سنتعرف على  الحكم الشرعي فيمن أكل أو شرب ناسياً في صوم التطوع أي لغير رمضان ، يقوم الكثير من الناس بالصوم للتقرب من الله و أخذ الأجر العظيم يوم القيامة عن طريق صوم النوافل من الأيام في السنة .

فقد ذهب الأئمَّةُ أبو حنيفةَ والشافعيُّ وأَحْمَدُ  :

إلى أنَّ الصَّائم إذا أكل أَوْ شَرب ناسياً لم يفسد صومه و لا شيء عليه ، سواء قلّ الأكل و الشرب أو كثر . وممن ذهب إلى هذا الرأْي : الحسنُ البصري و مجاهد و إسحاقُ بن راهويه و أبو ثور و داودُ بنُ علِيّ و عطاء و الأوزاعيُّ و الليثُ ، و قَالَ ربيعةُ و مالك : يَفْسد صومُ الآكِل والشارِب النَّاسي ، وعليه القضاء .

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن أكل ناسيًا و هو صائمٌ فليُتمَّ صومَه ، فإِنما أطعمه الله وسقاه” (رواه البخاريُّ ومسلمٌ) ، ولَفْظُ مُسلم هو: “مَنْ نَسِيَ وَ هُوَ صائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فليُتِمَّ صومَه ، فَإِنَّما أَطْعَمَهُ الله وَ سَقَاهُ “. وَ حمل المالكيَّةُ الحديثَ على صيام النفل ، و فيه نظر ؛ لأن قوله صلى الله عليه وسلم: ((صائم)) نكرةٌ و لم يحدد في سياق الشرط فَتَعُمّ كُلَّ صيام ، و أيضًا فإنَّ الحديثَ في رواية عند ابن حِبَّان و ابن خُزيمة و الطبراني في الأوسط و الدارَ قُطني و البيهقيّ و الحاكم قدْ صَرَّحَ بِأَنَّهُ صيامُ رَمَضَانَ ، قال صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أَفْطَرَ في شهر رمضان ناسيًا فلا قضاءَ عَلَيْهِ و لا كفارة ”

 دار الإفتاء المصرية :

حيث قالت دار الإفتاء المصرية  ، عن طريق صفحتها الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ،  إن المُفتى به أن من أكل أو شرب ناسياً في نهار رمضان أو في صيام التطوع لا يبطل صومه ، و لا يجب عليه القضاء و لا الكفارة .

واستعانت دار الإفتاء بحديثين نبويين للرسول صل الله عليه و سلم : « مَنْ نَسِيَ وَ هُوَ صَائِمٌ ، فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَ سَقَاهُ » أخرجه مسلم في صحيحه ، « إِذَا أَكَلَ الصَّائِمُ نَاسِياً أَوْ شَرِبَ نَاسِياً فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ، وَ لَا قَضَاءَ عَلَيْهِ» أخرجه الدارقطني في سننه .

 

 

وأضافت أن هذه الأحاديث الشريفة أدلة على أن الصائم إذا أكل أو شرب ناسياً فعليه أن يتمَّ صومه ، و لا قضاء عليه ، و يومه الذي أتم صيامه صحيح و يجزئه، نافية وجود فرق في ذلك بين الفريضة و صيام النفل ، و هذا هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الحنفية و الشافعية و الحنابلة .

و هكذا تعرفنا في مقالنا على حكم إفطار الصائم ناسياُ أو متعمداً .