الاحتجاج بفعل الآباء، وتقليدهم في الباطل ، إن الأبناء مرآة الآباء ، هذه هي المقولة التي سنبدأ بها مقالنا فالأبناء سر آبائهم والأبناء بذرة من شجرة الآباء، والآباء في نظر أبنائهم هم القدوة التي يحتذي بها وهم الأساس الذي يمكن تنبؤ ما ستكون عليه شخصياتهم في المستقبل تبعاً لشخصيات آبائهم.

الاحتجاج بفعل الآباء، وتقليدهم في الباطل:

غالباً ما يتأثر الأبناء بآبائهم بشكل كبير فإن كان الآباء أصحاب حق ومبادئ وذو أخلاق من الطبيعي أن يكون الأبناء كآبائهم وأن ينهجوا طريق الحق في حياتهم، والأبناء يأخذون طباعهم من الآباء.

وإن الاحتجاج بفعل الآباء وتقليدهم في الباطل، هذا دليل علي الجهل، وكثيراً أن نلاحظ أن الطفل يميل ميولاً كبيراً إلي والديه ونلاحظ ذلك من تصرفاته ومن طباعه بل وسلوكياته التي يفعلها دون أن يميز إن كانت هذه السلوكيات صائبة أو خاطئة ولذلك لا يجب التحجج بهذه السلوكيات ولا يجب الأخذ بهذه الأفعال .
والجدير بالذكر أن الشريعة الإسلامية هي خير معلم فهي ديننا وعقيدتنا وتعاليم رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام والتي جاءت لتوضح لنا كل ما ينهي عنه الإسلام ولترشدنا لطريق الحق والصلاح لنا ولأبنائنا، فالشريعة الإسلامية أرشدتنا للطريق السليم والصحيح في الحياة وكيف نتعامل مع كل المواقف التي تواجهنا فيها .

ماذا يقصد بالباطل:

الباطل في اللغة يدل علي زوال الشيء وذهابه أي زوال الأثر والاختفاء،
كلمة الباطل تأتي بعكس معني الحق وهي كل ما هو غير صحيح من أصله ولا يوجد دليل علي صدقه وصحته واثبات مصداقيته، وسواء كان عن طريق الفعل أو الكلام .
وسواء كان المعني اللغوي أو الاصطلاحي للباطل فهما يرتبطان ببعضهما البعض لأن أي شيء لا صحة له ولا برهان ولا دليل عليه فإنه زائل لا محالة ومصيره الوحيد أنه سيتلاشى ويختفي مع مرور الوقت ولو بعد زمن، دون أن يترك أثراً له وكأنه لم يكن من الأساس، فكلمة الحق هي التي تغلب وفعل الحق هو الأبقى علي الدوام.

ماذا يقصد بالجهل:

الجهل كثيراً ما تم تداوله وذكره في العقيدة الإسلامية والشريعة وهو يأتي بعكس العلم، وهو أن يتم الاعتقاد بشيء أنه صحيح وهو علي خلاف ذلك تماماً، ولذلك جاء تسمية العصر الذي كان قبل الإسلام بالعصر الجاهلي لأن كل شيء كان قبل الإسلام هو كان خاطئ ولم يكن علي حق وهو علي خلاف ما كان الاعتقاد به، ولذلك تم ذكر هذه الكلمة في القرآن الكريم لمرات عديدة والتي دل ذكرها علي العديد من الأمور والتي نذكر منها:
1. التشكيك بوجود الله والأكاذيب التي قيلت حوله.
2. الاعتقاد بالأمور التي هي علي خلاف ما هي عليه بالأصل.
3. ارتكاب المعاصي والآثام.
4. الانتقاص من الحق والقول بما يخالفه.
5. القيام بفعل يخالف الأصل.
6. الظنون والاعتقادات للكفار وشكهم بالله سبحانه وتعالي.
7. الحكم علي عبادة الأوثان والأصنام.

في نهاية مقالنا نؤكد علي أن ما بني علي باطل فهو باطل وما كان علي نور الحق وبصيرته كان دائماً باقياً غير زائل ولا يمكن التشكيك فيه ويبقي نور الحق فيه ساطعاً لا ريبة فيه.