علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف المكنى بأبو الحسن والحسين والملقب بأمير المؤمنين، ولد في( 13 ) رجب ، بعد عام الفيل بثلاثين سنة، وبعد ولادة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بثلاثين سنة في مكة المكرمة في جوف الكعبة، شارك مع النبي في جميع غزواته ماعدا غزوة تبوك إضافة الى أفضاله الكثيرة.  استشهد الإمام ( عليه السلام ) في ( 21 ) رمضان 40 هـ، حيث ضربه الملعون عبد الرحمن بن ملجم المرادي بالسيف على أُمِّ رأسه ( عليه السلام ) في حال سجوده في محرابه بمسجد الكوفة وتم دفنه في النجف الأشرف / منطقة الغري. والأن في مقالنا هذا سوف نتحدث عن أم الإمام علي عليه السلام.

من هي أم الإمام علي عليه السلام؟

هي السيدة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، حيث أنه تقد أبو طالب (عليه السلام) الى والدها أسد بن هاشم وخطبها منه، ولمّا حضرت الوفود لخطبة الزواج، قام أبو طالب وقال: (الحمد لله ربّ العالمين، ربّ العرش العظيم، والمقام الكريم، والمشعر والحطيم، الذي اصطفانا أعلاماً، وسدنة، وعرفاء، وخلصاء، وحجّته بهاليل، أطهار من الخنى والريب، والأذى والعيب، وأقام لنا المشاعر، وفضّلنا على العشائر، نخب آل إبراهيم وصفوته وزرع إسماعيل).  ثم قال: تزوّجت فاطمة بنت أسد وسقت المهر ونفذت الأمر، فاسألوه واشهدوا، فقال أبوها أسد: زوّجناك ورضينا بك، ثم أطعم الناس.

وقد عاشت السيدة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) إلى جانب أبي طالب (عليه السلام)، وقامت بأعباء المسؤولية في إدارة بيته وتدبير شؤون منزله، بصبر وصدق وإخلاص، وطهارة وصفاء ومحبّة وإيمان وطيب، وأنجبت لـه أولاداً بين ذكور وإناث وهم : ( طالب، عقيل، جعفر، علي، أم هانئ، جمانة).

سيرة فاطمة بنت أسد:

تزوجت فاطمة بنت أسد من أبو طالب فقط وكانت أول امرأة هاشمية تتزوج رجلًا هاشميًا.  وهي من ربت النبي بعد وفاة جده مع أبو طالب وكانت له بمنزلة الأم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويحترمها ويناديها بأمي، إضافة الى أنها أسلمت في السنين الأولى للبعثة النبوية وكانت أول امرأة هاجرت إلى رسول اللَّه من مكة إلى المدينة على قدميها، وأول امرأة بايعت محمد بن عبد الله بعد نزول آية « يأَيهَا النَّبيُّ إِذَا جَاءَك المُؤمِنَات يبَايعنَك… ».  وكانت من أبر الناس برسول اللَّه، فسمعت فاطمة رسول اللَّه وهو يقول: «إنّ النّاس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا»، فقالت: وا أسوأتاه، فقال لها رسول اللَّه فإني أسأل اللَّه أن يبعثك كاسية.

ولادة فاطمة لعلي في جوف الكعبة:

من أكبر فضائل السيدة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) أن الله اختارها من بين نساء العالمين لتلد مولودها الطاهر في بيته الحرام، حيث استضافها الله تعالى في جوف الكعبة ثلاثة أيام فولدت أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) في ذلك المكان الطاهر.  حيث روى الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)قال: كان العباس بن عبد المطّلب ويزيد بن قعنب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلى فريق عبد العزّى بإزاء بيت الله الحرام إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أمّ أمير المؤمنين (عليه السلام) وكانت حاملة بأمير المؤمنين تسعة أشهر وكان يوم التمام، قال: فوقفت بإزاء البيت الحرام وقد أخذها الطلق فرمت بطرفها نحو السماء وقالت: أي ربّ إنّي مؤمنة بك وبما جاء به من عندك الرسول وبكل نبي من أنبيائك وبكل كتاب أنزلته، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل وإنه بنى بيتك العتيق، فأسألك بحق هذا البيت ومن بناه وبهذا المولود الذي في أحشائي الذي يكلّمني ويؤنسني بحديثه وأنا موقنة أنه إحدى آياتك ودلائلك، لما يسّرت عليّ ولادتي.

قال العباس بن عبدالمطّلب ويزيد بن قعنب: لمّا تكلّمت فاطمة بنت أسد ودعت بهذا الدعاء رأينا البيت قد انفتح من ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا ثم عادت الفتحة والتزقت بإذن الله تعالى، فشرعنا بفتح الباب لتصل إليها بعض نسائنا فلم ينفتح الباب، فعلمنا أنّ ذلك أمر من أمر الله تعالى، وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيام، فلما كان بعد ثلاثة أيام انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه، فخرجت فاطمة وعلي(عليه السلام) على يديها.

وأخيراً توفيت السيدة فاطمة بنت أسد في السنة الرابعة للهجرة، وعمرها ما يقارب 60 عامًا، فكفنها رسول الله  في قميصه، ودفنها في مقبرة البقيع في المدينة المنورة.

الى هنا نكون قد وصلنا الى ختام حديثنا عن أم الإمام علي بن أبي طالب، آملين أن ينال إعجابكم وشاكرين لكم حسن القراء أعزائي.