قصة يوسف مكتوبة بشكل مسهل وموضح ,لقد تم سرد قصة حياة سيدنا يوسف بالكامل وهي متوفرة كتابةً في هذا المقال ، نقوم بفحصه ووصف القرارات والمزايا التي يحتوي عليها من أشهر قصص الأنبياء ، سورة يوسف في القرآن الكريم ، التي تصف نبي الله يوسف ووالده يعقوب وتفاصيل علاقتهما ، اختارها الله تعالى خصيصًا لها حكاية سيدنا يوسف عليه السلام كاملة ومفصلة ، وقد أشار إليها الله تعالى بأنها أحسن القصص لأنها من السور التي فيها أهمية الصبر في وجه لقد تم توضيح الصعوبة وسيأتي هذا التخفيف لا محالة مهما كانت حدة الصعوبات ، كما سيتم شرحه خلال مناقشتنا.

قصة يوسف مكتوبة بشكل مسهل وموضح

من أجل شرح قصة حياة سيدنا يوسف صلى الله عليه وسلم بشكل صحيح ، يجب أن نذكر أولاً أنه ولد في قرية فدان أرام العراقية والدته راحيل من نسل لابان خال يعقوب وهو ابن نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام في بيت لحم ، فلسطين ، حيث هاجر يعقوب وعائلته بعد ولادته ، أنجبت شقيقه بنيامين قبل أن يموت بعد إصابته بحمى النفاس.

ولعل وفاتها تفسر سبب عدم ذكرها في القرآن الكريم عن حياة سيدنا يوسف بالمقابل “ليا بنت لابان” (خالته) أخت أمه راحيل التي ربته وزوجة أبيه وأم إخوته مذكورة في آية تفسير رؤية نبي الله.

السلام على اخوتنا يوسف.

بما أن يوسف يعتبر ابن شيخوخته ، فإن وفاة والدته راحيل ، ابنة لابان ، كانت بداية الأحداث التي سيكون لها تأثير على مجمل الرواية المسجلة لسيدنا يوسف عليه السلام.

بينما تتعاطف عمته وزوجة أبيه وأم إخوته مع يوسف ، تجبرها الطبيعة البشرية على إعطاء أطفالها مزيدًا من الاهتمام وقد حاول يعقوب عليه السلام تعويض ذلك بإعطاء سيدنا يوسف وبنيامين كذلك.

بسبب عاطفة يعقوب الكبيرة لمعلمنا يوسف ، شعر إخوته بحسد شديد عليه.

قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة مكتوبة في القرآن الكريم تبدأ بذكره رؤيا لوالده يعقوب عليه السلام، وهي أنه رأى أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له،وذلك كما جاء في قول الله تعالى في السورة:

( إِذ قالَ يوسُفُ لِأَبيهِ يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ)

حيث علم يعقوب عليه السلام أن هذه الرؤيا تنبأ بخير آتٍ وتشير لكرامة يوسف عند الله وأن الأحد عشر كوكبًا هم إخوة يوسف الأحد عشر، لذلك طالبه ألا يقصص رؤياه على إخوته خوفا عليه مما تخفيه نفوسهم من حسد له.

وقد جاء ذلك في الآيات:

فقال تعالى :(قالَ يا بُنَيَّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا إِنَّ الشَّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ)

غيرة إخوة يوسف ومكرهم

يستمر سيدنا يعقوب في تعاطفه مع يوسف ما يزيد من حسد وحقد إخوته عليه، ولما امتلأت القلوب غلا على الصبي ، قرروا التخلص منه بأي وسيلة.

فاجتمعوا واتفقوا على قتله أو إلقائه في الصحراء  ليموت من الجوع والعطش،  طامعين في أن يتفرغ لهم أبوهم ويمنحهم مزيدا من الحب والاهتمام، على أن يتوبوا بعد ذلك، كما ورد في الآيات الكريمة في السورة التي تحمل اسم نبي الله يوسف عليه السلام.

مؤامرة الإخوة للتخلص من يوسف

قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة مكتوبة

نستكمل فصول قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة مكتوبة ، حيث انتهى إخوة يوسف إلى اتخاذهم قرارا باستئذان أبيهم لأخذه معهم  في رحلتهم في الصحراء ليلعب ويستمتع ، والتعهد برعايته ليوافق على ذهابه، ثم إلقائه في بئرٍ بعيدةٍ وتركه، وعدم قتله استجابة لاقتراح أحدهم.

