متى اندلعت الحرب الاهليه الامريكيه، نشبت بين موضعين من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1861م حاربت المناطق الجنوبية المشهورة بالجنوب، أو الكونفدرالية، لأجل حماية حق استعباد السود وعلى نمط الحياة الزراعة والحصاد بينما عارضت المناطق الشمالية، المشهورة باسم الشمال أو الاتحاد، قانون الاستعباد في الجنوب وسعت لحماية على اتحاد المدن جميعا داخل الولايات المتحدة الواسعة أزهقت هذه الحرب مجموعة كبيرة من أرواح الأمريكيين وقسمتهم إلى جبهتين متخاصمتين إلى درجة أن أصبح الشقيق في بعض العوائل يحارب شقيقه وظلت مرارة تلك المعارك ماثلة حتى عصرنا هذا عُرفت الحرب الأهلية باسمي الحرب بين المدن والمناطق وحرب الاتحاد بدأت الحرب في 12 يوليو 1861م عندما هاجمت فرقة من القوات الجنوبية موقع فورت سمتر العسكري في تشارلستون، واستمرت الحرب خمس سنوات كاملة، ثم انتهت بهزيمة الجيش الجنوبي بقيادة روبرت لي للجيوش الشمالية.

أسباب الحرب وخلفياتها

يتفق اغلبية الباحثون في مجال التاريخ المؤرخين على وجود أسباب واسعة للحرب الأهلية في الولايات المتحدة الامريكية، ويركزون على الاختلاف الإقليمي بين الشمال والجنوب من حيث الفرق في الحالة الاقتصادية، وفي المعاني الفكرية، وأساليب العيش والحياة، ويشيرون إلى الاقتتال بين الحكومة الاتحادية والمحافظات حول سلطات تلك المحافظات، ويذكرون معاكسة السياسيين، وفقدان القانون في الحياة الحزبية خلال خمسينيات القرن الثامن عشر ومع ذلك، فإن جميع المعاني تشير إلى قصة الاستعباد أو تدور حولها.

الانقسام:

كانت حياة شعب الجنوب تعتمد في المقام الأول على زراعة التبغ في أراضيهم الخصبة والمناخ الساخن المناسب له ؛ لذلك استعبدوا الأفارقة للقيام بهذه الوظائف، بينما انشغل أهل الشمال بالأعمال البيع والشراء، إذ كان الجو البارد والأرض الصخرية في المناطق الشمالية تحول دون استطاعة التوسع في مجال الزراعة والري وقد دأب الشعب الشمالي على العمل الجدي والتركيز على الدراسة والاقتصاد الحر، مدركين أن من حق الامة الامريكية ومسؤوليته أن يقرر إن كان أي نشاط أو فعالية فيه تتناسب مع السلوك الحضاري أم لا وكانوا يتطلعون إلى التجديد والتغيير والمستقبل الابرز، بينما كان الشعب الجنوبي متمسكين بوضعهم دون اختلاف، مستسلمين إلى الشعور بالرخاء الاقتصادي الناتج عن الأعمال الري والحصاد دون رغبة في العمل في تغيير نمط حياتهم.

النزاع حول نظام الرق:

