منذ أن وجد الإنسان احتاج إلى التعاون مع أخيه الإنسان، وقد اتخذ هذا التعاون في مظاهر شتى، وأشكالا مختلفة ، وبسبب تلك الحاجة وجد بين الناس نوع من المعاملة يطلق عليه اسم الشركة وقد نمت هذه الشركة وتطورت على مر الزمن واتسعت باتساع المدن وكثرة الحاجات، ورقي الإنسان ومن خلال موقع الجنينة سنتعرف على شركة العنان

تعريف الشركة 

الشركة لغة : بكسر الشين وسكون الراء، أو بفتح الشين وكسر الراء وسكونها هي الاختلاط، سواء أكان بعقد أم بغير عقد، وسواء أكان في الأموال أم في غيرها، قال الله تعالى: (فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ)،وقال سبحانه خطاباً لإبليس: (وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولادِ) ، وقال سبحانه على لسان موسى عليه السلام: (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي).

الشركة اصطلاحاً:

  • في مذهب الحنبلي : هي الاجتماع في استحقاق أو تصرف،والذي يظهر من التعريف أن الشركة عندهم قسمان وهما الشركة في الاستحقاق، والشركة في التصرف.
  • و المذهب المالكي : هي إذن في التصرف لهما مع أنفسهما، أي أن يأذن كل واحد من الشريكين لصاحبه في أن يتصرف في مال لهما مع بقاء حق التصرف لكل منهما.
  • و مذهب الشافعي : الشركة ثبوت الحق في شيء لاثنين فأكثر على جهة الشيوع هذا بمعناها العام، وأما الشركة بمعناها الخاص فقد عرفها الشافعية بأنها: العقد الذي يحدث بالاختيار بقصد التصرف وتحصيل الربح.
  • والمذهب الحنفي : هي عبارة عن عقد بين المتشاركين في الأصل والربح.

ما هي شركة العنان 

شركة العنان ما هي أن يقوم شخصان بالشراكة في مال بينهما، على أن يكون النشاط المتفق عليه هو التجارة من خلال هذا المال، وأن تقسم الأرباح بينهما، ولا يشترط التساوي والمعادلة في المال بين الطرفين، كما لا يشترط التساوي في الأرباح أو التصرف بينهما، فمن الممكن أن يكون مال الأول أكثر من الآخر أو العكس، ومن الممكن أن يتفقا على أن يكون أحدهما قائمًا بإدارة التجارة دون الآخر، وفق ما تم عليه الاتفاق، ومن الممكن أن يتفقا على أن تكون الخسارة على حسب مستوى رأس المال، أي تكون بنسب متفاوتة وليس بالتساوي وبالجملة، فإن المعيار هو ما تم الاتفاق عليه.

معنى شركة العِنان

عرف العلماء شركة العنان لغة بأنها من العرض وسبب تسميتها بشركة العنان أنها اشتقت من عن يعن بكسر العين ويعن بضم العين ، والعنان بكسر العين يتم إطلاقه في اللغة على السير الذي يتم خلاله التحكم في اللجام ، أما في مصطلح العلماء يطلق لفظ العنان في تعريف أئمة الأحناف أنه اشتراك اثنين في مال معين والهدف منه التجارة على أن يتم تقسيم الربح جراء تلك التجارة كل تبعا لنصيبه في المال ، إذ لا يشترط اقتسام الربح بالتساوي ، وتوافق هذا التعريف لشركة العنان لأئمة الأحناف كل من أئمة المالكية والشافعية والحنابلة ، حيث أن الأئمة الأربعة اتفقوا على تعريف شركة العنان بهذا التعريف .

حكم شركة العنان

أجمع الفقهاء على جواز شركة العنان وهي الشركة التي كانت معروفة منذ القديم , وهي أيضا الشركة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين السائب بن شريك فقد جاء في الحديث أنه كان شريك النبي في أول الإسلام في التجارة ، فلما كان يوم الفتح قال النبي صلى الله عليه وسلم : (مرحبا بأخي وشريكي , لا يدارى ولا يماري)
وشركة العنان هي أن يشترك اثنان أو أكثر في نوع من أنواع التجارة أو في عموم التجارات , ويلتزم المتعاقدون بمقتضاها بأن يقدم كل منهم حصة معينة في رأس المال , ويكون الربح بينهما حسب المال أو حسب الاتفاق عند جماعة من الفقهاء , أما الخسارة فهي أبدا بقدر المالين لأنها جزء ذاهب من المال , فيتقدر بقدره .

الى هنا نصل لنهاية مقالنا الذي تعرفنا فيه على تعريف الشركة اصطلاحاً و لغةً في الشريعة الإسلامية ، كما تعرفنا على ما هي شركة العنان و سبب تسميتها بهذا الاسم و حكم هذه الشركة في الشريعة