وفي المساء، ذهبوا لأبيهم وطلبوا منه السماح لهم باصطحاب يوسف معهم في الغد، وعلى الرغم من خوفه الشديد على يوسف، إلا أنه سمح لهم في النهاية باصطحابه.

وكانوا قد اتفقوا على أن يقولوا لأبيهم يعقوب -عليه السلام-  عند عودتهم أن الذئب قد أكله.  وفي الصباح، انطلقوا إلى الصحراء وأنزلوا يوسف -عليه السلام  في البئر، وتركوه، ثم جاؤوا بدماءِ شاةٍ ووضعوها على ملابسه.

ووصفت الآيات فعلتهم حيث شرحت ما حدث في هذه الجزئية من  قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة مكتوبة في قوله تعالى:

( فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون ( 15 )

بعد ذلك عادوا  إلى أبيهم يبكون، وأخبروه أن يوسف قد أكله الذئب، فلما رأى يعقوب القميص تبين له أن القميص ليس فيه تمزيق، فعلم بكذبهم ولم يصدقهم.

بيع سيدنا  يوسف إلى عزيز مصر

مكث سيدنا يوسف عليه السلام  جالسا على صخرةٍ في ذلك البئر لبعض الوقت ، حتى مرت قافلةٌ بالقرب من البئر وقاموا بإرسال أحدهم ليحضر لهم بعض الماء.

ومع أول نظرة في قاع البئر، وجد الرجل يوسف عليه السلام، فأخبر أصحابه ففرحوا به جدا حيث فكروا فيما يمكن أن يكسبوه من مال جراء بيعه عندما يصلون إلى مصر.

وبالفعل باعوه لرجلٍ طلب شرائه بدراهم  قليلة ، ثم اشتراه عزيز مصر بعد ذلك وكان رجلًا عقيمًا لا ينجب لذلك طلب من زوجته أن تكرمه.

وعاش سيدنا يوسف عليه السلام، في بيت العزيز مكرما حتى بلغ مبلغ الشباب، لتتخذ حياته مسارا آخر، يبدأ بمحنة ثم بتمكين في الأرض كما سنوضح في الفقرات التالية من المقال.

وقد أوضحت الآيات الكريمة تفاصيل تلك الفترة من حياة سيدنا يوسف في السورة (من الآية 19 إلى 21).

يوسف ومكيدة امرأة العزيز

أنعم الله تعالى على سيدنا يوسف بقدر كبير من الجمال والوسامة ورجاحة العقل والعلم وكل ذلك بدا جليا في مرحلة الشباب.

حتى أن وسامته ووجاهته كانا سبب تعرضه لفتنة كبيرة هي الإغراء بالفاحشة، وذلك عندما تعلقت به زوجة العزيز بصورة  كبيرة، و بلغ بها الحال لما راودته عن نفسه.

وكما ورد في قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة مكتوبة، أن امرأة العزيز جعلت تتزيَّن له لإغرائه، ولما لم يستجب لها َّصرحت له بما تريد، وأغلقت الأبواب وقامت بدعوتِه لممارسة الفاحشة. وبالطبع لم يقبل سيدنا  يوسف عليه السلام ، ورفض أن يخون الله ، ويخون السيد الكريم الذي رباه في بيته.

وما كان منه إلا ان جرى نحو الباب ليهرب منها، فجذبته من ثيابه فتمزَّق قميصه من الخلف.

وفي تلك الأثناء جاء زوجها عند الباب، فبادرت باتهام يوسف عليه السلام بمراودتها عن نفسها وطلبت  من زوجها أن يسجنه ، كما جاء في الآية 25 من سورة يوسف:

(واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم).

دليل براءة سيدنا يوسف

تمضي أحداث قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة مكتوبة ، حيث واجه سيدنا يوسف مزاعم وافتراءات امرأة العزيز بالإنكار وتوضيح ما حدث و إنَّها من ابتدأت بالأمر  وراودته عن نفسه.

وأمام ذلك، بحث العزيز عن الحقيقة  بتحكيم شاهد من أهلها، حيث قال إنَّه إن كان قميص سيدنا يوسف قد تمزِّق من الخلف فيكون صَّادقا وأنَّها لاحقته ومزَّقت القميص ، بينما لو كان التمُزِّق من الأمام فتكون هي الصَّادقة .

ورأى العزيز أنَّ القميص ممزق من الخلف، وتأكد من كذب زوجته، وطلب من سيدنا يوسف كتمان الأمر ومن امرأته الاستغفار، وهو ما جاء توضيحه في سورة يوسف في الآيات ( من 26 إلى 29).