بدأت القوات الشمالية في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي بالشعور بأن نظام العبيد نظام غير سليم، ونهض معارضوه بالدعوة لالغاءه في الشمال، بينما وجد اغلبية أهل الجنوب في الاسترقاق عملاً مربحًا ومكسبا جميلا وكانوا يعتقدون أن ثروات الجنوب سينهار بدونه وأن العبيد جنس أدنى مرتبة من البيض قام مجلس النواب الأمريكي بإصدار بعض القوانين التوفيقية في سنة 1850م، على أمل أن تساعد في حل معضلة الاستعباد، من ضمنها قانون يمكن ببقاء نظام الاستعباد على أن تمنع تجارته في العاصمة دي سي، وقانون آخر قوي يطالب الشماليين بإعادة الرق الهاربين إلى أصحابهم، وقد قاوم الشعب الشمالي هذا القانون بتنظيم طرق لتأمين هروب السود الفارين من أسيادهم وفي 1854م أجاز مجلس النواب قانون كنساس ـ نبراسكا الذي بمقتضاه أسست ولايتا كنساس ونبراسكا والسماح بالاستعباد فيهما، كما أصبح لأي ولاية جديدة المطالب في السماح بالاستعباد أو تحريمه فيها بالترشيح العام في سنة 1857م عرضت قضية أحد الرقيق، واسمه دريد سكوت، على المحكمة الاستئناف في الولايات المتحدة وكان قد ادعى الحرية لأنه كان من قبل يعيش في ولاية خالية من العبيد ومنطقة حرة لكن قرار المحكمة رفض قضية سكوت وقضى بأنه لا يحق لأي عبد أن يصبح من المواطنين في الولايات المتحدة، وأنه ليس بقدرة الكونجرس إبطال العبيد، في الاماكن وذلك ما أغضب الشعب الشمالي وبرهن على أن الخلاف حول الاستعباد لا يمكن حله قضائيًا.

الانفصال:

عندما انتُخب الرئيس إبراهام لنكولن لرئاسة الولايات المتحدة خشي الشعب الجنوبي أن يصدر الرئيس قرارًا يلغي فيه العبيد فقرروا الانسحاب من الولايات، فانسحبت ولاية كارولينا الجنوبية أول الأمر في يوليو 1860م، ثم تبعتها محافظات مسيسيبي، وفلوريدا، وألباما، وجورجيا ولويزيانا في اغسطس 1861م وشكلت الولايات السبع فيما بينها ما يسمى بولايات أمريكا المتعاونة، وانتخبت جيفرس ديفز رئيسًا لها أكد الرئيس الأمريكي لنكولن في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة تقلده مقاليد الرئاسة في ابريل 1861م أن الاتحاد الفيدرالي سيبقى إلى النهاية، وأنه سيستعمل كل إمكانات البلاد للحفاظ على جميع الثروات الفيدرالية في المنطقة الجنوبية وكان من ضمنها مكان حامية فورت سبمر العسكرية في منطقة كارولينا الجنوبية، فهجم عليها القوات الجنوبية في 12 يوليو 1861م وأجبروها على التسليم، فأمر الرئيس لنكولن القوات الاتحادية باسترجاع موقع الحامية في 15 اغسطس، الأمر الذي اعتبره القوات الجنوبية بمثابة إعلان حرب وبعد ذلك، في يوليو انضمت ستة ولايات أخرى للمحافظات الجنوبية، هي فرجينيا، وأركنساس، وكارولينا الشمالية وتنيسي، وصارت ريتشموند، العاصمة الجنوبية فرجينيا، هي العاصمة الكونفدرالية.

الحرب في الشرق (1861 – 1863م)

متى اندلعت الحرب الاهليه الامريكيه

تنبأ مجموعة كبيرة من الشماليين بأن الحرب سوف تنتهي في ثلاثة أشهر، غير أن بعض الانتصارات المتقدمة التي استطاع ان يحققها أهل الجنوب أثبتت أن هناك معارك كبيرة تنتظر الشماليين.

حرب السفن المدرعة:

قام القوات الجنوبية بتعويم إحدى السفن الاتحادية التي كانت قد غرقت وأصلحوها بتقوية جسمها بصفائح فولاذية وسموها فرجينيا، وهاجموا بها السفن القوات الشمالية في هامبتن رودز وقد جرت واقعة الاقتتال بينها وبين السفينة الاتحادية المحصنة مونيتور، فكانت أول معركة نهرية في التاريخ تجري بين السفن المحصنة ورغم عدم فوز أي من الخصمين نصرًا، فإن مونيتور قد أثبتت قوتها في تلك المعركة.

