بتسأل العديد من الأشخاص عن المدة التي استغرقها نزول القرآن الكريم على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم,فقد نزل القرآن الكريم نزول كلي ونزول مفرق , فيسعدنا أن نقدم لكم في مقالنا لليوم عن المدة الزمنية التي استغرقت في نزول القرآن الكريم .

ما هي المدة التي استغرقها نزول القرآن الكريم على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟

لم ينزل القرآن الكريم – كلام الله عز وجل – على الرّسول محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم دفعة واحدة ، بل نزل متفرقاً على دفعات يطول ويقصر الزمان فيما بينها ، ويكبر ويقل عدد وطول آياتها ، وكثيراً ما اقترنت هذه الآيات بأسباب للنزول وبمناسبات تختص بها ، والفترة الزمنيّة ما بين أوّل آية وآخر آية تلقّاها الرسول من القرآن عبر الوحي هي ثلاثة وعشرين عاماً .

وقد كانت أوّل ثلاثة عشر عام تنزّل فيها القرآن على النّبي في الفترة التي أقام بها الرسول في مكة المكرمة ، ولهذا السّبب سميّت هذه السور بالسور المكيّة ، وقد امتازت بأنّها آيات تدعو لتوحيد الله وهجر الأصنام والحض على مكارم الأخلاق ، فبذلك يكون أسلوبها تربويّاًَ وأخلاقيّاً بحتاً ، أمّا فترة العشرة أعوام اللاحقة فقد كانت خلال الفترة التي قضاها الرسول عليه الصلاة والسّلام في المدينة المنورة ؟

وقد امتازت سورها بأنّها كانت لتبيان أسس وتفاصيل الدّين والشريعة والمعاملات والعبادات وتفاصيل أساليب الحياة كما أرادها الله عز وجل لنا . وقد مرّت أوقات كان الوحي والتنزيل فيها غزيراً على الرّسول ، وعلى الصعيد المقابل كانت هناك فترات ينقطع فيها الوحي عن الرّسول لمدّة طويلة ،

فيكون الرّسول فيها حزيناً ومشتاقاً لزيارة جبريل له ، لأنّ زيارته تحمل مزيداً جديداً من القرآن إليه ، والذي فيه شفاء للروح .

ويسأل الكثيرون عن الحكمة التي دعت بأن لا يتنزّل القرآن دفعة واحدة ، بل منجّماً ومفرّقاً ومجزّءاً على مدار ثلاثة وعشرين عاماً فكان الجواب بأنّ الحكمة من وراء هذا الأمر هو دوام الإتّصال مع السماء ، وتسهيل حفظ القرآن وربطه مع الأحداث بحيث يسهل فهمه وحفظه وتدبّره وفهم أحكامه ومعانيه ، بعد أن يتم ربطه بالمناسبات التي قيلت فيها الآيات في زمن الرسول .

وقد تميّزت الآيات والسور المكية بقصرها وسهولة معانيها ومواضيعها ، في حين امتازت الآيات والسور المدنية بطولها وتشعب مواضيعها . ثلاثة وعشرين عام استمر فيها نزول الوحي بالقرآن الكريم.

وعندما توفي الرسول بكى الصحابة قائلين : اليوم انقطع عنّا أخبار السماء .

اللَّهُمَّ اجْعَلْ القُرْآنَ العَظِيمَ لِقُلُوبِنا ضِياءً، وَلأَبْصَارِنا جَلاءً، وَلأَسْقَامِنا دَواءً، وَلِذُنُوبِنا مُمَحِّصاً، وَعَنْ النّارِ مُخَلِّصاً”.

اللَّهُمَّ أَلبِسْنا بِهِ الْحُلَلَ، وَأَسْكِنّا بِهِ الظُلَلَ، وَادْفَعْ عَنّا بِهِ النِّقَمَ، وَاجْعَلنا بِهِ عِنْدَ الْجَزاءِ مِنَ الفائِزِينَ، وَعِنْدَ النَّعْمَاءِ مِنَ الشَّاكِرِينَ،”

أتمنى أن يكون هذا الإنجاز المتواضع قد نال شيئاٌ من إعجابكم وساهم ولو بشىء يسير من إيصال المعلومات التي تبحثون عنها عن مدة نزول القرآن الكريم .