فتنة امرأة العزيز والنسوة

ما زلنا نواصل سرد ما كان من أمر الفتنة التي تعرض لها الصديق كما جاءت في قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة مكتوبة بسبب مراودة امرأة العزيز له، حيث شاع الخبر بين النِّساء ، وتناقلن الحديث عن إغراء زوجة العزيز لغلامها، ووصل ذلك إليها فأرسلت إلى من عرفت أنهن تحدثن في هذا الأمر من نساء المدينة ودعتهن لتناول الطَّعام وأعطت كلَّ منهن سكِّينا لتقطيع الفاكهة.

ثم طلبت من سيدنا يوسف أن يخرج لهن ، فلما خرج انبهرن بشدَّة جماله، جرحن أيديهنَّ بالسكاكين دون انتباه منهن، ما جعل امرأة العزيز تشعر بالانتصار لأنهن عذرنها في شغفها به،  وقالت لهن إن لم يستجب لي سأسجنه.

ووصفت الآيات الموقف في سورة يوسف بشكل بديع  في الآيات (من 30 إلى 32).

سجن سيدنا يوسف عليه السلام

فضّل سيدنا يوسف عليه السلام دخول السجن على الاستجابة لمطالب امرأة العزيز ومن دعتهن من النسوة، ولم يرض أبدا بارتكاب الفاحشة.

ودعا ربه أن ينجيه من مكر الزوجة الخائنة حتى وإن كان المقابل دخول السجن، وهذا يتضح جليا في الآيات الكريمة:

فاستجاب الله ليوسف وجنبه الفتنة وارتكاب المعصية، ودخل سيدنا يوسف السجن ومكث فيه عدة سنوات، كان خلالها محبوبا من رفقائه .

وكان من بين رفاق يوسف عليه السلام في سجنه مملوكان للملك، جاء ذكرهما في السورة التي تحمل اسمه،  هما ساقي الملك، و خبّازه،

وكانا متهمين بالتواطؤ على سمه في طعامه وشرابه. وطلب منه الفتيان تأويل رؤى لهما، بما وجداه منه من صلاح وإحسان. حيث قال السّاقي: إنه يرى  في المنام أنه يعصر عنبا ليصبح خمرا، بينما قال الخبّاز: إنه رأى نفسه  يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه، وقد ورد شرح ذلك في الآية 36 من سورة يوسف.

قصة نبي الله يوسف مكتوبة

ورد عليهما سيدنا يوسف عليه السلام بأن الله تعالى علمه تأويل الأحاديث والتنبؤ بما قد يقع وأن ذلك من فضله تعالى عليه لأنه ترك ملّة الكافرين الذين لا يؤمنون بالله  واتباعه عقيدة التوحيد التي دعا إليها الأنبياء والمرسلين، ولم يغفل جانب الدعوة، فحثهم على عبادة الله الواحد الأحد، كما جاء في الآيات في سورة يوسف في الآيات من (37 إلى 40).

وفسر الصديق للساقي رؤياه بأنه سيعود لعمله وسيسقي سيده الخمر كما كان يفعل من قبل باعتبار أن هذه طبيعة عمله، بينما جاء تأويل رؤية الخباز أنه سيقتل ويصلب.

ثم طلب من الساقي أن يذكر لسيده قصته وكيف سجن بوشاية كاذبة، أملا في  أن يخرجه من السجن بعد أن يتحرى ويتأكد من براءته، إلا أن ساقي الملك بعد خروجه من السجن، قد  نسي أن يخبر سيده بقصة سيدنا يوسف ، حتى ذكره الله تعالى به برؤيا الملك، كما أوضحت الآيات.

﴿وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ﴾(42)

وننتقل في قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة مكتوبة، إلى فصل هام من فصولها،  حيث تأكيد براءته من جديد بداية التمكين له في الأرض ، وذلك من خلال رؤية رآها الملك  في منامه، حيث رأى سبع بقرات سمينة يأكلهن سبع بقرات هزيلة، وسبع سنابل قمح خضراء، وسبع سنابل أخرى جافة،  ولم يتمكن أحد من مستشاريه من تأويلها وتفسيرها.

فسأل عنها حاشيته والمحيطين به، فأخبروه أنها أحلام غير منتظمة أو غير متناسقة، وأنهم لا يعرفون لهذا النوع من الأحلام تفسيرا.

وهنا تذكر ساقي الملك  يوسف وكيف صدق تأويل رؤياه من قبل، وطلب من الملك أن يرسله إلى يوسف ليسأله عن تفسيرها.

