واقع ظاهرة التنمر

تعد ظاهرة التنمر من الظواهر السلبية التي انتشرت بشكل كبير في وقتنا الحالي وتم تسليط الضوء عليها بشدة في الفترة الأخيرة وذلك بسبب أن آثارها خطيرة جدا؛ فغالبا ما يكون ضحيتها طلاب المدارس او الشباب وهو ما يجعلهم يقدمون على الانتحار إن استمرت لوقت طويل…

تعريف التنمر

هو سلوك عدواني ومؤذي سواء بشكل نفسي أو جسدي من قبل شخص أو جماعة من الأشخاص تجاه غيرههم وبشكل متكرر،ويمكن أن يكون نتيجة إحساس هذه الجماعة بالقوة والسيطرة على غيرهم دون أن تتم محاسبتهم.

أسباب التنمر

يمكن تلخيص أسباب التنمر في إختلاف وعدم توازن الطبقات الاجتماعية وشعور جماعة ما أنها أفضل من غيرها من الجماعات سواء من خلال الدين، العرق، الجنس، المظهر، اللون، القوة، السلوك، المنصب……الخ.

ويمكن تفسير التنمر أيضا أنه سلسلة من الأفعال المتكررة التي تعرض لها شخص ضعيف من قبل شخص أخر أقوى منه سواء أكان جسديا أو من خلال المنصب ويترتب عليه تنمر الشخص الضعيف على شخص أضعف منه، حيث يمكن القول بأن المُتنمر كان يتعرض للتنمر من قبل.

فسر علماء أخرون بأن التنمر يمكن أن يكون بسبب أمراض نفسية مثل الإكتئاب أو الوحدة.

أنواع التنمر

لا يقتصر التنمر على كونه جسديا ومباشرا ولكن قد يكون بأشكال أخرى متنوعة يمكن تصنيفها على النحو التالي:

  • التنمر الجسدي –البدني: هو التنمر الذي يؤدي لإلحاق الأذى بالشخص الضعيف سواء من خلال الضرب أو الإعتداء أو السرقة، تدمير ممتلكاته وأشيائه.
  • التنمر اللفظي: مثل السب والشتم او إطلاق ألقاب بقصد السخرية من الشخص الضعيف واستفزازه ببعض التعليقات المزعجة وغير اللائقة وفي بعض الأحيان تحريض باقي الأفراد عليه.
  • التنمر العاطفي: ويتضمن إحراج الشخص ونشر الشائعات عنه ويمكن أن يتضمن نشر أسراره أو فضحه.
  • التنمر الإلكتروني: وهو التنمر من خلال الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مثل الإبتزاز أو التهديد أو الإحراج ويكثر بين الشباب أما الأنواع الأخرى تكثر في الغالب في المدارس.

لايرتبط كون التنمر فقط بالأطفال أوفي المدارس فقط بل يمكن أن يتعداها لمراحل عمرية أخرى مثل تنمر أشخاص في العمل على زميلهم، أو تنمر أو إيذاء أب لطفله عن طريق التميز أو الاستهزاء به.

كيفية التصدي لظاهرة التنمر؟

يمكن علاج ظاهرة التنمر من خلال مجموعة من الأساليب مثل: بث برامج توعية وأعمال فنية مناسبة للأطفال على التلفاز خالية من الألفاظ البذيئة وبرامج دينية أيضاً ومراقبة الأطفال لإستخدام الإنترنت وبرامج مواقع التواصل الإجتماعي، وفرض قوانين من قبل الدولة على الأشخاص الذين يقومون بالتنمر أو أي أفعال مسيئة تجاه الأشخاص الأخرين.

من ناحية أخرى من البديهي القول بأن الإسلام قد حذر ونهى عن ظاهرة التنمر من قبل ومنذ زمن بعيد حيث قال الله عز وجل في كتابه:  “لا يسخرُ قومٌ من قومٌ عسى أن يكونوا خيراً منهم”، من هنا يمكننا التوصل لحل ممكن لظاهرة التنمر من خلال تعميق السلوك والمبادىء الإسلامية في نفوس أفراد المجتمع.