اذكر مواقف من حياة السلف الصالح تدل على اتصاف بالحلم،حيث أتى الدين الإسلامي نورًا لكل طريق مظلم ، موضحًا كل عمل صالح ، موضحًا ثواب كل شر وخير وعقابه،و اتسم بأجمل الصفات والكلمات الشريفة ابتداء من فاتحة الكتاب وانتهاء بالجنة والناس،وقد فاز من اتسم به وتميز بأفعاله وهذا هو حال السلف الصالح، وعبر المقال التالي سنتتطرق لمواقف من حياة السلف الصالح تدل على اتصافهم بالحلم و الصبر.
من هم السلف الصالح
هم الذين اقتدوا برسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – وطبقوا أفعاله وشريعته وأصول إيمانه ، واتبعوا طريقه الصحيح ، واتبعوه في الخير إلى يوم الدين تطبيقاً لقوله – سبحانه -: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرً )،السلف الصالح يمثلهم أهل الدهور الثلاثة الأولى التي تبدأ بعهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم عهد الصحابة – رضي الله عنهم – و تنتهي بعصر التابعين،و اعترف الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالخير والصلاح ، فأوصى باتباعهم والالتزام بأوامرهم.
اذكر مواقف من حياة السلف الصالح تدل على اتصاف بالحلم
إن السلف الصالح هم الذين لجأوا إلى القرآن الكريم وسنة نبي الله صلى الله عليه وسلم،هم الأقرب إلى النبي- صلى الله عليه وسلم – في المرتبة والمكان ، و السليمي في الخلق و السريرة، حيث التزموا بتعاليمه بالحرف ، ومن مواقف حياة السلف الصالح التي تدل على صفة الصبر و الحلم هي على النحو التالي:
- الموقف الأول: قال قيس: بلغ بلال أن الناس فضلوه على أبي بكر – رضي الله عنه – فقال: “كيف يفضلونني عليه وأنا حسنة من حسناته”.
- الموقف الثاني: رجل أغلظ في حديث الأحنف بن قيس – وقد اشتهر بحلمه – رحمه الله – قال الرجل: “والله يا أحنف! لئن قلت لي واحدة لتسمعنّ بدلها عشراً”. فقال له: “إنك إن قلت لي عشراً، لا تسمع مني واحدة”.
- الموقف الثالث: علم عمر بن عبد العزيز أن ابنه قام بشراء خاتمًا بألف درهم فكتب له:”بلغني أنك اشتريت خاتمًا وفصّه بألف درهم، فإذا أتاك كتابي هذا، فبع الخاتم، وأشبع به ألف بطن، واتخذ خاتماً بدرهمين، واجعل فصّه حديداً صينيًّا، واكتب عليه: رحم الله امرءاً عرف قدره”.
اقرأ أيضاً : ما سبب انتصار المسلمين في الاندلس
الاقتداء بالسَّلف الصالح
ويستحب للمسلم أن يحذو حذو السلف الصالح و الاقتداء بهم من الأمور التي يجب الالتزام بها بدقة ، واتباع طريقهم ، واتباع أخلاقهم وأفعالهم ، وتجنب النفاق والضلال ، وكل ما يصرف الانتباه عن طاعة الله تعالى ، بما في ذلك الذنوب والرجاسات والمشتتات، وقد وصفهم الله تعالى في كتابه قائلاً:وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ)،حيث أن اقتداء السلف الصالح من أسباب الرضا و المغفرة من الله تعالى وربح الجنة والنعيم الأبدي بإذنه العلي.
الى هنا نختم مقالنا الذي تناولنا فيه الإجابة عن اذكر مواقف من حياة السلف الصالح تدل على اتصاف بالحلم، كما تعرفنا من هم السلف الصالح و الإقتداء بهم.