وقد كان، حيث فسر يوسف عليه السلام رؤيا الملك بأن البلاد سوف تشهد سبع سنوات تكون فيها الزراعة ممكنة كالمعتاد، ثم يمر عليها سبع سنوات يشح فيها الماء والزرع.

وقدم لهم مشورة بادخار محصول القمح في سنوات الرخاء لينفعهم في سنوات الشدة، ثم أكمل تأويل الرؤيا بأنه سيأتي بعد الشدة عام تغزر فيه الأمطار والزروع.

امرأة العزيز تقر ببراءة يوسف عليه السلام

ورجع الساقي إلى الملك وأخبره بما قاله يوسف عليه السلام،  استشعر الملك عِلم وحكمة ورجاحة عقل يوسف ، وأمرَ بإحضاره من السجن ليجعله مستشاره.

لكن يوسف عليه السلام رفض الخروج من السجن قبل تأكيد براءته، حيث قال تعالى في ذلك:

 ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ﴾ سورة يوسف/50.

ثم عاد الساقي إلى الملك وأبلغه بما قاله يوسف عليه السلام، وبدوره، استدعى امرأة العزيز، و النسوة اللاتي  جرحن أيديهن وسأل عن القصة ، وكانت الإجابة أنه لم يشهدن على يوسف أي سوء ، وهنا قررت امرأة العزيز التخلي عن الكذب لأول مرة واعترفت أنها هي من راودت يوسف عن نفسه كما جاء في الآيات (54-55).

التمكين ليوسف وتوليه خزائن الأرض

بعد تأكد براءة يوسف ، أخرجه الملك من سجنه وأثنى عليه، وعندها طَلَبَ يوسف عليه السلام منه أن يوليه على خزائن الأرض ، وهو ما فعله الملك، فكان رد الاعتبار والتمكين ليوسف عليه السلام ، ويقول تعالى في ذلك :

 ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾ [سورة يوسف 56-57].

لقاء يوسف بإخوته

كما جاء في قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة مكتوبة، بعد مرور السنين السبع الأولى التي تنأ بها يوسف ، اشتدَّ القحط في البلاد ، بينما لم تتأثر مصر حيث ادخر الصديق من الغلال ما يكفي ، كما أنه كان يغيث البلدان الأخرى التي أصابها الجوع وعرف عنه الكرم والرحمة.

وهنا طلب يعقوب عليه السلام من أولاده أن يذهبوا إلى مصر لشراء قوت أهلهم، ولبى الأبناء مطلب الوالد وقدموا مصر ودخلوا على يوسف عليه السلام عندما رآهم عرفهم بينما لم يعرفوه.

وأعطاهم من الطعام ما يحتاجون وأكرمهم ، ثم طلب منهم العودة له مع أخيهم من أبيهم ، يقصد شقيقه بنيامين ، حيث لم يحضر معهم، وأكد عليهم أنه لن يعطيهم الطعام في المرة المقبلة إذا لم يحضر معهم ، فكان ردهم أنهم سيلحون في طلب ذلك من أبيهم حيث لا يحب مفارقته، وهذا ما جاء وصفه في قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة مكتوبة في القرآن في الآيات من 58 إلى 62.

ثم بعد ذلك أمر يوسف حاشيته  أن يضعوا بضاعتهم التي أتوا بها  في رحالهم حتى يعودوا إليه مرة أخرى.

وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62)

عودة إخوة يوسف لأبيهم

وعندما رجع إخوة يوسف عليه السلام  كانت المفاجأة وهي أنهم وجدوا بضاعتهم التي ذهبوا بها لمصر لتكون مقابل الطعام قد ردها يوسف لهم.

وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65)

وهنا طلبوا من  أبيهم اصطحاب بنيامين معهم إلى مصر،  وأخبروه أن هذا هو طلب عزيز مصر ، ووعدوه بأن يحفظوا أخاهم من أن يناله أي مكروه، فرد يعقوب عليه السلام بأنه يخشى عليه من الضياع كما حدث مع يوسف من قبل (الآية 64 من سورة يوسف).

فألحوا على أبيهم حتى وافق ، لكنه طالبهم بأن يتعهدوا ويعطوه ميثاقًا من الله بإرجاعه ، إلا أن يصيبهم أمر جلل يمنعهم من الإتيان به، كما جاء في الآيات 65 و66  من قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة مكتوبة.

وبالفعل، أعطى أولاد يعقوب عليه السلام أباهم العهد الذي أراد ، فقال لهم : الله على ما نقول وكيل ، ثم أوصاهم ألا يدخلوا على العزيز من باب واحد وإنما من أبواب متفرقة  حتى لا يُحسدوا لكثرتهم وجمال هيئتهم،  بعدها انطلقوا لمقابلة يوسف عليه السلام.

