الأضحية هي سنة مؤكدة عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – و يثاب فاعلها و لا يؤثم  تاركها ، و لكن فاته أجر عظيم ، تعد طاعة من الطاعات ، و هي إما أن تكون من البقر أو الغنم أو الإبل ،و يجب أن تكون  الأنعام خالية من العيوب و سليمة ، و العيوب تنقسم إلى ثلاثة أقسام : قسم ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تجزئ ، و قسم منها فيها كراهة مع الإجزاء ، و قسم ثالث عيب معفو عنه ، و يجب على المضحي أن يتجنب ويبتعد عن عيوب الأضحية عند شراء الذبيحة ، لذلك توجد بعض الشروط التي يجب توافرها في الأضحية .

 

العيوب التي لا تجوز في الأضحية :

العوراء الواضح عوَرُها ،  أي بمعنى التي انخسفت عينُها ، و المريضة الواضح الظاهر مرضها ، و المرض هنا  هو الذي يؤثر على اللحم بحيث لا تؤكل كالجرباء ، ويضاف بالمريضة الشَّاة التي صُدم رأسُها بشيء ، أو سقطت من مكان عالٍ ، فأغمي عليها ، وأيضاً العرجاء الظاهر ظلعها ، فإن كان العرج بسيطاً ، فيكون معفو عنه ، لأنها أطاقت المشي مع شبيهتها السليمة ، و واصلت الأكل والرعي والشُّرب ؛ فهي تخرج من بنية العرج ، وتُجزئ ، وأيضاً الكسيرة ، وهي الهزيلة التي لا مخّ في عظمها المجوَّف بسبب ضعفها و نخافتها .

شروط الأضحية :

الشرط الأول :  و يعد هذا الشرط متفق عليه بين المذاهب ، و هو أن تكون من بهيمة الأنعام ، و الأنعام هي  الإبل بأنواعها ، و البقرة الأهلية ، و الغنم؛ سواء كان معزاُ أو ضأناً ، و يجزئ من كل ذلك الإناث أو الذكور ، و الذي يضحي بغير ذلك  لا تصح التضحية به ؛كما قال تعالى : “وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ” ، ولأنه لم تنقل التضحية بغير الأنعام عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويتعلق بهذا الشرط أن الشاة تجزئ عن واحد ،  و البقرة كل منهما عن سبعة ؛ لحديث جابر رضي الله عنه قال : “نحرنا مع رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلم عامَ الْحُدَيْبِيَةِ؛ البَدَنَةَ عن سبعةٍ ، والبَقَرَةَ عن سبعةٍ ” أخرجه مسلم .

الشرط الثاني من شروط الأضحية : أن تبلغ سن الأضحية ، بأن تكون ثنية أو فوق الثنية من الإبل و المعز والبقر ، و جذعة أو فوق الجذعة من الضأن ؛ لقول النبي صلى الله عليه  وسلم: ” لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً ، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ ” .

الشرط الثالث : و هو سلامتها من العيوب الفاحشة و الواضحة ، و هي العيوب التي بسببها ممكن أن تنقص الشحم أو اللحم .

الشرط الرابع :  أن تكون مملوكة للذابح ، فإن لم تكن كذلك لم تجزئ التضحية بها ؛ لأنه ليس مالكاً لها و لا نائباً عن مالكه . و هكذا تمكنا في هذا المقال من التعرق على شروط الأضحية .