ما هي قصة عبدالله المايوركي الشيخ عثمان، المعروف بعبد الله الترجمان، كان نصرانيا إسبانيًا في جزيرة مايوركا، وقسيسًا كبير العلو، كما كان من ابرز علماء النصارى في العصر الثامن الهجري، وكان اسمه قبل إن يؤمن (إنسلم تورميدا)، فلمّا شرح اللَّه صدره وهداه إلى الدين الإسلامي لقب نفسه عبد الله، وزاد ليه لقب الترجمان لأنه اشتغل بالترجمة للحاكم تونس بعد ايمانه، وقد ألف مؤلف “تحفة الأريب في الرد على أهل النصارى” باللغة العربية سنة 823ه، ثم ترجم إلى الغة الفرنسية ونشر في جريدة تاريخ الأديان بباريس عام 1885م كل هذا في موقع الجنينة.

 قصة إسلام عبد الله الترجمان

روى عبد الله الترجمان حكاية إسلامه في تأليفه تحفة الأريب: اعلموا رحمكم الله أن أصلي من مدينة مايوركا، وكان ابي محسوبًا من اسرتها، ولم يكن له ولد وحدي، ولما بلغت ست اعوام من عمري أسلمني إلى مدرس من القسيسين تلوت عليه الإنجيل حتى درست أكثر من شطره في مدة عامين، ثم أخذت في تثقف لغة الإنجيل وعلم المنطق في ست اعوام، ثم انتقلت من بلد مايوركا إلى محافظة لاردة من منطقة كتالونيا وهي مدينة العلم عند الكفار في ذلك القطر، وبهذه المدينة تجتمع طلبة العقيدة من النصارى، فقرأت فيها علوم الدنيا والنجوم مدة ست اعوام، ثم صرت اتلو الإنجيل وألقنه مدة أربع اعوام.

ثم انتقلت إلى مدينة بلونية فعشت بها، وهي مدينة علم وبها معبد لقسيس كبير السن والقدر لقبه نقلاومرتيل، وكانت مكانته بالعلم والدين والزهد عالية جدًا، فكانت البحوث في دين النصرانية والجوائز  ترد عليه من الحكام وغيرهم، بل ويريدون بالتبرك به وفي قبوله لمعرفتهم ويعرفون بذلك، فتلوتو على هذا القسيس علم أصول دين النصرانية وفقه ولم أزل اتنزل إليه بخدمته والقيام بكثير من مهامه حتى صيرني من احسن خواصه ودفع لي مفاتيح سكنه وخزائن تناوله ومشربه، فلازمته بالتلاوة عليه والخدمة له عشر اعوام.

ثم أصابه مرض يومًا فتاخر عن حضور مجلس قراءته وبقائه أهل المجلس وهم يتكلمون في مسائل من العلم إلى أن انتهى بهم الكلام إلى قوله تعالى على لسان رسوله عيسى عليه السلام «إنه يأتي من بعدي رسول اسمه البارقليط» فبحثوا في تعيين هذا الرسول من هو من الأنبياء وقال كل واحد منهم بحسب علمه وعقله فعظم بينهم في ذلك موضوعهم وكثر جدالهم ثم انصرفوا من غير تحصيل معلومة في تلك العملية.

ما هي قصة عبدالله المايوركي الشيخ عثمان

فأتيت بيت الامام صاحب الدرس المذكور فقال لي: ما الذي كان عندكم الليلة من البحث في غيبتي عنكم؟ فأخبرته بتغيير القوم في اسم البارقليط وأن شخصا قد أجاب بكذا وفلانًا بكذا وسردت له بحثهم، فقال لي: وبماذا قلت؟ فقلت: بجواب الامام فلان في معاني الإنجيل، فقال لي: ما قصرت وقربت، وفلان لم يصب، وكاد فلان أن يقترب، ولكن الحق خلاف هذا كله لأن معاني هذا الاسم الكريم لا يعلمه إلا العلماء الكبار في العلم وأنتم لم يحصل لكم من العلم إلا البسيط.

الى هنا انتهى مقالنا اليوم الذي كان بعنوان ما هي قصة عبدالله المايوركي الشيخ عثمان ولقد ذكرنا فيه كل المعلومات التي تتعلق بهذا الموضوع من كل الجوانب موقع الجنينة يتمنى لكم التوفيق في كل الامور.