نقدم لكم في موقع الجنينة مقال بعنوان هل الخضر نبي؟ أم أنه رجلاً صالح رافقه موسى عليه السلام، تابعوا لتعرفوا.

من هو الخضر

الخضر هو عبد الصالح آتاه الله رحمة من عنده وعلمه من لدنه علمًا و الذي ذكره الله تعالى في سورة الكهف حيث رافقه سيدنا موسى عليه السلام وتعلم منه و اشترط عليه أن يصبر، فقصّته حقيقة وليست رمزا، فهي قصّة جرت أحداثها في مكان غامض وغير معروف، بدأت بالتقاء النّبوّة بالعلم اللّدنّي مرّة واحدة في ثلاث محطّات، وانتهت بافتراق بعد تأويل أحداث غامضة لم يستطع موسى -عليه السّلام- عليها صبرا، ولعلّ أغرب ما فيها أنّ الخضر -رضي الله عنه- لم يفعل شيئا بإرادته كان موسى يتعجب من فعله، حتى فسّر له أسباب هذه الأمور وقال له في آخر الكلام أنه كان يتحرّك بمشيئة الله -جل جلاله-: ((وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا)) (الكهف: 82)

هل هو على قيد الحياة

بعض الناس يقولون عن الخضر: إنه عاش بعد موسى إلى زمن عيسى ثم زمن محمد عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين وأنه على قيد الحياة  الآن وسيعيش إلى يوم القيامة  ليس هناك دليل قط على أن الخضر حي أو موجود – كما يزعم الزاعمون – بل على العكس، هناك أدلة من القرآن والسنة والمعقول وإجماع المحققين من الأمة على أن الخضر ليس حيًا وتنسج حوله القصص والروايات والأساطير بأنه قابل فلانًا، وألبس فلانًا خرقة، وأعطى فلانًا عهدًا… إلى آخر ما يقصون وينسجون من أقاويل ما أنزل الله بها من سلطان
القرآن يقول: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} فالخضر إن كان بشرًا فلن يكون خالدًا، حيث ينفي ذلك القرآن الكريم والسنة المطهرة؛ فإنه لو كان موجودًا لجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال عليه الصلاة والسلام: “والله لو كان موسى حيًا ما وسعه إلا أن يتبعني” (رواه أحمد عن جابر بن عبد الله) فإن كان الخضر نبيًا، فليس هو بأفضل من موسى، وإن كان وليًا فليس أفضل من أبي بكر.
يميل الناس دائمًا إلى الغرائب والعجائب والقصص والأساطير، ويصورونها تصويرًا من عند أنفسهم ومن صنع خيالهم، ثم يضفون عليها ثوبًا دينيًا، ويروج هذا بين بعض السذج، ويزعمون هذا من دينهم، ولكن ليس هذا من الدين في شيء والحكايات التي تحكي عن الخضر إنما هي مخترعات ما أنزل الله بها من سلطان.

هل هو نبي أو ولي

فالعلماء قد اختلفوا في ذلك

البعض قال أنه نبي، كما يبدو من الآية الكريمة التي تلوناها من سورة الكهف{وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} فهي دليل على أنه فعل ذلك عن أمر الله، ومن وحيه لا من عند نفسه. فالأرجح أنه نبي وليس مجرد ولي.

والبعض  قال كلها روايات لا سند لها و بعمل علمي موثّق نسف به هذه المزاعم كلّها بالأدلّة الشّرعيّة التي يمكن تلخيصها بالقول: إنّ جملة ما حشده القصّاصون في وصف الخضر هو من المتروكات والموضوعات والمرفوعات التي لا سند لها، وإنّ الخضر داخل في ميثاق الله العام الذي لم يخصّص أحدا بواجب اتّباع الرّسل -عليه السّلام- كما نّصت عليه سورة آل عمران: 81، وما صحّ من أحاديث يقطع دابر دعوى حياة الخضر بيننا، لأن الحكم عام، وإذا عمّ الحكم يصبح الأصل عدم التّخصيص.

هذا والله -سبحانه وتعالى- أعلى وأعلم، نتمنى أن نكون قد زودناكم بالمعلومات اللازمة.