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – بالدعوة ابتداء من قومه ، كما جاء في كلام الله تعالى: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) فكان الأمر توسيع نطاق الدعوة والتعريف بها ، حيث جاء في قوله تعالى:(فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ)

والصحابي من التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به ومات على الإسلام ، وراجح العلماء أن من عاش في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانت المدة طويلة أو قصيرة ، وسواء التقى به أم لا ، وروى عنه أم لا ، شارك في الرحلات معه أو لم يشارك ولا يخفى ما للصحابة – رضي الله عنهم – من ذوي الجدارة والمكانة الكبيرة ؛ فالعدل ثابت بالنسبة لهم جميعاً ، وجهدهم في خدمة الدين ، وإعلاء كلمته ونشره كبير ، وأثره واضح حتى هذا الوقت

الصحابي الذي قتله الجن

بعد تعريف الصحابة رضوان الله عليهم ، لا بد من الخوض في بيان الصحابي الذي قتل على يد الجن وروت السير قصة ضعيفة مع سلسلة نقل عن مقتل الصحابي سعد بن عبادة رضي الله عنه بجني ، وقد روى تلك القصة الطبراني والحكام وعبد الرازق عن سلطة قتادة بسلاسل نقل منقطعة، ولكن لا حرج في رواية المؤمن لهذه القصة ، فإن السلف كما روى لأهل العلم كانوا متساهلين في مثل هذه الأمور ، كقصص السير ضعيفة الأسناد ، وأما طريقة قتله أنهم ضربوه في عينه فأرادوه قتيلا، كما قال العيني في شرح البخاري.

اقرأ أيضاً : قصة أهل الكهف

أهم ملامح شخصية سعد بن عبادة

وبعد بيان الصحابي الذي قتل على يد الجن سعد بن عبادة رضي الله عنه ، لا بد من بيان أهم ملامح شخصية سعد بن عبادة:

  • الغيرة في حياته: فقد روى عبد الله بن عباس: “لما نَزَلَتْ { والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا } قال سعدُ بنُ عُبادةَ وهو سيِّدُ الأنصارِ : أهكذا نَزَلَتْ يا رسولَ اللهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : يا مَعشرَ الأنصارِ ألا تسمعونَ إلى ما يقولُ سيدُكُم قالوا : يا رسولَ اللهِ لا تلُمْهُ فإنه رجُلٌ غَيورٌ واللهِ ما تزَّوج امرأةً قطُّ إلا بِكرًا وما طلَّق امرأةً له قَطُّ فاجترأ رجُلٌ مِنَّا على أنْ يتزوجَها من شِدَّةِ غَيرَتِه فقال سعدٌ : واللهِ يا رسولَ اللهِ إني لأعلمُ أنها حقٌّ وأنها من اللهِ تعالى ولكنِّي قد تعجبتُ أني لو وجَدتُ لَكَاعٍا تَفَخَّذَهَا رجُلٌ لم يكنْ لي أن أُهيجَه ولا أُحركه حتى آتيَ بأربعةِ شُهداءَ فواللهِ لا آتي بِهِمْ حتَّى يَقْضِيَ حاجتَه”.
  • الثبات على الرأي: على سبيل المثال ما حدث يوم السقيقة وكان ذلك عندما نوى الأنصار مبايعته ، ثم ذهبت البيعة إلى الصحابي الجليل أبو بكر الصديق و بقي راسخا في رأيه ولم يبايع أحدا حتى مات.
  • الجود والسخاء: وقد اشتهر – رضي الله عنه – بكرمه وسخائه و جوده.

و في ختام مقالنا لهذا اليوم نكون قد تعرفنا الى الصحابي الذي قتل على يد الجن كما تعرفنا الى من هم الصحابة و اهم ملامح شخصية الصحابي الجليل سعد بن عبادة