حيلة يوسف لإبقاء أخيه بنيامين

وتوضح الآية (69) من سورة يوسف التي تروي قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة مكتوبة ، أنه عند وصولهم، عرّف يوسف عليه السلام  نفسه لأخيه وشقيقه بنيامين، ثم أمر أحد رجاله بوضع مكيال الملك في متاع أخيه، وهي حيلة منه لإبقاء أخيه عنده، ثمّ نادى منادٍ أنّ هناك مكيالًا مفقود، ولابد من تفتيش القافلة، وبالطبع تم العثور على المكيال في وعاء بنيامين.

وهنا أخذ يوسف أخاه ولم يسمح لهم باصطحابه معهم وعادو إلى أبيهم دون أخيهم، الأمر الذي أصاب يعقوب بالحزن الشديد وظل يبكي  لفقده ولداه الواحد تلو الآخر، حتى ابيضت عيناه من الدمع، أي ذهب بصره.

ولذلك عاد إخوة سيدنا  يوسف عليه السلام إلى مصر مرة أخرى طالبين من العزيز ، يوسف،  أن يعيد إليهم أخيهم.

وعندها  كشف لهم أنه أخاهم الذي سبق وأن تخلصوا منه ومكروا به، وعاتبهم على ما فعلوه ، ثم عفا عنهم، وقدم إليهم قميصه مطالبا إياهم بوضعه على وجه أبيهم  حتى يرتد إليه بصره بأمر الله وهو ما تحقق، كما طلب منهم أن يأتوا إليه جميعا مع أمهم وأبيهم .

قصة سيدنا يوسف للأطفال

وهنا رفع أبويه على العرش، وخر إخوته له ساجدين ، فكان تأويل الرؤية التي قصها على والده قبل سنوات طوال.

“وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ” الآية 100-يوسف

بعد أن تناولنا قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة مكتوبة ، نستعرض أهم الفوائد والعبر المستفادة من دراستها:

  1. الاستعانة على قضاء الحاجات بالكِتمان،  حيث أمر سيدنا يعقوب يوسف بكتم الرُّؤيا.
  2. أن الثبات على المبدأ حتى وقت الفتن له حسن الجزاء فتحمل سيدنا يوسف آلام السجن كان جزاؤه  التمكين في الأرض .
  3. عدم إثارة الغيرة بين الإخوة لأنها التي قد تؤدّي إلى عواقب وخيمة.
  4. الثقة في أن بعد الشِدة  يأتي اليسر والفرج، بشرط الصبر والرضا  لأن ذلك سُنة إلهية للأنبياء والصالحين.
  5. تجنب الخُلوة المُحرَمة لأنها من خطوات الشّيطان .
  6. جواز تعبير الرُّؤيا للعلماء.
  7. لابد من الأخذ بالأسباب للنجاة من المهالك كما طلب يوسف من رفيق السجن أن يذكره عند خروجه من السّجن.
  8. أنه يجوز طلب التمكين من المنصب  لخدمة الناس والحق وإقامة العدل بشرط الاستطاعة وإخلاص النية.

الخاتمة

قصة يوسف مكتوبة بشكل مسهل وموضح ,قصة سيدنا يوسف صلى الله عليه وسلم كما رويت في هذا المقال أثناء تصفحه لأحد المواقع تمت كتابتها بالكامل ، كما علمنا بإخوانه وكذلك رؤيته وغيرة ومكر إخوته وكيف أنهم تآمر للتخلص منه كما وصفنا كيف تم بيع سيدنا يوسف لعزيزة مصر كما تم شرح تفاصيل حكاية يوسف ومخطط الزوجة العزيزة ثم ناقشنا الدليل على براءة سيدنا يوسف ، تلاها فتنة المرأة العزيزة والمرأة ، وسجن سيدنا يوسف عليه السلام ، ويوسف عليه السلام ، وتفسير رؤية الملك على أنها السبب من أجل بقائه ، ثم ناقشنا كيف تعرفت المرأة العزيزة على براءة يوسف عليه السلام ، وأخيراً ناقشنا لقاء يوسف بالملك أخيرًا ، قدمنا قائمة بالمزايا والدروس المستقاة من حياة سيدنا يوسف وشملت هذه تفاصيل عودة الإخوة إلى أبيهم ، وخداع يوسف للحفاظ على بنيامين ، ولقائه بأبيه يعقوب وإخوته ، وتفسير أحلامه.