معركة أنتيتام:

ومن الاقتتال التي خاضها الخصمان معركة أنتيتام ومعركة فريدريكسبورج في 13 يوليو 1862م ففي الحرب الأولى تكبد الخصمان خسائر كبيرة انسحب على أثرها قائد القوات الجنوبية روبرت لي بجيشه إلى منطقة فرجينيا وكانت هذه أكثر مواضع الاقتتال دموية في الحرب الأهلية إذ بلغ مجموع الضحايا من الجنوب 2,700 ومن الشمال2,000ومجموع الجرحى من الخصمين 19,000 مات منهم 3,000 جندي آخر بعد ذلك وفي واقعة فريدريكسبورج في منطقة فرجينيا وصلت خسائر الشماليين إلى 13 ألفًا بين قتيل وجريح وغائب وفي معركة تشانسلرزفيل انقسم جيش الشمال إلى نصفين اجبر معه الجنرال هوكر إلى الانسحاب من تلك الاماكن.

إعلان تحرير العبيد:

أصدر الرئيس لنكولن قرارًا في بداية الامر بتحرير الرقيق في 22 يوليو 1862م بعد النصر الذي أحرزه القوات الشمالية في أنتيتام، وذلك لأنه كان ينتظر فوزا اخر شماليًا يُعلن بعده القانون وقد جاء في الإعلان الصادر بهذا الشأن أن جميع الرقيق في الولايات الخصم للاتحاد أحرار إلى الأبد ابتداءً من أول اغسطس 1863م ولم يُدخل في ذلك القانون الولايات الموالية للاتحاد، غير أنه في 1 يناير 1863م أصدر قانونه النهائي الذي أعلن بموجبه تحرير الرقيق لكن ذلك الإعلان كان قرار مصيري معناه اعلان الحرب، وهو، وإن كان مهما، لكنه قابل للسحب فيما بعد لذا فإن الرئيس لنكولن وُفِّق في 1865م من سماح الكونجرس للتعديل الرابع عشر للدستور، الذي أبطل بموجبه الاستعباد نهائيًا في جميع مدن الولايات المتحدة الأمريكية كافة.

معركة جتسبيرج:

تقدمت القوات الجنوبية إلى بنسلفانيا في يوليو 1863م وتبعه القوات الاتحادية وزحف الجيشان نحو منطقة جتسبيرج، ووقعت بينهما أكبر انواع القتال في الحرب الأهلية وكان الجيش الشمالي وقوامه 85 ألف مقاتل يحارب الجيش الذي جاء من الجنوب ومجموع محاربيه 65 ألفًا وكانت القوات الشمالية متحصنة فوق الجبال جنوب جتسبيرج ولم يتمكن الجيش الجنوبي خلال الاقتتال التي شنها في أرض مفتوحة من هزيمة القوات الشماليين وبلغت إصاباته نحو 20,500، وهكذا اضطر زعيمهم إلى سحب جيشه إلى مدينة فرجينيا وقد شكلت هذا الاقتتال نقطة تحول بارزة في الحرب الأهلية لصالح الشماليين.

نهاية الحرب الاهليه

سببت الحرب الأهلية في الولايات المتحدة إلى إبطال نظام الاستعباد في كل أنحاء الولايات المتحدة وكان انتصار للشعب الشمالي ضمانًا لبقاء الولايات المتحدة، غير أن تلك الحرب كلفت أمريكا أعدادًا ضخمة من الضحايا، فقد بلغ مجموع القتلى من الخصمين 620 ألفًا، من بينهم 360 ألفًا من منطقة الشمال و260 ألفًا من منطقة الجنوب وقد قتل أكثر من نصف هؤلاء بسبب الإصابة بالأوبئة وكلفت الحرب الشعب الأمريكي عامة ثمنًا باهظًا في الثروات والمزارع والصناعة والمال، وهلك مجموعة كبيرة من الأبرياء من رجال ونساء وأطفال وقد أدخلت الحرب انواع جديدة من فنون المعارك مما جعلها توصف بأنها أول حرب جديدة، ذلك لأنه لأول مرة يقاتل المقاتلين تحت قيادة موحدة.

الى هنا انتهى مقالنا اليوم الذي كان بعنوان متى اندلعت الحرب الاهليه الامريكيه ولقد ذكرنا فيه كل المعلومات التي تتعلق بهذا الموضوع من كل الجوانب نسأل الله لكم التوفيق في كل الامور.