إن نعم الله على الإنسان لا تعد ولا تحصى، ومن أجمل هذه النعم هي إعطائه ذرية صالحة.  فالأطفال من زينة الحياة الدنيا التي وهبها الله عزوجل للإنسان، فالناس عامة تتمنى دائماً أن يرزقهم الله سبحانه وتعال بمولود، ويستحب للمسلم أن يُظهر لأخيه المسلم فرحته بقدوم مولوده الجديد، وتهنئته، والمباركة له بما رزقه الله سبحانه وتعالى. فقد جاء في كتاب الأذكار للإمام النّووي رحمه الله: قال: يستحب تهنئة المولود له، قال أصحابنا: ويستحبّ أن يهنّأ بما جاء عن الحسن البصري رحمه الله، أنّه علّم إنساناً التهنئة فقال: قل:” بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشدّه، ورزقت برّه “.

ما يقال عند ولادة مولود جديد

إن فرحة استقبال مولود جديد فرحة لا يسعها الأهل والوالدين والأقارب وخاصةً لو كان المولود الأول، بحيث يتم نقل حياة الوالدين عند استقبال مولود جديد نقله نوعيه من نمط آخر من الحياة.  ولذلك فإن خير ما يقال عند استقبال المولود الجديد هو الحمد والشكر على النعمة التي رزقها الله لك، ثم اسأل الله تعالى أن يتم نعمة الصحة والعافية لطفلك ووالدته، ولعل لنا في امرأة عمران أسوة حسنة، حيث قالت يقول الله تعالى في سورة آل عمران:

“رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَوَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(36).

ما يقال في أذن المولود الجديد

إن خير السن المتبعة عند ولادة المولود وخير ما يقال في أذنه هو الأذان في أذن المولود اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى وقال النّووي وهو شافعيّ في المجموع:” السّنة أن يؤذّن في أذن المولود عند ولادته، ذكراً كان أو أنثى”، ويكون الأذان بلفظ أذان الصّلاة تماماً، لحديث أبي رافع الذي ذكره المصنف، قال جماعة من أصحابنا:” يستحبّ أن يؤذّن في أذنه اليمنى، ويقيم الصّلاة في أذنه اليسرى “.   ويفضل أن يقوم بذلك والد الطفل.

ولا بد من الدعاء للمولود خير الأدعية ومنها:

  • اللهم اجعله من أوليائك وخاصتك الذين يسعى نورهم بين أيديهم، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
  • اللهم اجعله من حراس الدنيا ومن الذاكرين والمذكورين، والطف به يا كريم.
  • يا الله ارزقه حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربه منك.
  • اللهم ارزقه جمال الخلق والخُلق وقوة الدين والبدن وسعادة الدنيا والآخرة. اللهم اجعله من الهداة المهتدين غير الضالين ولا المضلّين.

ما يصنع بعد ولادة المولود

هناك الكثير من السنن التي لابد من اتباعها بعد ولادة المولود ومنها التالي:

  • استحباب تحنيك المولود والدّعاء له: عن أبي موسى قال:” ولد لي غلام، فأتيت به إلى النّبي – صلى الله عليه وسلم – فسمّاه إبراهيم، وحنّكه بتمرة، ودعا له بالبركة، ودفعه إليّ “، رواه البخاريّ ومسلم.  والتّحنيك: هو وضع شيء حلو في فم الطّفل أوّل ولادته، كتمر أو عسل.
  • تسمية المولود جائزة في اليوم الأول، أو السّابع، فعن أنس بن مالك قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” وُلِد لي الليلة غلام فسمّيته باسم أبي إبراهيم “، رواه مسلم. وعن عائشة قالت:” عقّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلم – عن الحسن والحسين يوم السّابع وسمّاهما “، رواه ابن حبّان والحاكم.
  • حلاقة شعر رأسه، ومن ثم دهن رأسه بعد ذلك بالزّعفران: لما في ذلك فوائد طبية، ثم يتم التصدق بوزن الشعر ذهباً أو فضةً، ولا يشترط أن يوزن الشعر المحلوق، فإذا صعب هذا فيكفي أن تقدر بالعملة النقدية ثمن الذهب أو الفضة، والذي يعادله وزن الشعر المحلوق تقديراً، وتتصدّق بالمبلغ في وجوه الخير.

والى هنا نختتم الحديث عن الموضوع الجميل الذي تداولناه اليوم، أتمنى أن ينال إعجابكم أعزائي القُراء، وشاكرين لكم حسن القراءة.